أكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف معارضة موسكو لاتخاذ مجلس الأمن الدولي أي قرار يفرض عقوبات على سورية.
وقال الدبلوماسي الروسي في تصريح صحفي يوم 17 سبتمبر/أيلول: “مثل هذا القرار لن يكون مقبولا لنا لأنه سيخلق أساسا لمواصلة استخدام القوة ضد الحكومة السورية، وذلك مع غياب أي مراقبة على المعارضة”.
وحول سعي بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة إلى استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قال غاتيلوف: “موقفنا حول القرار في الشأن السوري يختلف عن الموقف الأمريكي. إنها (أمريكا) تقترح فرض عقوبات واتخاذ قرار على أساس الفصل الذي ينص على استخدام القوة”. وتابع: “إن هذا الموقف أحادي، وهذا القرار غير مقبول بالنسبة لنا”.
ولم يستبعد غاتيلوف استئناف عمل بعثة المراقبين الأمميين في سورية وقال: “تجري حاليا عملية تشكيل مكتب المبعوث الأممي العربي في دمشق الأخضر الإبراهيمي. وليس من المستبعد استئناف عمل بعثة المراقبين الأمميين مستقبلا”.
موسكو قلقة من سعي بعض الأطراف إلى حل الأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن
وأعرب غاتيلوف عن قلقه من احتمال اتخاذ بعض الأطراف خطوات أحادية في الشأن السوري. وفي تعليق على تصريحات عن إمكانيات حل الأزمة السورية خارج نطاق الأمم المتحدة قال: “بلا شك، هذا الأمر يقلقنا. أي خطوات أحادية ستبعدنا عن حل الأزمة السورية. لا يوجد حق في اتخاذ قرارات متعلقة بحل نزاعات دولية إلا لمجلس الأمن الدولي”.
موسكو تدعو أمين عام الأمم المتحدة إلى الاتزان والحذر في تصريحاته حول سورية
وأكد غاتيلوف أن موسكو تتوقع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إبداء الاتزان والحذر في تصريحاته حول سورية وقال: “لقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة عن شلل في مجلس الأمن. يجب على الأمين العام كموظف رئيسي أن تكون مواقفه حذرة ومتزنة عندما يخض الأمر قضايا حادة مثل سورية”.
وشدد على أن فشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق الاتفاق لا يعني قط شلله، وقال: “ما (في مجلس الأمن) يحدث هو البحث عن إجماع واعتبار متبادل للمصالح. لا نشك في وجود إمكانيات لتحقيق هذا الاتفاق في مجلس الأمن الدولي”.
ووصف غاتيلوف مهمة المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي بأنها “حساسة وصعبة”، معربا عن أمله في أن يتمسك الإبراهيمي بخطة سلفه كوفي عنان وبنود بيان جنيف وقال: “نحن على اتصال دائم مع الإبراهيمي بما فيه عبر الهاتف”.
ولم يستبعد أن يلتقي الوفد الروسي الأخضر الإبراهيمي في الجلسة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
غاتيلوف: روسيا مع اتخاذ مجلس الأمن قرارا يؤيد بيان مؤتمر جنيف حول سورية
وأكد غاتيلوف أن روسيا تقف مع اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد بيان مؤتمر جنيف حول سورية. وقال: “نقف مع تأييد اتفاقيات جنيف في مجلس الأمن. سنواصل التأكيد على ذلك في محافل دولية بما فيه الاجتماع القادم لمجلس الأمن على مستوى الوزراء”.
وأفاد غاتيلوف بأن روسيا لم تبدأ بعد العمل على مشروع مثل هذا القرار. وقال: “لا يوجد ذلك على الورق بعد. والأمر ليس في الأوراق. المهم أن نتوصل إلى ذلك جميعا، لكننا حتى الآن لا نرى إرادة سياسية من جانب زملائنا الغربيين”.
وأضاف: “في مرحلة معينة اقترحنا تكريس اتفاقيات جنيف في مجلس الأمن الدولي من خلال اتخاذ قرار مقتضب، لكن شركاءنا لم يوافقوا عليه”، وذلك في الوقت الذي ترى روسيا فيه أن تبني مثل هذا القرار “سيشكل جوا سياسيا مناسبا وسيطلق إشارة واضحة إلى ضرورة وقف العنف وبدء الحوار السياسي”.
موسكو ترى احتمال عقد مؤتمر للمعارضة السورية
وأكد غاتيلوف وجود إمكانية لعقد مؤتمر للمعارضة السورية. وقال: “إن العمل جار، وهناك جهود تبذل من أجل إجراء مثل هذا المؤتمر. كما أن هناك إشارات إلى إمكانية عقده”.
وأشار غاتيلوف إلى أن الحكومة السورية لا تعارض هذه الفكرة وقال: “هذا دليل آخر على استعداد دمشق لإقامة اتصالات مع المعارضة”.
وتابع: “إن المعارضة السورية مشتتة لدرجة أنه ليس بإمكانها أن تحدد من سيمثلها في المفاوضات. من الطبيعي أنه من الصعب أن نتحدث عن بدء عملية التفاوض في هذه الظروف”.
وجدد غاتيلوف التأكيد على معارضة موسكو لتقديم المطالب برحيل بشار الأسد. وقال: “لا توجد مطالب برحيل الأسد في بيان جنيف، والإصرار على ذلك سيؤدي إلى سفك مزيد من الدماء”.
غاتيلوف: النزاع في سورية يتحول إلى نزاع بين الحضارات
وأكد الدبلوماسي الروسي أن النزاع السوري بدأ يكتسب طابع نزاع بين الحضارات منذ زيادة نشاط “القاعدة” في البلاد. وأشار إلى أن هذا التوجه يخفض فعالية الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب.
وقال: “يتعين على المجتمع الدولي الآن أن يضع حدا ويوفر ضمانات لاحترام حقوق جميع الطوائف بما فيه المسيحيون”.
وأضاف: “هناك عملية سافرة لتسليح المعارضة السورية كي تواصل نشاطها من أجل إسقاط نظام بشار الأسد. ليس لدينا ضمانات لتطبيق إجراءات المراقبة على كلا الطرفين في حال تبني القرار بفرض العقوبات”.
سيريان تلغراف | وكالات