وصفت صحيفة يورت التركية الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في مؤتمر الصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط الجديد بأنها محرضة وعدوانية وعنصرية وخطيرة للغاية وتثير الفتن الطائفية وتعبر عن حالة الهستيريا والانهيار العصبي التي وصل اليها.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم إن كلمة أردوغان المحرضة والعدوانية والمسيئة والعنصرية والفاشية والمنافية لكل القيم الإنسانية تعكس هوية أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية لافتة إلى أن الأسلوب الذي استخدمه أردوغان خلال كلمته يبرهن على أنه يعيش حالة من الانهيار العصبي ويلجأ بهلع إلى تكرار أعمال رجعية حولت هذه المنطقة إلى حمام دم قبل آلاف السنين.
ورأت الصحيفة أن حكومة حزب العدالة والتنمية دخلت في مأزق في جميع المجالات وتسعى إلى محاصرة البلاد بايديولوجية بيئة اسلامية ضيقة والاستيلاء عليها مشيرة الى ان حكومة اردوغان تحاول اظهار صراعها مع الجمهورية بانه صراع الدولة مع الامة وكلما فشلت تفقد توازنها.
وأضافت الصحيفة: “تقاوم النخبة الاجتماعية ممارسات أردوغان التي بدأت تثير انزعاج بعض الأطراف الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية وكلما قاوم المجتمع ورفض ممارسات الحكومة تزداد حالة الانهيار العصبي لدى أردوغان”.
وقالت الصحيفة إن أردوغان يسعى إلى تقسيم وتفريق المجتمع بشكل خطير ويثير النعرات الطائفية وبدلا من أن يحل الأزمة الكردية يعقدها أكثر حيث يعمل على خلق صراع طائفي.
بدوره قال نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة اسطنبول والمفتي السابق احسان اوزكسو ردا على كلام اردوغان ان الاخير يسعى الى خلق فتنة طائفية بين المسلمين والتحريض على النزعات الطائفية واستغلال ذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية ويخدم سياسة //الصليبيين المعاصرين وعملائهم// الذين يمارسون الظلم ضد شعوب المنطقة.
وقال ان اردوغان يشارك في سفك دماء المسلمين في الشرق الاوسط ويغذي الحرب في سورية بالسلاح وتساءل عما اذا كان للانفجار الذي حدث في مدينة افيون وادى الى مقتل 25 جنديا تركيا علاقة بنقل الاسلحة الى سورية.
كاتب تركي: الشعب التركي يرفض سياسة حكومته تجاه سورية
من جهته اكد الكاتب التركي فهمي كورو ان اغلبية الشعب التركي تعتقد ان سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية ازاء سورية خاطئة وانه كلما ازدادت الانتقادات الموجهة لهذه السياسة في الاعلام العالمي يزداد الاحساس بهذا الخطأ مشيرا الى ان الخطأ الاكبر هو عدم الاعتراف بالخطأ حيث يتوجب على الحكومة التركية اتخاذ خطوات ملموسة لتغيير سياستها.
وقال كورو في مقال نشرته صحيفة /ستار/ انه بالنسبة للاتراك من الضروري اغلاق الابواب امام العناصر الاستخباراتية و//تسليم ادارة مخيمات اللاجئين الى المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين واخلاء المخيمات من العناصر الاجنبية غير السورية ومنع العبور والتسلل عبر الحدود التركية وايقاف نقل الاسلحة//.
واضاف الكاتب ان راي الشعب التركي اهم من رأي ووجهة نظر الحكومة التركية حيث يرى الشعب التركي ان حكومته التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اخطأت في سياستها تجاه سورية مشيرا الى ان الشارع التركي يعبر عن انزعاجه من هذه السياسة ورفضه لها.
وبين كورو ان الشعب التركي يعتقد ان حكومة بلاده تدخلت في الموضوع السوري اكثر من اللازم ويشعر بالانزعاج من الرسائل التي وجهتها الدول الداعمة لسورية الى تركيا نتيجة هذه السياسة.
واضاف ان عملية التسليح ونقل الاسلحة الى سورية واستخدام الاراضي التركية من قبل عناصر اجنبية مسلحة من اجل القتال في سورية مسائل تثير انزعاج المواطنين الاتراك لافتا الى ان الحكومة التركية لا تهتم بالانتقادات الموجهة لها ويهاجم رئيسها من ينتقد سياسته ازاء سورية باقسى العبارات ويتهم وزير خارجيته الحلفاء بالتخلي عن تركيا في الموضوع السوري.
وأكد الكاتب كورو ان الحل العاجل هو التخلي عن اظهار الازمة في سورية وكأنها مشكلة تركية داعيا حكومة بلاده الى الانسحاب من الموضوع السوري في الوقت الذي مازال فيه مسؤولو حكومة حزب العدالة والتنمية مصرين على ان السياسة التي يمارسونها تجاه سورية غير خاطئة على الرغم من اثبات عدم صحة الافتراضات التي ساهمت في تحديد تلك السياسة.
سيريان تلغراف