Site icon سيريان تلغراف

السفير : مجلس الأمن يجتمع اليوم بدعوة فرنسية وشبه غياب أميركي .. بحث المنطقة العازلة السورية معقد

وكتبت تقول “مناسبة أخرى تُعقد في مجلس الأمن اليوم لمواجهة ما بات يُعرف بالانسداد الروسي ـ الصيني. الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا، رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن، لن يُقيّض له أن يذهب أبعد من البحث في الملف الإنساني. ومع ذلك سيحاول الفرنسيون خلال الجلسة طرح فكرة إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري على طاولة البحث. هذه الفرضية ساقها وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الذي طرح فكرة أنه «إذا تجمع اللاجئون في منطقة محررة، سيكون من الضروري حمايتهم، وهذا يسمى منطقة عازلة»، مؤكداً «نحن نفكر في الأمر حاليا ولكنه أمر شديد التعقيد، لا نستطيع القيام به من دون الأتراك ودول أخرى. إقامة منطقة عازلة من دون حظر جوي أمر مستحيل، إذ يجب أن تكون لدينا وسائل جوية ووسائل مضادة للطائرات».

لا يعتقد الوزير الفرنسي أنه «بوسع القوات الفرنسية أن تقوم بذلك وحدها، كما ليس هناك مجال للالتفاف على دور مجلس الأمن». أما السبب فهو أن الجيش السوري يسيطر على ما بين 50 إلى 60 في المئة من الأراضي السورية، فيما لا يزال الطيران السوري يحكم سيطرته وعملياته على أراضي البلاد كافة .

ولكن «الفيتو» الروسي ـ الصيني، الذي يسدّ الطريق أمام أي تحرك سياسي، ألا يتسبب بتوسع الأزمة الإنسانية من دون تدخل الأسرة الدولية؟ يجيب مسؤول دبلوماسي فرنسي أن «الرهان هو تسليط الأضواء على المأساة الإنسانية التي يعيشها عشرات الآلاف من النازحين السوريين في لبنان وتركيا والعراق والأردن وأكثر من مليوني مهجر في الداخل».

ورغم الحماس الفرنسي لا تبدي الأسرة الدولية استعدادا كافيا لتناول القضية السورية من جانبها الإنساني، فالتمثيل الروسي والصيني والأميركي يقتصر على المندوبين في الأمم المتحدة، فيما يحضر وزراء خارجية فرنسا وتركيا وبريطانيا والتوغو والأردن، ونائبا وزيري خارجية العراق والبرتغال، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني.

وليس من المتوقع الخروج بأي نص أو إعلان رئاسي أو مجرد إعلان صحافي مشترك، فحسب مسؤول فرنسي «الولايات المتحدة لم تكن متحمسة للدخول في إمكانية مواجهة جديدة مع الروس في مجلس الأمن حول أي مشروع قرار، وهي تفضل العمل على الأرض وحول تشكيل حكومة انتقالية مع المعارضة، أما الإعلان الرئاسي فلا يوجد ما يكفي من الإجماع الضروري لإصداره ، بسبب الموقف الروسي».

ويضيف المسؤول «كنا نتمنى التوصل إلى مشروع قرار إنساني ولكن الصين وروسيا اعتبرتا الأفكار التي طرحت سياسية أكثر منها إنسانية، وشكت أن في الأمر مناورة للنفاذ من القضية الإنسانية إلى الملف السياسي السوري». أما التشبث الروسي بمنع مجلس الأمن من التدخل في سوريا فسببه، برأي الدبلوماسيين الفرنسيين، هو «الخوف من تزايد دور التطرف الإسلامي في سوريا، والتمسك بالموقع الروسي الأخير على ضفاف المتوسط، والعمل على استعادة الروسي حوله، وصدمة ليبيا التي شكل قرار مجلس الأمن للتدخل فيها خديعة غربية للروس، فضلاً عن صعود الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وعملها على حماية المسيحيين السوريين».

وهكذا ما يبقى لاجتماع اليوم هو توجيه «نداء إلى الأسرة الدولية لتحمل مسؤولياتها إزاء اللاجئين السوريين». وسيقوم وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ بتقديم تصور دبلوماسي وخطة عمل مشتركة لمساعدة اللاجئين السوريين، بعد الاستماع إلى وزراء الدول المجاورة لسوريا ومداخلاتهم عن أوضاع اللاجئين في لبنان والعراق وتركيا والأردن .

وكشف مسؤول فرنسي أن الاتحاد الأوروبي سيزيد من المساعدات التي يقوم بتقديمها، علماً أن ثلثيها سيخصصان للداخل، والثلث الآخر للاجئين في الخارج.
وبعيدا عن الدبلوماسية، ينشط أكثر من ثلاثين كادرا من كوادر الأجهزة الأمنية الفرنسية في الأراضي التركية ويعملون على محاولة رفع أداء مقاتلي المعارضة السورية المسلحة.

وبحسب مصدر فرنسي، فقد وجه خبراء فرنسيون يعملون إلى جانب المعارضة السورية، نصائح إلى ضباط «الجيش السوري الحر» ووحدات المعارضة المسلحة الأخرى بتغيير إستراتيجيتهم الحالية التي ترتكز على محاولة اختراق المدن بقوات كبيرة وحشد وحدات كبيرة من المقاتلين على جبهة واحدة كحلب.

وقال مصدر فرنسي إن المعارضة المسلحة قد تكون وقعت في فخّ نصبه لها النظام في حلب. وتتفادى القوات السورية عملية عسكرية واسعة وتعمل على إطالة المعارك التي تدور في مدينة حلب وأحيائها، حيث تمكنت من قتل عدد كبير من المقاتلين، وتثبيت أعداد كبيرة منهم في المدينة وحولها.

بل إن كتائب من «الجيش الحر» ووحدات من المعارضة المسلحة هجرت جبهات أخرى في حمص وحماه وريف دمشق وتجمعت في حلب وحولها، ويمنعهم النظام في هجماته على مواقعهم في المدينة وأريافها، من إعادة الانتشار في مناطق سورية أخرى. ويقدر عدد المقاتلين الذين تحشدهم المعارضة السورية المسلحة بعشرة آلاف مقاتل. وقال مصدر فرنسي إن النظام يعمل على محاصرة هؤلاء في المدينة وإشغالهم لمنعهم من شنّ عمليات تنهكه على جبهات أخرى.”

سيريان تلغراف

Exit mobile version