صحيفة “روسيسكايا غازيتا” تنشر مقتطفات من الحديث الذي أدلى به الرئيس فلاديمير بوتين لقناة روسيا اليوم، نقتبس منها، بدورنا، أهمّ ما ورد في إجابات بوتين، على الأسئلة، المتعلقة بالأزمة السورية/ ففي معرض إجابته على سؤال حول تطورات الأحداث في ذلك البلد، قال بوتين: إننا في روسيا، نتفهم جيدا ضرورة التغيير في سورية.
لكن هذا التغيير يجب أن لا يكون دمويا. وأضاف، أن اجتماع جنيف خرج بـ”خارطة طريق” متكاملة لإعادة الاستقرار لذلك البلد، تمهيدا للانتقال إلى مرحلة البناء. لكن شركاءنا تراجعوا عـن ما تم الاتفاق عليه. وأعرب بوتين عن قناعته بأن تسوية الأزمة بالطرق السلمية ممكنة، شريطة التوقف التام عن تزويد منطقة النزاع بالأسلحة، وعدم فرض قرارات غير مقبولة، بالنسبة لأحد طرفي النزاع.
وأكد بوتين أن بلاده لا تريد أن تزج بنفسها في الخلافات القائمة بين الأطراف الإسلامية من سنة وشيعة وعلويين، بل ترغب في خلق وضع ملائم، لتطور الأوضاع في الاتجاه الإيجابي لسنوات عديدة قادمة.
وأكد بوتين أن الأمر الأهم اليوم هو وقف العنف، وإجبار كل اطراف النزاع على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتحديد أطر المستقبل، الذي سيكف الأمن لكل الأطراف المشاركة في العملية السياسية الداخلية. وبعد ذلك، فقط، يمكن الانتقال الى خطوات عملية بخصوص تنظيم البنية الداخلية للبلد نفسه.
واستطرد بوتين قائلاً: إننا نرى أن الغرب ينفذ اليوم سياسة خطيرة جدا وقصيرة النظر، بمحاولته استخدام مقاتلي تنظيم “القاعدة” أو المجموعات الاسلامية المتطرفة الأخرى لتحقيق أهدافه في سورية. وهنا يجب أن لا ننسى أن أولئك الناس، سيوجهون ضربة إلى من ساعدهم وأحسن إليهم.
حيث تفيد تجارب التاريخ الحديث أن شركاء روسيا الاتحادية اليوم، كانوا في الماضي قد دعموا المتمردين الأفغان، وأنشأوا لهم تنظيم “القاعدة” الذي قام بعد ذلك بضرب الولايات المتحدة نفسها.
ولكي يكون الحكم على موقفنا موضوعيا، يجب أن ندرك أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي لا تتفق مع الغرب وحلفائه العرب، على الطريقة التي يتعاطون بها مع الأزمة السورية، إذ أن هناك عددا من الدول الإقليمية كذلك. إذ أن العراق رفض جميع الضغوط الأمريكية لاجباره على عدم إعطاء إيران ممرا عبر أجوائه. حيث تعتقد واشنطن أن إيران تزود نظام بشار الأسد بالأسلحة والمعدات العسكرية عبر هذا الممر الجوي.
سيريان تلغراف