يقول جبران خليل جبران في كتابه دمعة وابتسامة : من اعطاك افعى و انت تطلب سمكة قد لا يكون في حوزته الا الافاعي.
و هذه هي حال العرب مع دولة قطر عندما يناشدونها للمساعدة فاذ بها تغرقهم بمالها المشؤوم لتعمق الفتنة وتؤجج الصراعات بينهم.
هكذا في خضم الازمات التي يعيشها اي عربي في دولته تدخل قطر لتلعب على التناقضات والاختلافات الحاصلة بين ابناء البلد الواحد تحت لواء نصرة المظلومين واسعافهم فيما هي في الحقيقة غير مبالية لمعاناتهم بل هي طامحة للعب دور اقليمي في المنطقة حتى لو جاء هذا الدور على حسابهم وعلى دمائهم.
في اليمن، تلعب قطر دورا سلبيا فهي تنشر الفوضى الخلاقة بمساندتها فريق ضد اخر وبتدخلها في الشؤون الداخلية لليمن وبدعمها الاخوان المسلمين وبالدوس على سيادة دولة اخرى لو بقنوات ديبلوماسية. صحيح ان قطر دعمت حركة الوحدة في اليمن عام 1994 و لكن جاء ذلك من باب الكيديات السياسية الضيقة ومن باب منافسة دولة عربية اخرى على الساحة العربية.
وفي سوريا، تؤدي قطر دورا سلبيا تجاه الشعب السوري فهي تمعن في تحريضهم على بعض و في تكريس الحقد فيما بينهم بدلا من دفعهم الى التحاور والتوصل الى حل يرضي الطرفين.
وفي هذه السياسة التي تتبعها قطر ليس هناك من ضحايا سوى الشعب السوري باجمعه لان قطر سواء مدركة ام غير مدركة هي في نهاية المطاف تنفذ مشروع التقسيم الذي سيفرض على سوريا .
ذلك ان قطر تكثف جهودها في سياق اسقاط الاسد و ضرب الاستقرار في سوريا دون البحث او مساعدة السوريين على وقف النزيف او التوصل الى صيغة تضمن حقوق الشعب وتؤمن عملية سياسية انتقالية تحفظ سوريا من الانزلاق الى الهاوية.
لكن هذا ما لا تريده قطر، ان يتوقف التقاتل الداخلي و لا ان يربح فريق على اخر بل هي في الحقيقة تسعى ومن وراءها الى تفتيت سوريا وانهاك الطرفين اذ لم يعد خافيا على احد ان الضربة القاضية لصالح النظام ام لصالح المعارضة بات من المستحيل تحقيقها.
وفي مصر، طالب الشعب المصري باصلاحات واعلن الثورة على الاستبداد فما كان من قناة الجزيرة ان قطفت هذا الحماس لدى المصريين لتحوله الى فوضى احيانا وخير دليل على ذلك كشف موقع ويكيليكس الوثيقة رقم 677 التي تشير الى اجتماع حصل بين مسؤولين قطريين ومسؤولين اميركيين اتفق خلاله على انه بمجرد خروج المصريين إلي الشارع فإن المسؤول القطري سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يزكي إشعال الفتنة في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين فيما بينهم.
ما نقوله عن قطر ليس من باب التهجم العشوائي بل من باب الحرص على مصلحة العرب والمواطنين المظلومين الذين بحاجة للعون نظرا لاوضاعهم الماساوية، فحاجتهم تجعلهم عرضة لآي يد تمد اليهم لو انه جاء ذلك العون على حسابهم على المدى الطويل.
لذا نقول للمواطنين العرب الذين يطالبون بالدعم العربي ان يتاكدوا من الجهة التي تؤمن لهم الدعم ولا يكونوا وقودا تستعملهم دولة عربية لتحقيق طموحاتها الخبيثة.
نور نعمه
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)