“قمنا بالثورة من أجل إزاحة نظام مبارك وإقامة الجمهورية الثانية .. ولكن جاء المجلس العسكري وحافظ على نظام مبارك واكتفى بانتخاب رئيس للجمهورية. ثم جاء الرئيس مرسي وكنت أتوقع ان يقوم بتفكيك نظام مبارك ولكنه احتفظ به مكتفيا بإدارة هذا النظام لمصلحته”. بهذه الكلمات أعرب الكاتب المصري الشهير علاء الأسواني عن خيبة أمله برئيس البلاد محمد مرسي بنسبة 100%.
وأضاف في ندوة عُقدت بمدينة الاسكندرية انه كان يحترم مرسي كرئيس منتخب، لكنه رصد تغييرا في موقفه أشارت اليها “علامات مقلقة وخطيرة كسعيه لتمكين الإخوان في الحكم”، دفعته لإعادة تقييم موقفه من الرئيس، منوهاً بأن “الإخوان المسلمين لن يستطيعوا تحقيق هدفهم .. فهناك معركة قادمة في الدستور”.
وطالب الاسواني الرئيس باسترجاع كرامة المصريين “التي لطالما تحدث عنها قبل توليه منصبه”، وقال انه كان من الممكن منح مرسي وقتاً اذا تولى منصبه في ظروف عادية، واصفاً اياه بالرئيس الوحيد في العالم الذي استلم زمام الأمور في البلاد وهو لا يزال ينتمي لتنظيم سري. وأكد الكاتب انه ناشد مرسي في لقائه الأخير إطلاق سراح الثوار المعتقلين على ضمانته الشخصية، لافتاً نظره الى ان “القضاء العسكري كان يلفق التهم”.
كما تساءل عن العلاقة التي تربط بين محمد مرسي و جماعة “الإخوان المسلمين” الآن، وعن الصفة الشخصية للقياديين في الجماعة خيرت الشاطر وهصام العريان، التي تخولهما للقاء وفود رسمية عربية وأجنبية تزور مصر! مضيفاً ان “جماعة الإخوان المسلمين تعد جمعية بدون ترخيص ومصدر تمويلها غير معروف ولا تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، وعليها ان توفق أوضاعها وتنضم للشئون الاجتماعية وتكشف مصادر الأموال التي يتم صرفها في الانتخابات”.
وتطرق علاء الأسواني بالانتقاد لما وصفه بسيطرة مجلس الشورى على الصحف القومية، مشدداً على انها تعتبر ملكاً للشعب وليس للحكومة، كما انتقد طريقة انتقاء رؤساء تحرير هذه الصحف، كما أفاد موقع “الوطن” الإلكتروني.
ولم يغفل علاء الأسواني عن الضجة التي أثارها فيلم “براءة المسلمين” المسئ للنبي محمد (ص)، واصفاُ الممثلين الذين قاموا بالأدوار فيه بالممثلين الإباحيين، مشيراً الى ان الهدف من هذا الفيلم “الاهانة فقط وليس تقديم شئ آخر”، متسائلاً “لماذا يُهان المسلمون وهم في مؤخرة الأمم ؟”.
كما ندد بأعمال العنف التي استهدفت البعثات الدبلومسية في مصر وليبيا والسودان وغيرها، وقال ان “تلك الردود الغاضبة تثبت لمن يتهمنا بالإرهاب اننا كذلك. فهي أشبه بمن اغتصبت أرضه أو شقته ووكل محاميا لاسترجاع حقه .. إلا ان المحامي قتل خصمه بدلا من استرجاع الحق الأصيل”.
إلا ان علاء الأسواني تحدث من جانب آخر، اي عن الأفلام المسيئة لعيسى التي تُنتج وتُعرض في الغرب، مشيراً الى ان “قداسة الأديان انتهت في الغرب”، معتبراً ان عدم معرفة العرب بالغرب أسفرت عن رود فعل “خاطئة ومتعجلة”، أدت الى فشلهم بتوصيل رسالتهم له. وأضاف ان الرؤساء في الدول الغربية لا يتدخلون في الإعلام، وان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أضعف من ان يغلق مجلة .. بل بعض المجلات ربما تساهم في عزله”.
وتناول الأسواني في الندوة موضوع “ازدراء الأديان” بالقول انه “في مصر يقولون ما لا يفعلون، فيطالبون بعدم ازدراء الأديان بينما كل القضايا التي تم تطبيقها كانت بازدراء الدين الإسلامي فقط .. ولم تتم محاكمة أي مسلم بتهمة ازدراء الدين المسيحي”.
وحول هذا الأمر قال الكاتب المصري ان بلاده تشهد العديد من الانتهاكات لحقوق الدين المسيحي، بالإشارة الى ما وصفه بنماذج الإساءة الى هذا الدين، “منها قيام الشيخ أبو إسلام بحرق الإنجيل، بالإضافة إلى صعوبة بناء الكنائس في مصر والتي ربما تنتهي بتهجير مسيحيين”، كما أعاد الى الأذهان قضية البهائيين وحبس مصري 3 سنوات بسبب تشيعه”، داعياً المجتمع لأن يكون متماسكاً أخلاقياً على حد وصفه، وقال “سيحدث ذلك عندما يمارس ما يطالب به على نفسه أولا”.
كما تساءل الكاتب عن إهدار دم ألبير صادق لوضعه رابط الفيلم المسئ للإسلام، فيما لم يتعرض الداعية خالد عبد الله الى أي انتقاد يُذكر لعرضه لقطات من الفيلم على قناة “الناس” أمام الملايين.
يُذكر ان علاء الأسواني كان من أشد المتحمسين لمحمد مرسي قبل أشهر. وكان قد تصدى في حوار تلفزيوني بشئ من الحدة للمرشح المنافس أحمد شفيق، مما جعل الأسواني يتحول الى أحد أبرز رموز المدافعين عن محمد مرسي من بين الشخصيات خارج إطار التيار الإسلامي.
وبلغت درجة دفاع الأسواني عن “الإخوان المسلمين” الى حد ان عضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري قال ان الأسواني “يطبل للإخوان هذه الأيام، ويدافع عنهم ويلتمس لهم الأعذار”، علماً انه كتب في مقال سابق:”لقد تحالف عمر سليمان مبكراً (نائب الرئيس المصري السابق) مع الإخوان المسلمين لثقته انهم يستطيعون دائما استغلال مشاعر الناس الدينية، وحشدهم لتحقيق أي هدف سياسي يروق لهم”، كما أفاد موقع “المصري اليوم”.
سيريان تلغراف