تراقب أطراف المؤامرة على سوريا بقلق كبير الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها قوات الجيش السوري في ملاحقة المجموعات الارهابية المسلحة وتوجيه الضربات المفاجئة لها والمبادرة بالهجوم على مواقعهم، بعد أن كانت استراتيجية الجيش السوري حتى فترة ليست بالبعيدة استراتيجية قائمة على الدفاع وحماية مؤسسات الدولة من الهجمات التي كان يقوم بها مسلحون من المعارضة السورية.
وتنقل مصادر امنية شرق اوسطية عن مسؤولين في دول تشارك في تلك المؤامرة بأن البنية التحتية للمجموعات المسلحة المعارضة في سوريا، التي ساهمت في بنائها دول غربية وعربية وشرق اوسطية بمساعدة أجهزة استخبارية وخبراء عسكريين من جنسيات مختلفة على مدار الاشهر الطويلة من عمر الازمة السورية قد تعرضت لاهتزازات عنيفة تحت الضغط العسكري للجيش السوري، وأن هذا الضغط نجح بالفعل في هدم بنية العمل العسكري لتلك المجموعات المسلحة في مناطق بريف دمشق وفي حمص واحياء حلب، وأن هناك محاولات من جانب المشاركين في منظومة أعداء سوريا الى تسريع عمل المبعوث الاممي الجديد “الاخضر الابراهيمي” واعادة فرض وقف لاطلاق النار على الجيش السوري للسماح للجماعات المسلحة بالتقاط انفاسها واعادة بناء ما هدمه الجيش السوري.
دوائر مطلعة ذكرت أن هناك من يدعو وفي ظل هزائم الجماعات المسلحة المتلاحقة في الميدان امام الجيش السوري الى ضرورة صياغة حل سياسي يحقق الانتصارات التي ترغب بها منظومة اسقاط الدولة السورية والتي فشل المسلحون رغم الدعم العسكري والاستخباري الكبيرين بتحقيقها على الارض. يأمل اصحاب هذه الدعوة في أن تتمكن الولايات المتحدة وفرنسا ودول خليجية وتركيا في صياغة حل سياسي يتم تمريره عبر المبعوث الاممي الجديد يحقق أهداف تلك المنظومة، خاصة وان اطالة عمر الازمة السورية أكثر من ذلك سيصبح له تأثير سلبي خطير على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
سيريان تلغراف | المنار