(بعد أن توقّفْتُ عن كتابة “الخاطرة” مؤقتاً، لظروف خاصة.. وَجَدْتُ نفسي مضطراً للكتابة، بعد أن قام الصهيوني الوقح لوران فابيوس، باجْترار اختلاقات يتّهم فيها جدّ الرئيس بشّار الأسد، بالعمالة للفرنسيين).
ليس غريباً على صهيوني فاجر، يعمل وزيراً لخارجية دولة (بيكو) الفرنسية، والمذكور كان قد عمل سابقاً رئيساً لوزرائها هو، (لوران فابيوس)…
هذا (الفابيوس) وجِّه كلماته إلى السياسي الرائع والدبلوماسي البارع والأديب المتألق والمحارب المتميز (الدكتور بشّار الجعفري) ومن على منبر الأمم المتحدة ، يتّهم فيها جَدّ الرئيس بشار الأسد، بالعمالة للفرنسيين، وبالتوقيع على وثيقة موجّهة للفرنسيين، أيّام الاستعمار الفرنسي، تطلب دعم هذا الاستعمار في تقسيم سورية إلى دويلات،عبر مذكرة مرفوعة لرئيس الحكومة الفرنسية (ليون بلوم) تحت رقم 3547 وتاريخ (25-6-1936) وليس (“1926” كما يذكر البعض).
الرئيس الراحل (حافظ الأسد ) اسمه (حافظ علي سليمان الأسد) والده (عليّ) وجدّه (سليمان).. وكان رفاقه في حزب البعث ينادوه قبل ولادة ابنه البكر (باسل) بــ(أبو سليمان) وليس بــ(أبو علي) أي تيمّناً بجدّه.. ولذلك ظنّ كثيرون بأنّ (سليمان) والده، حتى أنَّ مسؤولين في الدولة، ظنّوا كذلك.. توفّي (سليمان الأسد) جّد الرئيس حافظ الأسد عام (1929) ميلادية، عن عمر يناهز الثمانين عاماً..
وتوفّي (علي سليمان الأسد) والد الرئيس حافظ الأسد، عام (1963) عن عمر يناهز ثمانية وثمانين عاماً. الوثيقة التي تحدّث عنها الصهيوني الوقح (لوران فابيوس) صحيحة، وقد أرسلها إلى وزارة الخارجية الفرنسية (عام 1936) عدد من زعماء ورموز عشائر جبال الساحل السوري، يطالبون فيها بتقسيم سورية،وبدعم الانتداب الفرنسي لعملية التقسيم تلك.. ومن البديهي أنّ هؤلاء الزعماء والرموز كانوا عملاء للاستعمار الفرنسي،ولو لم يكونوا كذلك، لَمَا تقدّموا بمثل ذلك الطلب المشين. أي أنّ (سليمان الأسد) جَدّ الرئيس حافظ الأسد، كان قد مضى على وفاته سبع سنوات، عندما جرى رفع الوثيقة تلك، للانتداب الفرنسي.. وهذا ما يؤكّد بأنّ المقصود به، هو شخص آخر، من منطقة أخرى، يعرفه الفرنسيون جيداً، ويحمل اسم (سليمان أسد) وليس (سليمان الأسد). وبعد رفع تلك الوثيقة المخزية.. تداعى عدد كبير من وجهاء ورموز عشائر جبال الساحل السوري، وكان من بينهم والد الرئيس حافظ الأسد (علي سليمان الأسد) وكان عدد الموقّعين عليها، أضعاف الموقّعين على الوثيقة السابقة المخزية..
وهذه الوثيقة الثانية تتمسك بوحدة التراب السوري، وترفض تقسيم سورية، وتستنكر بشدة، أي عمل بهذا الاتّجاه إزاء هذه الوقائع الدامغة، التي يعرفها جيداً، أحفاد (بيكو) من الاستعماريين الجدد، لجأوا وبالتعاون مع زبانيتهم وأذنابهم، منذ عشرات السنين، إلى محاولات مستميتة، لتزوير التاريخ، وللإيحاء بما يريدون تعميمه، من حيث تلطيخ سمعة الوطنيين الشرفاء في تاريخ سورية، وفي الوقت نفسه، تبييض سمعة عملائهم وأزلامهم، وتقديمهم على أنهم شخصيات وطنية فذّة؟!! الأمر الذي يذكّرنا بتسويق بعض الظلاميين التكفيريين ومرتزقة بلاك ووتر في هذه الأيام، بأنّ سورية مدعومة من إسرائيل،وبأن الطريق إلى تحرير فلسطين، يمرّ، أولاً، عبر تحرير سورية، من نظامها المحتلّ!!! هل يوجد في التاريخ، انحطاط إنساني و أخلاقي، أكثر من هذا النوع من الطرح اللئيم والزنيم؟.. إذا كانت سورية مدعومة من إسرائيل..
فلماذا تقف إيران ويقف حزب الله معها؟.. أم أنّ هؤلاء أيضاً، مدعومون من إسرائيل!! وأنتم فقط، أعداء إسرائيل؟! وإذا كانت سورية مدعومة من إسرائيل، فلماذا تقف أمريكا وأوربا وأتباعهما، ضدّها؟..أم أنّ أمريكا وأوربا أيضاً ضد إسرائيل؟!!..
وأمّا مقولات، أنّ تحرير فلسطين، يمرّ عبر تحرير سورية..فقد قاد هذا المنطق، معظم دول المنطقة العربية، إلى الوقوع تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو غير المباشر.. ولم يبقَ إلاّ سورية، المطلوب صهيو- أمريكياً، الآن، إلحاقها بالطابور الصهيوني، عبر تسليم السلطة فيها للمحور الصهيو-وهّابي-الإخونجي…
سيريان تلغراف | الوحدة