توقفت صحيفة “الاندبندنت” عند المقابلة التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد لقناة الدنيا الفضائية السورية الخاصة وأقر فيها بأن قواته المسلحة تحتاج إلى المزيد من الوقت لحسم المعركة لصالحها ضد ميليشيا المعارضة المسلحة.
واكدت الافتتاحية انه “قد لا يخرج الأسد منتصرا من هذه الحرب، لكن في الوقت ذاته ليس هنالك من إشارة تدل على أن نظامه في طريقه إلى الانهيار، وذلك على الرغم من انشقاق رئيس حكومته واغتيال أربعة من كبار قادته الأمنيين والعسكريين في تفجير مبنى الأمن القومي بدمشق مؤخرا”.
ورأت الصحيفة أن “الوضع في سوريا يختلف للغاية عما كانت عليه الحال في ليبيا إبَّان حكم الزعيم الليبي السابق العقيد معمَّر القذافي الذي انهار نظامه فجأة تحت وطاة قصف طيران حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمعاقله، وبسبب عزلته، وليس فقط بسبب ضغط الثوار الليبيين على قواته”، مضيفة ان “الثوار اثبتوا أنهم قادرون على السيطرة على مناطق وأحياء بأكملها في كل من دمشق وحلب، إلا أنهم في الوقت ذاته ليسوا بقادرين على الاحتفاظ بتلك المناطق والأحياء”، مضيفة “لربما يكونون قادرين على تحقيق النصر على المدى البعيد، لكن ذلك قد يكون بعيد المنال في المستقبل، لا سيما بعد مقتل عشرات الآلاف من السوريين”.
ودللت الصحيفة على “المدى الذي بلغه القتال بين الطرفين من الدموية والقتل بما جرى قبل أيام لمئات الضحايا الذين قضوا في بلدة داريا الواقعة على مشارف العاصمة دمشق وتبادلت السلطات والمعارضة المسؤولية عن مقتلهم”.
أما عن السبب الذي دفع بالمواجهة بين الطرفين إلى مستنقع الدماء، فرأت الإنبدندنت أنه “يتجلى في كون البلاد تشهد ثلاثة أنواع من الصراع في صراع ظاهري واحد: الأول بين الحكومة والمعارضة، والثاني قوامه المواجهة بين السنة والشيعة في المنطقة، والثالث بين حلفاء طهران من جهة وبين خصومها من جهة أخرى”، مضيفة إن “العالم قد لا يستطيع إيقاف الحرب الدائرة حاليا في سوريا، لكن على المجتمع الدولي أن يسعى ما بوسعه للحيلولة دون انتشار هذه الحرب إلى لبنان ومنع تسببها بزعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها”.
سيريان تلغراف