صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس 13 سبتمبر/أيلول في حوار أجرته معه مجلة “الحياة الدولية” أن المعارضين الخارجيين للنظام السوري عقدوا العزم على إسقاطه وليس لديهم نية في تغيير موقفهم.
وقال لافروف: “للأسف، يقوم بعض الشركاء الغربيين في الفترة الأخيرة بإيضاح عزمهم على إيجاد طريق لتسوية الأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة، وأنا أمل أن يكون تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي أدلت به في 11 أغسطس/آب في إطار زيارتها لتركيا وكذلك التصريحات المشابهة يحمل طابع عاطفي على الأغلب أو أن يكون إنعكاسا للعمليات السياسية الداخلية المعقدة”. وأشار الوزير: ” أنا على ثقة من أن مثل هذه الخطوات قد تكون غير بناءة بالمرة، وقد تكون لها تبعات خطيرة ليس على سورية فقط وإنما على كامل منطقة الشرق الأوسط، وفي النهاية للنظام العالمي المعاصر بالكامل”.
وذكّر لافروف :” لقد حاولت بعض الدول من قبل أن تفرض على مجلس الأمن مواقفها السياسية، التي تتخطى نتائج الحوار السوري الداخلي والتي تهدف إلى تغيير النظام السوري، وهو ما يتعارض وإختصاصات مجلس الأمن ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة”.
وقال لافروف: “فبدلا من إطلاق عملية التفاوض كما تمليها قرارات مجلس الأمن التي أتخذت بالإجماع، أخذ معارضو النظام السوري الخارجيون منحى تنحيته، وهم غير عازمين على تغيير هذا التوجه على الأغلب، على الرغم من أن في هذا النهج المتصلب بالذات، وفي تشجيع المعارضة الرديكالية على رفض الحوار، تكمن أسباب استمرار العنف ومعاناة الشعب السوري”.
كما أكد لافروف قائلا: “نحن لا نبرر النظام السوري و لا نزيح من على كاهله المسؤولية، لكن إيقاف إراقة الدماء ممكن فقط عبر إجبار من يقاتل بوقف العمليات المسلحة والجلوس خلف مائدة المفاوضات، وهو ما تم الإتفاق عليه في إجتماع جنيف في 30 يونيو/ حزيران، إلا أن الولايات المتحدة رفضت بعد ذلك إقرار هذه الإتفاقات في مجلس الأمن”.
وقال لافرووف: “من كل ما سبق نستنتج أن السبيل الدبلوماسي السياسي لحل الوضع السوري لا يرضي بعض شركائنا، فهم في الواقع يسيرون بالأمور في إتجاه تنفيذ “النموذج الليبي” بتقديمهم الدعم لأحد طرفي النزاع، وبهذا الشكل بدفع المعارضة السورية نحو رفض كل آفاق للحوار السلمي مع الحكومة الحالية للجمهورية العربية السورية .. وأنا أرى أن هذا الطريق هو طريق مسدود. ووجهة نظرنا هذه يشاركنا فيها العديد من الدول التي تعي حجم المخاطر التي تحيط بتطور الوضع في سورية وفقا لمثل هذا السيناريو. وأنا أتحدث عن ذلك لأن المسالة السورية في الفترة الأخيرة باتت تشغل أحد المواقع المركزية في كافة اللقاءات الدولية”.
لافروف: روسيا مستعدة للموافقة على قرار لمجلس الأمن بشأن سورية، لكن دون تدخل في النزاع السوري الداخلي
في ذات السياق صرح لافروف أن روسيا مستعدة للموافقة على قرار خاص بسورية في مجلس الأمن الدولي، لكنها تعتقد أنه ليس هناك من سبب للتدخل في النزاع السوري الداخلي.
وقال لافروف: ” نحن على استعداد للموافقة على قرار لمجلس الأمن بشأن سورية، وفي ذات الوقت نستغرب لماذ ينسى الجميع أن مجلس الأمن قد إتخذ بالفعل قرارين بالشأن السوري، كما تم كذلك الإتفاق على بيان مجموعة العمل التي إلتقت بجنيف في 30 يونيو/ حزيران، لقد إقترحنا الموافقة على بيان جنيف في مجلس الأمن، لكن الأمريكان رفضوا ذلك لأنه لا يحتوى على تهديدات وتقديرات أحادية الجانب وعقوبات على النظام. فقد تضمن البيان مسلكا متزنا، يهدف إلى وقف سفك الدماء في الجمهورية العربية السورية”.
وذكر لافروف: “نحن يمكننا أن نضمن أننا لن نُخِل بإلتزاماتنا الدولية أبدا، أما اولئك الذين يفعلون ذلك منذ أكثر من عام فيعون الآن أن هذا الأمر بات يجلب مزيدا من الحنق في المجتمع الدولي”. وأضاف لافروف: ” على الرغم من عدم إظهار ذلك دائما، إلا أن معظم الدول لا ترغب في استمرار هذه النزعة، ولهذا السبب بالذات تسعي بعض الدول الراغبة في استخدام التدخل الخارجي المسلح في سورية، تسعى إلى “إنتزاع” قرار يكون فيه إشارة إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسيغ إتخاذ إجراءات جبرية تجاه الدولة المخالفة، غير أنه في هذه الحالة، وأكرر كلامي هنا، يدور الحديث عن نزاع داخلي وليس هناك من أساس يًبنى عليه للتدخل في النزاع لصالح أحد الأطراف، بل يجب إجبار كافة الأطراف المتقاتلة في سورية على الوقف الفوري للأعمال القتالية والجلوس خلف مائدة المفاوضات”.
كما أوضح لافروف قائلا: “نحن نقوم بهذا العمل مع الحكومة السورية التي تؤكد لنا أنها مستعدة في حالة الوقف المتزامن والخاضع للسيطرة لإطلاق النار وأن تتفق على ذلك مع الاطراف الأخرى للنزاع، بيد أن المعارضة ترفض رفضا قاطعا الإقدام على ذلك مطالبة الغرب والدول الأخرى بتوجيه وحداتها العسكرية لإسقاط النظام في دمشق”.
سيريان تلغراف | وكالات