Site icon سيريان تلغراف

لماذا قرر الرئيس المصري أن يصبح عدواً لسورية ؟ .. بقلم محمد كنجو

يبدو ان الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، قرر العداء  لسوريا وان تكون مواقفه معادية لمواقف سوريا في الجامعة العربية، وقد جاء  موقفه هذا نتيجة التحام الاخوان المسلمين وحماس خاصة ان حماس اضحت علاقتها   بسوريا سيئة ومشكلة حماس مع النظام السوري، ان خالد مشعل قال للرئيس  بشارالاسد:« نحن في حماس لا نستطيع ان نتحمل ضرب فئة كبيرة من اهل السنة في  سوريا ويجب ان تحصل اصلاحات».

فانتفض الرئيس الاسد وقال له: عيب هذا  الكلام، نحن ندافع عن بلدنا ونحافظ على الامن ولا نفرّق بين مسيحي ودرزي  وعلوي.

اغلق خالد مشعل مكاتبه في دمشق وقرر السفر الى القاهرة، لكن الذي  تبنّى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس هي قطر التي دفعت له الاموال  كما قدمت اموالا لحركة حماس مقابل ان تكون حماس مستقلة عن سوريا ولا  «تساير» سوريا بشيء.

اما الامر الثاني الذي جعل الرئيس المصري يقف ضد سوريا فهو قراره  بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي برئاسة السعودية وعندما اجتمع الرئيس  المصري مع ملك السعودية اتفقا على هذه النقطة والتنسيق السعودي المصري بوجه  النظام السوري.

اما العنصر الثالث الاضافي فهو ان الدكتور محمد مرسي زعيم  الاخوان المسلمين يعتبر ان اكثر جهة حاربت الاخوان المسلمين والحقت بهم اذى  كبيرا هو النظام السوري منذ مجيء الرئيس الراحل حافظ الاسد.

ولذلك فهو ضمنيا لا يكّن الصداقة لحزب البعث بل يكنّ ويضمر له الشر  والكراهية ثم ان رئيس جمهورية مصر الجديد الدكتور محمد مرسي حاول 3 مرات  دخول سوريا بصورة شرعية وكان يتم دائماً رفض دخوله باتهامه انه من الاخوان  المسلمين في مصر  ويتم اعادته الى مصر بالطائرة ذاتها.

في الماضي كان هناك حلف رباعي قوي مؤلف من  مصر – السعودية – العراق  وسوريا وبسبب الاحداث سقط اول فريق من هذه القوة وهو صدام حسين فبقي هناك  تنسيق سوري مصري وسعودي وساهمت سوريا في تحرير الكويت ثم لاحقا القوة  الثلاثية المصرية السعودية السورية تصدعت وابتعدت عن بعضها فاصبح اليوم حلف  ثنائي سعودي مصري ضد سوريا يُقابله حلف سوري ايراني دون ان تعلن ايران  انها معادية لمصر، وكان شاه ايران يقول اذا كنتم تريدون ان تحكموا العالم  العربي اتفقوا مع مصر واذا كنتم تريدون ان تخلقوا مشاكل في العالم العربي  ففتشوا عن سوريا.

الرئيس المصري محمد مرسي مقتنع بان سوريا هي مشكلة في العالم العربي  ويريد مواجهتها ليس عسكريا بل بكل الوسائل الديبلوماسية والسياسية.

فتنال مصر وديعة بقيمة 2 مليار دولار كدعم لها واقتصادها بعد الضرر الذي اصابه  بسبب ثورة مصر.

وستقوم مصر بانتقاد سوريا سياسيا وديبلوماسية مما يعني مواجهة مصرية  سورية وان خلاف مصر مع سوريا يعني خلاف الجبهة الغربية بقيادة مصر مقابل  الجبهة الشرقية بقيادة سوريا على البحر المتوسط وبذلك يكون هناك جبهة بين  طرفين عربيين بينما اسرائيل ترتاح كثيرا لهذه الاجواء وتعتبر ان اكبر مصلحة  لها هو الخلاف المصري السوري.

الرئيس المصري محمد مرسي من مدرسة عقائدية هي الاخوان المسلمين ونشأ  فيها وعمل كل حياته الطلابية والمهنية في الاخوان المسلمين، لذلك فهو يتمنى  لو يستطيع ايصال سلاح مصري الى سوريا.

ويقول البعض ان السعودية ومصر بحثتا  مع الاردن ارسال اسلحة الى المعارضة السورية لكن الاردن رفض ذلك لان وضعه  الداخلي غير مستقر.

الى اين سيذهب الرئيس المصري في عدائه ضد سوريا وفق ما ذكرت الرياض،  فان الرئيس المصري قال: لن تكون هنالك علاقات مع سوريا طالما ان الرئيس  بشار الاسد في الحكم وان الاخوان المسلمين ممنوع عليهم العمل بدل ان يصل  الاخوان المسلمون الى الحكم لانهم الاكثرية بنظر الرئيس المصري.

اين لبنان من هذا الوضع؟ لبنان سيكون عبر سياسة الرئيس ميقاتي مع سوريا  اما المعارضة وخاصة اهل السنة بقيادة الرئيس سعد الحريري فسيكونون مع مصر  وستحاول مصر ان تلعب دورها مجددا في بيروت وصيدا وطرابلس.

في حديث بين مسؤول لبناني ومسؤول مصري قال المسؤول اللبناني: ان لبنان  يرحب بأن يقوم الرئيس المصري محمد مرسي بزيارة لبنان.

فرد المسؤول المصري  بحدة: «الرئيس مرسي مش عاوز ابدا ان يزور لبنان قبل انتهاء الوضع في سوريا،  اضافة الى ان الحكومة اللبنانية تابعة لسوريا.

محمد كنجو | الديار

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version