أكد بشار الجعفري المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة ان بعض الدول ترى موضوع المساعدات الإنسانية من منظور أجنداتها السياسية ولا تستطيع فهم نبله إلا في إطار توظيفه لأهدافها التدخلية في شؤون الدول الأخرى.
واضاف الجعفري خلال اجتماع مجلس الامن الدولي حول سورية يوم 30 اغسطس/آب انه “لو كانت هذه الجلسة مخصصة صدقا لبحث المساعدة الإنسانية للشعب السوري فلماذا يصر البعض على الترويج للعمل خارج إطار الأمم المتحدة؟”، لافتا إلى أنه من غير المفهوم أن تشارك بعض الدول في تقديم المساعدات ولو بمبالغ رمزية وشروط مسبقة وفي ذات الوقت تفرض عقوبات اقتصادية تركت تداعيات إنسانية خطيرة على مجمل حياة الشعب السوري.
الجعفري: مساعدة السوريين تكمن في معالجة أسباب معاناتهم
وشدد الجعفري على أن الطريقة المثلى لمساعدة الشعب السوري تكمن أولا وقبل كل شيء في معالجة الأسباب التي أدت إلى معاناته إذ أن استمرار الجماعات المسلحة المدعومة خارجيا في تدمير مختلف سبل العيش هي أمور تقف بشكل مباشر وراء هذه المعاناة التي استفحلت عندما حاولت الجماعات المسلحة السيطرة عسكريا على أحياء آهلة بالسكان في بعض المدن الرئيسية متخذة المدنيين دروعا بشرية، وهذا ما أقر به كبار مسؤولي الأمم المتحدة أنفسهم ومن بينهم الجنرال روبرت مود.
وكما اكد الجعفري أن اي دولة في العالم لن تقبل بأن يسيطر المسلحون والإرهابيون والمرتزقة المدعومون من الخارج على أحياء من مدنها وأنه لا يمكن لأي حكومة أن تتخلى عن واجبها في حماية مواطنيها وتركهم تحت رحمة الإرهاب والتطرف والعنف.
واعاد الجعفري للاذهان ان بعض ممثلي دول المجلس اعتبروا ان خطة النقاط الست ولدت ميتة وان المراقبين العرب ثم الأمميين شهود زور وأنه لا حل سياسيا سلميا وأن الحل هو بتسليح المعارضة والتدخل العسكري الخارجي وإسقاط النظام.. فكيف يمكن وقف العنف وحل الأزمة في سورية سلميا بعد هذه التصريحات.
الجعفري: دمشق تجاوبت مع جميع المبادرات والخطط الدولية لحل الازمة
وقال الجعفري ان الحكومة السورية تجاوبت مع المطالب الشعبية المحقة وتعاملت بإيجابية مع كل المبادرات الهادفة إلى حل الأزمة سلميا وسياسيا بما في ذلك تطبيق خطة النقاط الست، موضحا أن سورية رحبت بالبيان الختامي في جنيف ووافقت على تعيين الأخضر الإبراهيمي كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة، لكن بعض الدول التي كانت جزءا من التوافق على البيان سارعت إلى وأده حيا عبر خلق مسارات موازية غير توافقية لاجهاض اي تحرك لحل الأزمة سلميا بما في ذلك تعطيل الحوار الوطني بقيادة سورية وتسويق فكرة التدخل العسكري تحت ذرائع إنسانية.
وأشار الجعفري إلى أن القراءة الخاطئة وغير الموضوعية لدى البعض والإصرار على سياسة الإملاءات والتدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية لدى البعض الآخر وكذلك عدم تعاون بعض الدول مع خطة النقاط الست أدى للأسف إلى استقالة كوفي عنان وإلى عدم التمديد لبعثة المراقبين في سورية.
الجعفري: ارهابيون مرتزقة عرب وأجانب يقاتلون في حلب
كما عرض الجعفري على أعضاء المجلس جدولا يتضمن 107 أسماء وهويات لإرهابيين أجانب عرب من تونس وليبيا والسعودية والأردن ومصر وغير عرب قتلوا في حلب على يد قوات الجيش وطلب تعميمه كوثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة.
الجعفري يطالب الدول بعدم استغلال اللاجئين السوريين وغلق المخيمات امام الراغبين بالعودة الى الديار
كما طالب الجعفري الدول التي نصبت للاجئين السوريين خياما في الصحراء والعراء بهدف استغلالهم وهم مرغمون على الإقامة بها على الحدود في ظروف مزرية حيث يتم ترهيبهم زيفا من العودة إلى وطنهم والإساءة إلى كرامتهم عبر تحويلهم إلى لاجئين سجناء في مخيمات أقل ما توصف به أنها معسكرات اعتقال، طالب هذه الدول أن تسمح لمن يريد العودة بالعودة والا تغلق ابواب المخيمات أمام حق اللاجئين بالعودة إلى وطنهم الأم سورية. كما لفت الى أن بعض المخيمات تحولت إلى مراكز عسكرية يتم تجميع الإرهابيين فيها وتدريبهم تمهيدا لإرسالهم إلى سورية.
وأكد الجعفري أن التحديات لم تعد تتعلق بتحقيق مطالب إصلاحية مشروعة ومحقة فقط بل إن التحدي الأكبر يتمثل الآن في حماية سورية الدولة ومواجهة أجندات التطرف والإرهاب التي تصبوا إلى إعادة سورية إلى عصر الجاهلية ومحاكم التفتيش، مشددا على ان السوريين لا يريدون ديمقراطية طائفية فسورية كانت وستبقى دولة للجميع.
وأضاف الجعفري إن وزير خارجية فرنسا صرح في 29 يوليو/تموز الماضي ان أسلحة تسلم من قبل قطر والسعودية ودول أخرى إلى المجموعات المسلحة، مطالبا فرنسا التي بحوزتها تلك المعلومات حول تهريب الاسلحة إلى سورية أن تتخذ الإجراءات المناسبة المنوطة بها بحكم مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن وكرئيس حالي للمجلس من أجل ضمان الاحترام الصارم لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وتابع المندوب السوري أن الجميع يعرف أن الجارة تركيا لو اكتفت باستقبال اللاجئين السوريين فوق أراضيها لكنا لها ممنونين ولكن أن تستضيف الدولة التركية فوق أراضيها قيادات جماعات مسلحة تقوم بأعمال إجرامية وإرهابية عبر الحدود المشتركة مع سورية وتسمح لهذه المجموعات بإقامة معسكرات تدريب عسكرية للتيارات السلفية والوهابية والأصولية فعندئذ تصبح الحكومة التركية وليس الشعب التركي شريكا رئيسيا في سفك الدماء السورية.
الجعفري: تهريب السلاح عبر لبنان أمر لا يليق بالعلاقات بين البلدين
وقال الجعفري إن تهريب السلاح عبر لبنان يجري من قبل أطراف سياسية في لبنان وليس لبنان الرسمي فعندما تصادر الحكومة اللبنانية سفينة أسلحة قادمة من ليبيا اسمها (لطف الله 2) ولكنها في الحقيقة غضب الله مليئة بالأسلحة ومعدة للأرسال إلى سورية فإن ارسالها مسألة لا تليق بالعلاقات الأخوية والأواصر القائمة بين البلدين ولعلم المجلس فقد تلى تلك السفينة سبع سفن أخرى محملة بالأسلحة أيضا ومعدة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وأضاف الجعفري إن ممثل لبنان اشتكى من وجود 20 ألف سوري في لبنان ولكننا في يوم من الأيام استقبلنا نصف سكان لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي عليه عام 2006 ولم نأت حينها إلى مجلس الأمن لنطلب أي مساعدة بل فتحنا بيوتنا كشعب ودولة لإخواننا اللبنانيين.
الجعفري ينصح المغرب بإلغاء طقوس الركوع وتقبيل يد الملك
وأوضح الجعفري أن إغلاق سفارات البعض في دمشق حجب الرؤية عن عواصمها وانقطعت سبل التحليل الصائب لما يجري، داعيا الوزير المغربي إلى تصحيح علاقات بلاده مع الدول المجاورة وتلبية مطالب الإصلاح وفي مقدمتها إلغاء الطقوس الملكية التي عفى عنها الزمان والتي تقضي من كل مغربي أن يركع أمام الملك ويقبل يديه، قائلا له “ماذا عن قضية الصحراء الغربية فهل تريدون أن نفتحها للحديث حيث أن هناك شعبا في الصحراء يطالب بحقوقه”.
الجعفري لسفير المانيا: من خولك أن تتحدث باسم الشعب السوري؟!
وطرح الجعفري سؤالا على سفير ألمانيا الذي قال انه لا مستقبل للأسد في سورية: “من خولك أن تتحدث باسم الشعب السوري.. أليس ذلك خروجا عن التقاليد الدبلوماسية في هذا المحفل المهم؟”. وقال الجعفري: إذا كان سعادة سفير ألمانيا حريصا على بناء سورية المستقبل لكل السوريين فلماذا نشرت صحيفة (دي فيلت) الألمانية مقالا قبل يومين جاء فيه أن الحكومة الألمانية تقوم حاليا بإعداد مخطط في أروقة البرلمان الألماني لترتيب استقبال مواطنين سوريين مسيحيين فلماذا مسيحيين فقط ولماذا تريد تفكيك بنية المجتمع السوري؟”.
سيريان تلغراف