Site icon سيريان تلغراف

السفير : تقـرير امريكي يعـارض فرضـية اسـتهداف إيـران عـبر سـوريا .. ســقوط الأسـد ليـس نهـايـة النـفوذ الإيـرانـي

كثر رأوا في الهجمة الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد استهدافاً لإيران أكثر منها دعماً للمعارضة السورية… هذا الاعتقاد رسخه مسؤولون من الإدارة الأميركية ومسؤولون أوروبيون تحدثوا مراراً عن فوائد جمة تعود عليهم جراء إسقاط الأسد، يحتل صدارتها إضعاف النظام الإيراني.

يتوجّه الخبير في شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان، في تقرير نشره «معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية»، إلى «من اعتقد في الولايات المتحدة أن سقوط الأسد سيشكل ضربة للنفوذ الإيراني في المنطقة» بالقول إن «كل من يعوّل على نتيجة مماثلة يكون مخطئاً».

بداية، والكلام للباحث الأميركي، تأخذ إيران بالحسبان سيناريو سقوط الرئيس السوري، وهي مستعدة له، وهو «ليس بالخبر الجيّد بالنسبة لأميركا».

يعترف ألترمان بـ«أهمية النظام السوري بالنسبة لطهران، سواء في نقاط الشراكة القوية التي سمحت لإيران بدعم “شيعة” لبنان، والتوسّع في بلدين يقعان على الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن التمركز في مقدمة القضايا العربية، وسواء في الأهداف الموحدة كالعداء لإسرائيل والعمل على احتواء نفوذ أميركا في الشرق الأوسط، وسواء في نقاط الضعف كأزمات الاقتصاد المتعثر أو العزلة الإقليمية والدولية»… ومع ذلك، «سيكون خطأ بالغاً الاعتقاد بأن سقوط الأسد هو ضربة قاضية لإيران، السقوط إن حدث فلن يكون لا بداية نهاية الجمهورية الإسلامية ولا حتى بداية نهاية النفوذ الإيراني، بل على العكس فإن إيران ستحاول تعويض خسارتها بطرق ربما ستكون أكثر إزعاجاً من دعمها للنظام السوري».

قد يدفع سقوط الأسد إيران إلى إجراء بعض التصحيحات في سياستها الخارجية، لكنها لن تضطر إلى إعادة التفكير فيها بصورة جذرية.

ويؤكد ذلك أن علاقة إيران مع سوريا ليست مرتبطة فقط بشخص الرئيس بشار الأسد نفسه، فحتى لو لم يعُد موجوداً في السلطة بإمكانها أن تحافظ على علاقات مع العديد من الجهات، وليسوا جميعاً .

وفي سياق متصل، يلمح ألترمان إلى أن فقدان إيران للأسد قد يدفعها إلى زيادة الانخراط في الشأن اللبناني، مقلصة من نفوذ الحكومات الغربية وحلفائها العرب السنة.

كما يتطرّق الباحث إلى مسألة «السلاح الثقيل الذي يصل إلى حزب الله من إيران عبر سوريا» ليقول إن إيران سرعان ما ستجد طريقاً أخرى، فمن المتصور أن بإمكان حلفاء إيران فرض السيطرة على أحد موانئ البحر المتوسط وتأمين المصالح الإيرانية على المتوسط وعند الحدود مع إسرائيل.

يُضاف إلى ما سبق اعتقاد الباحث بأن بإمكان إيران تشجيع الحروب المذهبية الممتدة بين العراق والبحرين والسعودية وغيرها، وهو ما يمكن برأيه أن يساعد في إقناع الدول الخليجية بضرورة القيام بتسوية مع إيران للحفاظ على مصالحها.

ولكن ما سبق، يستدرك ألترمان، لا يعني أن النظام الإيراني غير مكترث بمصير بشار الأسد، وكذلك الأخير ليس هناك من جدال حول تمسكه بالحليف الإيراني.

مع ذلك هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن إيران تأخذ بالاعتبار إمكانية فقدانها للأسد.

في العام الماضي، قال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن بلاده تراهن على أنه رغم سقوط الأسد فإن النظام الذي سيخلف النظام الحالي سيحافظ على علاقات جيدة مع إيران.

والمهم سوقه في هذا الإطار كذلك هو حقيقة أن إيران لا تتصرف بمنطق من يريد الفوز، بل فقط من يريد عدم الخسارة.

فإيران معنية بموقعها في منطقة الشرق الأوسط والشراكة مع سوريا واحدة من أبواب ضمان هذا الموقع وليس جميعها.

سقوط الأسد قد يجعل هذه المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.

وفي الخلاصة، حسب ألترمان، إن سقوط نظام الأسد لا يعني نهاية النفوذ الإيراني في العالم العربي، بل بداية فصل جديد من الصراع المستمر.

سيريان تلغراف

Exit mobile version