Site icon سيريان تلغراف

أصوات أميركية تدعو واشنطن لاعادة حساباتها في الشرق الاوسط وسوريا

كشف تقرير غربي تتداوله أوساط دبلوماسية رفيعة المستوى عن اختلافات في وجهات النظر بين تيارين داخل الادارة الأميركية على خلفية إدارة واشنطن للأزمة السورية، وما كان قد سبقها من دعم لدول” الربيع العربي”، خصوصا أنّ جردة الحساب التي أجراها أكثر من مركز دراسات معتمد رسميا لدى الادارة الأميركية أظهرت بما لا يقبل الشك أنّ الخسارة فاقت بكثير الربح المحقق طيلة السنوات الماضية.

ففي وقت يعتبر صقور الادارة المتحكمة بمسار الأزمات المتنقلة في الشرق الاوسط والعالم العربي منذ إعلان الرئيس الاسبق جورج بوش الحرب على الارهاب أنّ الدعم الأميركي للثورات العربية حقق الكثير من أهدافه التي ترتكز أساسا على محاربة الاسلام السياسي المتطرف على غرار تنظيم القاعدة وما يمت إليه بصلات عقائدية، وذلك من خلال التأسيس لحرب مذهبية تمتد لعقود على مساحة الدول العربية، ينظر أصحاب وجهة النظر المختلفة إلى النتائج من منظار مغاير، إذ يعتبرون أنّ السياسات المتشددة التي اعتمدتها الخارجية في السنوات الاخيرة أدّت إلى نتائج عكسية.

فتلك السياسات والأخطاء، بحسب ما وصفه التقرير، سمحت لموسكو بالدخول مجددا في المعادلة الدولية، بل رسمت لها دورا مميزا لم يعد بالامكان تجاهله أو المساومة عليه، كما أنّ خسارة واشنطن للكثير من حلفائها وعلى رأسهم نظام حسني مبارك دفعت بالتيارات الأصولية إلى ملء الفراغ، وكذلك الامر بالنسبة إلى ليبيا حيث ساهمت السياسات الأميركية الجديدة في السماح لاوروبا بالدخول في معادلة السلاح الليبي من جهة، وحقول النفط التابعة لها من جهة ثانية وذلك من خلال استثمارات تحولت من شركات أميركية لمصلحة شركات أوروبية وفرنسية منافسة، وذلك في وقت كانت فيه أميركا تنفرد بالسيطرة الفعلية على هذه البقعة النفطية.

ويتطرق التقرير إلى ما وصفه بالأخطاء المميتة في أفغانستان، حيث يعتبر أنّ الخسارة هناك تفوق بكثير ما كان الوضع عليه في العراق، فضلا عن أنّ الهزائم المتلاحقة في أفغانستان أفقدت واشنطن صدقيتها تجاه الدول الحليفة والصديقة في آن بدليل ما يحصل راهنا في سوريا من عجز في التأثير على مسار الأمور.

وينصح التقرير في فقرة لاحقة الادارة الأميركية بإعادة وجهة نظر كاملة في ما يتعلق بادارة الازمة في الشرق الاوسط، فيؤكد على ضرورة إعادة فتح القنوات الدبلوماسية مع النظام السوري، والعودة إلى سياسة الحوار المتوازن مع إيران، خصوصا أنّ الأمور في مصر قد تتطور باتجاهات سلبية تدفع باتجاه إعادة النظر بين القاهرة وايران، بما يمكن أن يكسر التوازن القائم باعتبار أنّ مصر تشكل جزءا من العالم الاسلامي الذي بدأ يشهد صحوة معادية للغرب بحسب التعبير المستخدم.

وبالتالي فإنّ الحكمة تقضي بالابتعاد شيئا فشيئا عن التشدد الراهن، خصوصا في هذه المرحلة حيث يبدو أنّ الأمور تتجه لصالح المحور الايراني السوري، بما يعزز الخشية من تداعيات على الحليفة تركيا تساهم في إرباك وضعها في ظل استعار المواجهة مع حزب العمال الكردستاني، مع الاشارة إلى أنّ هذه المواجهة مرشحة للاتساع في حال دخول أكراد سوريا على خط الصراع.

كما لا يغفل التقرير خشية عارمة من حراك “لعلويي” تركيا في حال لم تضع المجموعة الدولية حدا للازمة السورية المرشحة لان تتحول إلى حرب اقليمية.

سيريان تلغراف | النشرة

Exit mobile version