أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عقد يوم 9 آب في أعقاب انعقاد قمة منتدى بلدان آسيا والمحيط الهادئ أن قمة فلاديفوستوك التي عقدتها روسيا لأول مرة في تاريخها أعطت دفعة إيجابية لأوسط العمل. وقال بوتين “إننا نعتبر أن المهام التي طرحت أمام القمة أنجزت تماما. ولم نستطع الحفاظ على التواصل والاستمرارية في نشاط منتدى بلدان آسيا والمحيط الهادي فحسب، بل ورسمنا آفاقا جديدة وأعطينا دفعة جديدة لدوائرالعمل.
وبحسب قول بوتين فإن روسيا تسعى خلال فترة رئاستها للمنتدى إلى إيجاد منطلقات لبذل جهود مشتركة، بوسعها تعزيز دور اقتصادات منتدى بلدان آسيا والمحيط الهادئ في الاقتصاد العالمي وتشكيل عوامل إضافية للنمو المستقر.
وأفاد الرئيس الروسي بأن زعماء منتدى بلدان آسيا والمحيط الهادئ اعترفوا بأهمية بلوغ الحد الأقصى من الشفافية لدى صياغة اتفاقيات التجارة الحرة. وقال:” قد اعترف زعماء منتدى بلدان آسيا والمحيط الهادئ بأهمية بلوغ الحد الأقصى من الشفافية لدى صياغة اتفاقيات التجارة الحرة. وقد بادرنا إلى وضع ما يسمى الفصل النموذجي الذي من شأنه الكشف المسبق للمعلومات حول جوهر الاتفاقيات التي تقدم أفضليات وامتيازات.
وأضاف بوتين أن روسيا حين انضمت إلى معاهدة التجارة الحرة تعهدت بالكشف عن المعلومات من هذا النوع وقال:” نعتقد أنه من المفيد ان يقدم المشاركون في هذه العملية لدى تنظيم مناطق التجارة الحرة معلومات كاملة عن شروط عملها”.
بوتين يأمل ان يحل النزاع بين المفوضية الاوروبية و”غازبروم” من دون خسائر
اعلن بوتين إنه لا توجد حرب تجارية مع اوروبا بشأن الدعوى، التي رفعتها المفوضية الاوروبية ضد شركة “غازبروم”، والمتعلقة بأسعار الغاز، مشيرا الى أن إثارة هذه القضية لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تعيشها اوروبا في الوقت الراهن.
وقال بوتين ان “التحقيق مع “غازبروم” له علاقة قبل كل شيء بالأوضاع الاقتصادية الصعبة في منطقة اليورو، ولا سيما الأوضاع في دول أوروبا الشرقية. وهذا ليس جديدا بالنسبة لشركة “غازبروم”، وانتم تعرفون أن عمليات تفتيش نفذت في بعض مكاتب الشركة المنتشرة في الخارج العام الماضي. ونحن نأسف لما يحصل، ونأمل أن يساعد الحوار بيننا وبين الاتحاد الاوروبي في مجال الأعمال التجارية على الخروج من الوضع القائم، وأن يحل النزاع بين الطرفين من دون خسائر”.
روسيا معنية بتطويرالتعان مع الصين في مجال الابتكارات
أعلن بوتين أن روسيا معنية بتطويرالتعان مع جمهورية الصين الشعبية في مجال الابتكارات. وقال: “نود قبل كل شيء أن نعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الأجانب، بمن فيهم الشركاء الصينيين على تطوير التكنولوجيات الجديدة والابتكارات”.
وأوضح الرئيس الروسي قائلا ان مثل هذه التكنولوجيات يمكن أن تطبق في إطار مجمعات علمية وتقنية عاملة في شتى مناطق العالم، بما فيها مدينة فلاديفوستوك وتلك التي يتم استحداثها خصيصا لهذا الغرض. وضرب مثال مصنع سفن يتم إنشاؤه بمشاركة الشركاء الصينيين. وقال أن هناك شركة أخرى يتوقع استحداثها بمشاركة الرأسمال الصيني.
روسيا ستزيد من حصتها في تجارة بلدان آسيا والمحيط الهادئ
قال بوتين أن روسيا ستزيد من حصتها في تجارة بلدان آسيا والمحيط الهادئ. وقد بدأت بتطوير البنية التحتية في هذا المجال.
وأوضح قائلا:” يتطور تعاوننا التجاري والاقتصادي مع بلدان آسيا والمحيط الهادئ وتزداد حصته في التجارة الخارجية الروسية”. وأعاد إلى الأذهان أن حصة الاتحاد الأوروبي في التداول السلعي الروسي الخارجي بلغ نسبة 51% . فيما بلغ تداول السلع مع بلدان آسيا والمحيط الهادئ نسبة 24% من إجمالي التداول الروسي الخارجي.
وقال بوتين:” سيزداد حجم التجارة الروسية في هذا المسار بقدر ما تزداد القدرات الاقتصادية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وبحسب قول بوتين فإن روسيا توسع إمكاناتها الخاصة بالبنية التحتية المستخدمة لتطوير التجارة في هذا المسار، حيث ترتفع قدرة السكة الحديد العابرة لسيبيريا والسكة الحديد “بايكال – آمور” ويتم تحديث ميناء فلاديفوستوك وتطوير قدرات الطاقة الكهربائية المائية.
بوتين يرى أن مشاكل منطقة اليورو تتعلق بالسياسة أكثر من الاقتصاد
وقال الرئيس الروسي إن المشاكل في منطقة اليورو تتعلق في المقام الأول بالسياسة وليس بالاقتصاد، معربا عن أمله في أن يتمكن الأروبيون من تجاوز هذه المشاكل.
وأشار بوتين إلى أن المستوى العالي من الضمانات الاجتماعية وعدم الإمكانية لتأمين الاستهلاك المتنامي والنظام السياسي نفسه هي أعباء ثقيلة تقع على عاتق الاقتصاد الأوروبي.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن قمة “أبيك” بحثت بشكل مستفيض مشاكل منطقة اليورو.
وأكد بوتين أن روسيا “تتوجه تقليديا نحو القارة الأوروبية”، مضيفا: “نحن نعتمد على ذلك إلى حد كبير وأريد التأكيد أننا نتمنى بإخلاص أن ينجح شركاؤنا الأوروبيون في تجاوز الصعوبات التي يواجهونها اليوم”.
رؤساء المصارف والشركات الروسية الكبرى مستعدون للمساهمة في تطوير منطقة الشرق الأقصى الروسي
أعلن فلاديمير بوتين أن حل مهمة التنمية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأقصى الروسي قد تستغرق عقودا. لكن روسيا ستحقق ذلك حتما، وقد أعلن رؤساء المصارف والشركات الروسية الكبرى عن استعدادهم للمساهمة في تحقيق مشاريع كبرى بمنطقة الشرق الأقصى الروسي.
وقال:” لقد اطلع ممثلو مصارفنا الكبرى أمس على ما يحدث هنا من الإنجازات وقالوا إنهم يريدون تطوير عملهم الإنتاجي في المنطقة”.
وأبرز الرئيس الروسي بصورة خاصة مستقبل تطور المجمع الإنتاجي الخاص بصناعة السيارات والاستمرار في إنشاء المطار الفضائي. ولفت بوتين إلى أن تنمية اقتصاد المنطقة واستقطاب الاستثمارات الخاصة تعتبر شرطا هاما لتحسين مستوى معيشة سكانها. وقال انه ” بقدرما يتطور الإنتاج فانه تحل معه المهام الاجتماعية. اما الدولة فيجب أن تساهم من جانبها في تنمية البنية التحتية الاجتماعية وتطوير الطب والصحة والتعليم. ولن تحل هذه المهام خلال سنة واحدة، ولعلها لن تحل خلال عقد واحد. لكنني على ثقة بأن روسيا ستحل هذه المهمة في آخر المطاف”.
روسيا تقترح استخدام القدرات اللوجستية للبلاد بغية تشكيل مسارات أفضل لنقل الشحنات
أعلن بوتين أن روسيا تقترح استخدام القدرات اللوجستية المتوفرة في البلاد بغية تنويع سلسلة لوجستية إقليمية وعالمية وتشكيل مسارات أفضل واكثر راحة لنقل الشحنات. وقال إن قمة “أبيك” بينت أهمية الخطوات المشتركة الهادفة إلى إتقان التأمين اللوجستي لبلدان “أبيك” وإزالة الحواجز التي تعرقل زيادة تدفق الشحنات. وأوضح قائلا:” نقترح الاستفادة من قدرات النقل المتوفرة في بلادنا بغية تنويع الحلقات اللوجستية الإقليمية والعالمية وتشكيل مسارات جديدة تربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأوروبا وتمر بالقسم البري لروسيا والطريق البحري الشمالي على حد سواء”.
وقد شددت قمة “أبيك” على أهمية ضمان الأمن الغذائي واستقطاب الاستثمارات في القطاع الزراعي.
بوتين يعتبر أن الوضع الاقتصادي في دول “أبيك” يبعث على التفاؤل
أعلن بوتين أن منطقة “أبيك” تسود فيها أمزجة إيجابية وتوقعات متفائلة بالنسبة إلى تطور الاقتصاد العالمي. وقال ان “هناك في المنطقة أمزجة إيجابية وتوقعات متفائلة معتدلة”. وأضاف قائلا:” ثمة قلق ناجم عن التطورات في أوروبا. لكن منطقة “أبيك” تعتبر قوة محركة للاقتصاد العالمي. وإذا واجهت أوروبا ركودا أو كسادا فنلاحظ هنا ( في منطقة “أبيك”) نموا وإن كان بسيطا”.
وشارك بوتين بعض الخبراء الرأي بأن المشاكل في المنطقة الأوروبية لا ترتبط بالاقتصاد فقط، بل وبالسياسة أيضا. وفسر بوتين هذا الأمر بالمستوى العالي للضمانت الاجتماعية في أوروبا التي تشكل عبئا ثقيلا على اقتصادها.
كل النفقات الخاصة بتحضير قمة “أبيك” مبررة تماما
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كل النفقات الخاصة بالتحضير لقمة “أبيك” وعقدها مبررة تماما .
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور شوفالوف قد قيم المبالغ التي تم إنفاقها مباشرة لرئاسة روسيا في “أبيك” بـ 15 مليار روبل. ولفت إلى أن بقية النفقات لا علاقة لها بالقمة. وقال إن المبالغ الباهظة التي يذكرونها خصصت لتلبية حاجات منطقة الشرق الأقصى. وأبرز شوفالوف بصورة خاصة إنشاء خط أنابيب الغاز الذي يكلف 300 مليار روبل. لكن هذا المشروع ضروري لتلبية حاجات اهالي المنطقة.
سيريان تلغراف | وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء