Site icon سيريان تلغراف

نيويورك تايمز : صعود السلفيين من أكثر النتائج المثيرة للقلق للثورات العربية

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى “الصعود المفاجئ لجماعات السلفيين، الذين تجنبوا السياسة طوال سنوات وأيدوا الحكام المستبدين طالما أنهم مسلمون، يعد من أكثر النتائج المثيرة للقلق للثورات العربية”، مضيفة: “خلال الثمانية أشهر الماضية، ظهرت الحركات السلفية بشكل واضح على الساحة السياسية عن طريق استغلال الإحباط الشعبي والاضطرابات المصاحبة للانتقالات السياسية في العالم العربي”.

ولفتت إلى أن “في تونس، أنشأ السلفيون حزب “جبهة الإصلاح” في أيار الماضي وقادوا مظاهرات في أنحاء البلاد، ولجؤوا مراراً لمهاجمة رموز حرية التعبير الجديدة.

وفي مصر، خرج السلفيون العام الماضي من الظلام وشكلوا أحزاباً سياسية على عجل، وفي كانون الثاني فازوا بـ25 في المائة من مقاعد البرلمان”، معتبرة أن “السلفيين يشكلون قوة متصاعدة في الثورة السورية، كما يمتلكون أحزاباً أو فصائل سياسية في الجزائر والبحرين والكويت وليبيا واليمن وبين الفلسطينيين”.

ولفتت إلى أن “السلفيين يشكلون شريحة واحدة من التيار الإسلامي المتصاعد الذي اجتاح المنطقة، ولكنهم يعدون من أكثر الأطياف الإسلامية معارضة لحقوق المرأة والأقليات”، مشيرة إلى أن “الجماعات السلفية تستمد الإلهام والدعم من الوهابيين الذين يرجع أصلهم إلى السعودية.

ويعتقد كثير من العرب، لاسيما خارج منطقة الخليج، أن الوهابيين يحاولون الاستيلاء على المستقبل من خلال مساعدة وتحريض الجماعات السلفية في المنطقة على المشاركة في الحياة السياسية، كما فعلوا قبل 30 عاماً من خلال تمويل المدارس الدينية في جنوب آسيا التي أنتجت حركة طالبان في أفغانستان”.

ورأت أن “السلفيين يشكلون مشكلة مؤلمة بالنسبة لدول الغرب، حيث إن تطلعاتهم وأهدافهم تعد مناهضة للغرب أكثر من أهداف بقية الأحزاب الإسلامية”، مشيرة إلى أن “السياسة الأميركية شهدت مؤخراً صحوة جديدة بعد 60 عاماً من دعم الحكام المستبدين، فقد اختارت الولايات المتحدة دعم قوة الشعوب والتغيير الانتخابي في تونس ومصر وليبيا والمغرب واليمن، ولكنها ما زالت تدعم الأنظمة الاستبدادية في دول الخليج، ولاسيما السعودية، وتصدق وعودهم الغامضة بالإصلاح”، مشددة على أنه “لا ينبغي ربط مكانة الولايات المتحدة المستقبلية في المنطقة بمهد ومعقل التيار السلفي ورؤيته الملتوية لنظام إقليمي جديد”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version