Site icon سيريان تلغراف

الاعلام الاسرائيلي : الثنائي نتنياهو وباراك يعرضون دولة اسرائيل للخطر .. ايران قوة هائلة وليس نمرا من ورق

يدرك رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتناهو أن خصمه في معركة الوعيد والتهديد “ايران” يختلف كليا عن أي خصوم أو جهات عدائية، تلقت في الماضي من اسرائيل نصيبها من حرب العبارات الترهيبية والتلويح “بالاصبع” فالخصم هذه المرة هو خصم يفوق من حيث الجهوزية العسكرية والقدرة على الرد بالمثل أي خصم سابق تعاملت معه اسرائيل.

هذه المقدمة تلخص موقف العديد من المحللين وكتاب الاعمدة في وسائل الاعلام الاسرائيلية، وهم يجمعون على ان خصم اسرائيل هذه المرة ليس نمرا من ورق ، وانما قوة اقليمية لا يستهان بها ، وتتعامل معها القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا باحترام وحذر، فالولايات المتحدة تدرك بأن لديها الكثير مما قد تخسره في الساحة المجاورة للخصم الايراني، ونتنياهو يدرك بأن المعركة التي قد تندلع ليست مع مجموعة مسلحة في قطاع غزة وأنه لا يخوض مغامرة عائداتها من حيث الخسارة قد تعصف فقط بمستقبله السياسي، وانما هو يخاطر ويقامر في أي مواجهة مع النمر الايراني بمستقبل دولة اسرائيل.

فاذا كان تساقط القيادات العسكرية وانطواء القيادات السياسية الذي شهدناه في حرب لبنان الثانية، دفع باتجاه تشكيل لجان التحقيق وتقصي الحقائق لمعرفة الاسباب وكيفية ادارة المعارك واستراتيجية اتخاذ القرار، فان مغامرة ومواجهة فاشلة مع ايران قد يكون ثمنها مصير دولة بالكامل.

من هنا، لا يستبعد ما يصفه المحللون الاسرائيليون بـ “الحكماء” في الدوائر المطلعة على ما يدور داخل الغرف المغلقة لصناع القرار في اسرائيل من أن يندفع الثنائي باراك ونتنياهو وراء المجد الشخصي والطمع الانتخابي “غير المضمون” والمخاطرة بمصير شعب اسرائيل، والعقاب لمثل هذا التصرف والتهور سيكون مختلفا قد يصل الى مستوى غير مسبوق في تاريخ القيادات السياسية في اسرائيل.

ويقول المحللون والكتاب الاسرائيليون، أنه اذا بقينا نتحدث في الاحتمالات الضئيلة لاقدام الثنائي باراك ونتنياهو على خطوات غبية ضد ايران فان اسرائيل وعلى عكس ما يحاول البعض الترويج له لن تستطيع امتصاص الرد الايراني رغم التجهيرات الواسعة التي قامت بها الدولة على امتداد السنوات الست الاخيرة واذا ما تمكنت هذه النسبة الضئيلة التي لا تتجاوز الـ 10% من اقدام اسرائيل على خطوة منفردة ضد منشآت ايران النووية، فانه سيكون علينا الانتقال الى معرفة دوافع حملة توتير الاجواءن واشاعة أجواء الحرب واقتراب المواجهة بين اسرائيل وايران.

وهناك الكثير من التفسيرات لهذه الاجواء المشحونة، فالبعض يرى ان كلما ارتفع مستوى التوتير والشحن الاعلامي حول ايران كلما ازداد العائد من الضمانات الامريكية لاسرائيل سلاحا ومالا ومواقف، ضمانات تتجاوز الشراكة في تطوير الاسلحة وملء المخازن وفتح خزائن المعلومات الى امور اخرى مرتبطة باستحقاق سياسية ستضطر اسرائيل الى التعامل معها في السنوات الاربع القادمة، سواء فيما يتعلق بتطورات الوضع في الشرق الاوسط والعالم العربي، أو شكل موسم الربيع الفلسطيني القادم.

وهناك ايضا من يتحدث عن أن الشحن الاعلامي وتبادل الاتهامات وارتفاع الاصوات في القنوات الاعلامية ووسائلها المختلفة بين اسرائيل وايران قد تكون ذات أبعاد ميدانية ومرتبطة باستحقاقات عسكرية مقبلة في الشرق الاوسط، ليس على صعيد العمل العسكري ضد ايران، فقد يكون هناك رغبة في تشتيت الانتباه عن هجوم يعد له بدقة وسرية بالغة ضد ساحات توتر المنطقة وبشكل خاص ضد سوريا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version