ليست المطبات التي يواجهها رياض الأسعد زعيم عصابات ما يسمى بـ «الجيش الحر» بقليلة، حتى يأتي زعماء المجموعات الإرهابية التابعة لعصاباته ويزيدوا من «بلواه»، خصوصا بعد ارتفاع وتيرة الضربات الموجعة التي تتلقاها عصاباته على يد الجيش العربي السوري بالكم والنوع.
فقد نقل موقع «الخبر» على خلفية الهجوم الإرهابي الفاشل الذي قامت به مجموعات إرهابية تابعة لعصابات «الجيش الحر» على مطار أبو الظهور العسكري في إدلب بمشاركة مئات الإرهابيين حسب إقرار زعاماتهم، اشتعلت خلافات حادة بين زعيم عصابة ما يسمى بـ «لواء شهداء سوريا» وهو المدعو جمال معروف، وزعيم عصابة «لواء صقور الشام» وهو المدعو أبوعيسى، أدت إلى تدخل رياض الأسعد بوساطة كي لا يخرج الموضوع عن السيطرة.
الهجوم الذي تم بتنسيق بين المجموعيتن المذكورتين، حيث كان من المفترض أن يحقق مكاسب وفيرة، بسبب نوعية المكان كمطار عسكري وحشد المئات من الإرهابيين لهذا الغرض، مع تأمين تغطية إعلامية سابقة على الحدث عبر فضائيات خليجية في محاولة للعب على العامل النفسي، لكن النتيجة ارتدت بالعكس تماما على ما افترضه الإرهابيين، الذين عاد من بقي منهم بصفعة موجعة تلقوها من وحدات عسكرية في الجيش العربي السوري، يبدو أنها نبهتهم إلى أنهم تعرضوا لتأثير خداع وتغرير عن أن قدراتهم تتيح لهم القيام بمثل هذا الهجوم.
هذا الشعور الذي انتاب زعماء المجموعات الإرهابية، بعد سقوط قتلى بين عناصرهم بأعداد كبيرة في العملية التي لم تكن «لعبة» كما شرح لهم، جعل هؤلاء الزعماء الإرهابيين يقومون بتخوين بعضهم بعضا وألقاء كل منهم اللوم على الآخر للوصول إلى هذه الحال، وهو الأمر الذي دفع برياض الأصعد إلى التدخل في محاولة لإعادة التوافق بين المجموعتين.
لكن فيما يبدو فإن مهمة الأسعد كانت صعبة للغاية هنا، ما يعكس شدة التوتر بين المجموعتين، خصوصاً وأن الأسعد تعرض لمواقف مشابهة في عدة أوقات سابقة انتهت إلى تقاتل دموي بين عدد من المجموعات الأهابية التابعة لعصابات «الجيش الحر»، ما اضطر الأسعد إلى اللجوء «للواسطة» في حل المشكلة بأي طريقة، ليتسنى له «تجفيف عرقه» دون أن يبدو واثقا من متانة هذه «الصلحة».
يشار إلى أن مصطفى الشيخ وهو عميد فار كان قد أكد في وقت سابق أن عصابات «الجيش الحر» في طور تغيير اسمها إلى ما سماه «الجيش الوطني السوري»، بسبب تزايد المشكلات بين المجموعات الإرهابية المسلحة، كما أعلن عن اختيار محمد حسين الحاج علي وهو لواء فار لزعامة العصابات الإرهابية بتسميتها الجديدة كبديل عن رياض الأسعد، الذي يبدو أنه يوما بعد يوما بدأ بفقدان سيطرته على عصاباته، وتلوح معالم انشقاق هذه العصابات إلى كتلتين.
سيريان تلغراف | وكالات