يبدو ان الرواية التي حاولت الجهات الرسمية التركية تسويقها حول الانفجار الذي وقع بمستودع الذخيرة بأفيون ما اسفر عن مقتل 25 جندياً لم تدم طويلا والانفجار لم يكن مجرد حادث عرضي، خصوصا اذا ما تم ربطه بما أعلنه نائب رئيس حزب العمل التركي بولنت أسين اوغلو الذي رجح أن القنابل المنفجرة كان يجري تخزينها في الصناديق قبل الانفجار الذي حدث في مستودع ذخيرة عسكرية بمدينة أفيون قره هيسار التركية أمس الأول، معدة للإرسال إلى المجموعات المسلحة في سوريا.
واعتبر اسين اوغلو أن سلوك الحكومة التركية يؤكد هذا الافتراض، إذ إن الحادث لم يكن منعزلاً وجاء في سياق سلسلة من الأحداث والتصريحات التصعيدية ضد سوريا منها إقامة معسكر أبايدين جنوب تركيا لتدريب المسلحين على شن هجمات ضد الدولة السورية، وتصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الاخيرة وزيارات مسؤولي جهاز المخابرات الامريكية المتكررة إلى تركيا وعدم السماح بزيارة معسكر أبايدين.
من جهة أخرى نشر موقع “اودا تي في” التركي إن الانفجار الذي وقع في مدينة افيون قره هيسار التركية وتسبب بمقتل 25 جنديا تركيا أدى إلى إثارة العديد من الأسئلة.
وأشار التقرير إلى أن العميد المتقاعد خلدون صولماز ترك قال في تصريح لقناة (سي ان ان ترك) حول الانفجار: “إنه من غير المقبول إجراء عملية فرز وعد للقنابل في منتصف الليل لأننا لسنا في حالة حرب فلماذا يتم الفرز في وقت متأخر من الليل”.
وأكد الموقع أن تصريح العميد المتقاعد أثار تساؤلا حول ما إذا كانت هذه القنابل التي تفرز وتخزن في الصناديق سترسل إلى المعارضين السوريين.
بدوره صرح الكاتب الصحفي التركي ارسلان بولوت إلى وجود امر غير طبيعي في الانفجار المذكور، قائلاً: “أعتقد أن تصريح الجندي المصاب في الانفجار حسن بونجوك يوضح السر الذي يحيط بالحادثة حيث قال إنهم كانوا يخزنون الذخيرة في الصناديق عندما وقع الانفجار وانه كان يصلي في مكان يبعد 50 مترا عن مكان الحادث مؤكدا أنه لا يعلم أين كان زملاؤه أثناء وقوع الحادث.
وتساءل الكاتب: “هل من المنطقي تخزين الذخيرة في وقت متأخر من الليل ولماذا كانت تخزن هذه الذخيرة وهل يتناسب تخزين الذخيرة في الليل مع التعليمات والانظمة المطبقة”، معتبراً أن وضعاً غير طبيعي دفع الجنود إلى تخزين الذخيرة في وقت متأخر من الليل، وإرسال الجندي إلى مكان يبعد 50 مترا عن مكان وقوع الحادث ليصلي وهذا أمر غريب للغاية ما يثير الشكوك حول الحادث”.
من جهته تقدم نائب رئيس حزب العمل التركي بيرام يورت تشيشاك الذي تقدم بشكوى جنائية ضد المسؤولين عن إقامة معسكر أبايدين التركي المخصص لإدارة العمليات الإجرامية التي تنفذها المجموعات المسلحة في سوريا وتدريب عناصر هذه المجموعات، مطالباً بإغلاقه.
وبحسب ما جاء في موقع “اولوصال باكيش” التركي عن يورت تشيشاك قوله إن مخيم أبايدين غير قانوني، وأقيم بهدف ممارسة أعمال إرهابية وتخريب داخلي ضد الدولة الجارة سوريا وإدارة هذه الأعمال وتوجيهها.
واستشهد يورت تشيشاك بالتقارير التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام التركية والاجنبية وأثبتت هذه الحقائق، مضيفاً أن قادة ميليشيا ما يسمى “الجيش الحر” الذي ينظم ويرتكب الأعمال الإرهابية في سوريا أكدوا تمركزهم في مخيم أبايدين وشنهم الاعتداءات عبره ضد الدولة السورية.
سيريان تلغراف | وكالات