Site icon سيريان تلغراف

النقاب لا يحمي المصريات من التحرش حتى على أيدي السيدات

لا تزال ظاهرة التحرش الجنسي من أكثر الظواهر المثيرة للقلق في المجتمع المصري، الذي ازدادت معاناته بسببها في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من قيام المصريين بعدة حملات منها ما هو للتوعية ومنها ما هو موجه لمكافحة التحرش بكل مباشر، على غرار حملة “امسك متحرش”، إلا ان الأمر يزداد سوءاً وذلك استناداً للحيز الذي تشغله هذه المشكلة في الصحافة سواء في مصر أو خارجها.

وفي إطار تسليط الضوء على هذه الظاهرة نشر موقع صحيفة “الشروق” المصرية تحقيقاً تناول أسباب التحرش، من خلال الحوار مع الشباب من الجنسين.

وبحسب التحقيق فإن مراهقين يحملون المرأة مسؤولية التحرش، إذ يرى هؤلاء في المرأة المتبرجة دعوة لممارسة التحرش بها، فقد قال أحد الصبية “إذا ارتدت الفتيات ملابسهن باحتشام، لن يمسهن أحد. إن طريقة ارتداء الفتيات لملابسهن هي التي تدفع الشباب الى التحرش بهن”.

وقد أكدت وجهة النظر هذه شابة تُدعى نانسي قال لها أصدقاؤها ملتمسين العذر للشباب، إن مفتاح التحرش يكمن في زي الفتاة حتى وان كانت ترتدي النقاب. فإذا كانت ترتدي “نقاباً فضفاضاً” فلن يمسها أحد، على عكس الفتاة التي تفضل “النقاب الضيق”. أما نانسي فترد قائلة: “أريد ان أسير في أمان كإنسانة. لا ينبغي لأحد ان يمسني أو يتحرش بي. هذا كل ما في الأمر”.

لكن وفقا لما جاء في التحقيق وبحسب أنباء وصور منشورة في الأنترنت، يبدو ان التزام الفتاة بالزي الإسلامي لا يجعلها خارج دائرة التحرش الجنسي. فقد قالت فتاة فضلت إطلاق اسم مروة على نفسها إنها تشعر بالقلق كلما فكرت بالذهاب الى مكان ما حتى يصل بها الأمر الى الخوف، إذ أصبح تعرضها للتحرش الجنسي سواء الجسدي أو اللفظي شبه واقع يومي، مما يجعلها تعدل عن الخروج في بعض الأحيان، وان فعلت فإنها تسعى دوماً الى “إضفاء نبرة تحذيرية شديدة من خلال طريقة ارتداء ملابسي، حيث أتفادى ارتداء ملابس جاذبة للانتباه”.

ووفقاً لدراسة أجراها المركز المصري لحقوق المرأة قبل 4 أعوام فإن 80% من المصريات يتعرضن إلى التحرش الجنسي. وقد أكدت دينا فريد، الناشطة الاجتماعية والعضو في حملة “بنات مصر خط أحمر” ان المنقبات أيضاً يتعرضن إلى التحرش، وانها لم تلمس أي فارق مطلقاً، منوهة بأن معظم المصريات يرتدين الحجاب ومع ذلك يتعرضن للتحرش. وتشير الإحصاءات الى أن معظم السيدات والفتيات اللائي تعرضن للتحرش ممن يرتدين الحجاب أو النقاب”.

أما خبير علوم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في القاهرة سيد صادق فيرى أن للمشكلة جذورا عميقة في المجتمع المصري، معتبرا أن السلوك الديني الآخذ في التزايد تدريجيا منذ أواخر ستينات القرن الماضي، بالإضافة الى ما وصفه بالمغالاة في المعتقدات الدينية المتشددة من أهم الأسباب التي نتج عنها تفشي ظاهرة التحرش.

ويضيف أن الثقافة الذكورية تدفع كثيرين لممارسة التحرش بهدف إعادة السيدات الى منازلهن، لعدم تقبل هذه الثقافة مبدأ المساواة والمنافسة بين الجنسين، التي من شأنها ان تمنح المرأة فرصة التفوق على الرجل، واصفاً هذه الثقافة بالبدوية وليست بالفرعونية بحسب “الشروق”.

تحاول بعض الفتيات التقليص من فرص التحرش الجنسي بهن ولو لفترة زمنية محدودة، فيلجأ بعضهن أثناء تنقلهن في مترو الأنفاق الى العربات المخصصة للنساء، إلا انهن يتعرضن أيضاً للتحرش “بلمسة عابثة حريمي” وفقاً لوصف الإعلامي جابر القرموطي في تسجيل فيديو على الـ “يوتيوب”. ودعا القرموطي الى معالجة الأمر “بذكاء” من خلال مواجهة المشكلة وعدم الخجل من الحديث عنها بصوت مرتفع والسعي الى حلها، عوضاً عن الهجوم على وسائل الإعلام التي تدق ناقوس الخطر حيال هذا الأمر، وتجاهل ما يُنشر حول هذه الظاهرة “الاجتماعية الخطيرة”.

سيريان تلغراف | الشروق

Exit mobile version