Site icon سيريان تلغراف

خبير روسي : تركيا تريد زج اذربيجان في المؤامرة الغربية ضد سورية

اجرت قناة “روسيا اليوم” مقابلة مع ميخائيل ألكسندروف أستاذ معهد بلدان رابطة الدول المستقلة. وقد جاء في المقابلة ما يلي:

س – رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يزور باكو للمشاركة في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين. ما هي القضايا التي يناقشها هذا المجلس؟

ج – تجري اليوم لعبة جدية في الشرق الأوسط متعلقة بعلاقة الغرب بايران وسورية، وتركيا تنفذ دور القوة الضاربة. عمليا تركيا هي القاعدة الأساسية للعملية ضد سورية. ولاحقا ينتظر تدخل الغرب ضد ايران، وأعتقد أن تركيا اليوم تقوم من جديد بدور الوسيط بين الغرب وأذربيجان من أجل جر باكو إلى المشاركة في العملية ضد ايران. أذربيجان مهمة للغرب كرأس جسر للتأثير على مناطق ايران الشمالية التي تقطنها اقلية أذرية، بهدف تقسيم البلد إثنيا. عمليا الخطة ذاتها التي تنفذ اليوم في سورية. أذربيجان بالطبع مترددة لأن باكو تعي أن هذه اللعبة خطرة، ونتائجها غير واضحة، ويبدو أن دور تركيا هو إقناع باكو. وقد أعلن أردوغان قبل توجهه إلى العاصمة الاذربيجانية أن تركيا تضمن أمن أذربيجان. من جهة أخرى تشتد التناقضات داخل تركيا، وتواجه سياسة أردوغان رفض المعارضة ورفض بعض القيادات العسكرية، لأن هذه اللعبة هي في الواقع مغامرة تعرض بها تركيا نفسها لتلقي ضربة قوية ومعها أذربيجان. لذلك لا أعتقد أن أذربيجان ستوافق على الدور الذي يعرضه عليها الغرب عن طريق تركيا.

س – بانتهاء زيارة باكو يتوجه اردوغان إلى كييف ليشارك أيضا في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي. ما هي الوظيفة التي تؤديها هذه المجالس؟

ج – المجلس هو شكل لمناقشة قضايا مختلفة. أوكرانيا اليوم تقف موقفا مخالفا للموقف الروسي. وتركيا وعدت أوكرانيا بالمساعدة بتوريد الغاز من منطقة الشرق الأوسط. كما نعلم أحد أهم أسباب استهداف سورية هو الرغبة في تحويل هذا البلد إلى منطقة ترانزيت لنقل الغاز من قطر والسعودية، لكن الإدارة الأمريكية لا تعطي الضوء الأخضر مادام نظام بشار الأسد، الذي يتعاون مع ايران، قائما. من هنا يجري العمل لاقامة حكومة معادية لايران في دمشق ومستعدة للتعاون مع الممالك الخليجية. بعد هذا تسمح واشنطن بمد الأنابيب عبر سورية. في هذه الحالة تحصل أوكرانيا على مكاسب لأنها تنتظر شراء الغاز بسعر متهاود. مع أني أشك كثيرا في انخفاض سعر غاز الخليج. على أية حال نرى رحلات أردوغان المكوكية في محاولة لجمع كل خصوم سورية وايران في تحالف.

س – كيف تنظر عموما إلى السياسة التي تمارسها أنقرة. محاولة كسب الحلفاء في الشمال والمحافظة على حياد طهران ومعاداة سورية. ماذا يمكن أن تنتظر أنقرة من نتائج؟

ج – سياسة أنقرة اليوم غير معقولة وغير طبيعية. وهي مغامرة مثل سياسة تروتسكي الذي دعا في حينه إلى الحرب الثورية مع الغرب. واليوم تعتبر تركيا نفسها قوة ضاربة للناتو قادرة على تغيير الوضع الراهن في الشرق الاوسط، وبالمقابل تريد الحصول على أراض جديدة، إما بضمها أو بفرض الرقابة عليها. هذه عثمانية جديدة، أي يريدون إقامة ما يشبه الامبراطورية العثمانية باستغلال دورهم كقوة ضاربة للناتو. لكن هذه مغامرة، فالعامل الكردي يتنشط حتى في الأراضي التركية وإمكانية النزاع مع ايران قد تؤدي إلى تعرض تركيا نفسها لضربة ايرانية قوية. أما إذا استدعت الضرورة تدخل روسيا فلن يبقى شيء من تركيا. هذا لعب بالنار، وليس صدفة أن المعارضة التركية تنشط حاليا ضد هذه السياسة وحتى أردوغان مضطر للمناورة وتحميل المسؤولية لوزير الخارجية. تركيا الآن على مفترق طرق، فهي تستطيع كبح هذه العملية وكبح أعمالها في سورية وضد ايران وفي منطقة قزوين. وإلا فالنتائج برأيي ستكون وخيمة.

سيريان تلغراف | وكالات

Exit mobile version