اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال لها اليوم إن استغلال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ثورات الربيع العربي لتعزيز نفوذ بلاده خارجياً وموقفه داخلياً تسبب بحالة استياء وغضب لدى الشعب التركي فيما يشكل النكسة الأولى للسياسة الخارجية لأردوغان.
ورصدت الصحيفة في مقالها انعكاس التدخل التركي السلبي على خط الأزمة في سورية على الداخل التركي متمثلاً بحالة متصاعدة من الاستياء الشعبي بسبب امتداد الاضطرابات إلى الأراضي التركية وتزايد حالات التربص بالجنود الأتراك وقتلهم علاوة على تدهور حالة القرى الحدودية مع سورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية تواجه موجة من الغضب العارم من شعبها حيال سياستها تجاه سورية واستضافة المقاتلين فى جنوب البلاد وتسهيل نقل الأسلحة إلى الداخل السوري واستقبال أفراد المعارضة فى اسطنبول واللاجئين على الحدود.
وقالت الصحيفة: إن الأتراك فى بادئ الأمر كانوا يدعمون سياسة حكومتهم إلا أن البعض يرى الآن أن هذا الأمر أدى إلى حالة من عدم الاستقرار فى تركيا وأثر سلبا على الاقتصاد والأمن.
ونقلت الصحيفة عن بائع كتب تركي في أحد الأحياء الضيقة باسطنبول قوله نبدأ يومنا بقراءة عناوين الصحف التي تعلن عن وقوع انفجار في مستودع ذخائر ما أسفر عن مقتل ما يزيد على عشرين جندياً وتقول الحكومة إنها حوادث عارضة وليست بفعل فاعل إلا أننا نرى العكس.
ورأت الصحيفة أن دعوة الحكومة التركية للتدخل العسكري في سورية والتي تعارضها العديد من الدول في المجتمع الدولي صعدت حالة الإحباط المحلية في الوقت الراهن وفي أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت أمام السفارات الأمريكية في كثير من الدول العربية تنديداً بالفيلم المسيء للرسول الكريم قد لا تجد تركيا على الأرجح شركاء في الغرب بشأن تأييد دعوتها لإجراء هذا التدخل.
سيريان تلغراف