اعتبرت المجلة الشهرية لوموند ديبلوماتيك التي تصدر بعدد من اللغات أن النزاع في سورية يشهد عمليات التغليط الإعلامي تصل الى حرب باردة من طرف قطر والسعودية وبث معلومات ومعطيات في من طرف وكالات أنباء عالمية وخاصة في فرنسا وبريطانيا في لحظات معينة في محاولة لخلق منعطف حقيقي لتوجيه الأزمة نحو هدف القضاء على الرئيس بشار الأسد.
وتحت عنوان “‘سورية: ساحة معركة إعلامية” استعرضت المجلة في مقال تحليلي بعض الأخبار التي كادت أن تشكل منعطفا في هذا النزاع الذي يدوم منذ سنة ونصف، وكادت هذه الأخبار أن توجهه نحو وجهة أو أخرى.
وفي هذا الصدد، جرى التركيز أساسا على الصحافة الفرنسية ووكالة الأنباء الفرنسية ‘فرانس برس’ وبعض الصحف البريطانية ووكالة ‘رويترز’ بحكم تأثيرهما في الرأي العام الدولي وبحكم تورط فرنسا وبريطانيا في الأزمة السورية.
وركز التحليل على الخبر الذي جرى بثه من طرف الناشط الموالي” للجيش الحر الفرنسي بيرنار هينري ليفي منذ سنة حول استعمال القوات النظامية السورية أسلحة كيماوية في مواجهة “الثوار” وتبين لاحقا عدم مصداقية هذا الخبر.
ثم عالجت خبرا آخرا انتشر يوم 29 كانون الثاني (يناير) الماضي ويتعلق بمعلومة تفيد بهروب الرئيس بشار الأسد نحو موسكو ومحاصرة الجيش الحر للقصر الرئاسي في دمشق.
وتقدم المجلة الشهرية خبرا آخر جرى نسبه الى السفير الروسي في موسكو باحتمال مغادرة بشار الأسد سورية ‘بشكل حضاري’.
ولو كانت هذه الأخبار صحيحة وذات مصداقية لشكلت منعطفا في النزاع نحو انهيار النظام .
وتبرز الشهرية أن هناك تعارض قوي بين أخبار المعارضة والدولة السورية ، فعندما يرخص الأخير للصحافيين بدخول سورية يقدمون وبدون ضغط روايات مختلفة تتحدث ‘عن إرهاب جماعات جهادية’، وعندما يزور الصحافيون مناطق تحت سيطرة الجيش الحر يجري الحديث عن “جرائم ضد الإنسانية”!.
ويناقش المقال مدى مصداقية بعض المصادر التي تبث تقارير ويجري اعتمادها حتى من الحكومات وليس فقط وكالات الأنباء.
في هذا الشأن، يتحدث عن الأرقام التي قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان حول مجزرة الحولة يوم 25 ايار ايار (مايو) الماضي وكيف تحول الأمر الى تساءل حول الجهات الحقيقية والرقم الحقيقي للمجزرة لاحقا بعد التحقيق الأممي.
وفي الوقت نفسه، يقدم المقال الاختلافات بين أرقام المصدر حول الحصيلة الإجمالية للقتلى والضحايا عموما وأرقام منظمة العفو الدولية.
ويؤكد المقال أن نسبة قليلة من الفاعلين السياسيين والإعلاميين هم الذين يسيطرون على الحرب الإعلامية في الأزمة السورية، ويمتد الى تحليل دور الجزيرة وقناة العربية مبرزا أنهما قناتان تابعتان لنظامين لا يقومان على أي قاعدة ديمقراطية ويشنان حربا باردة ضد سورية.
سيريان تلغراف