Site icon سيريان تلغراف

حاتم علي: دخلنا بمسلسل «عمر» منطقة محرمة على صناع الدراما

نقلة نوعية شهدتها المسلسلات التاريخية في شهر رمضان، من ناحية الإنتاج واستخدام التقنيات والتأثيرات الصوتية وتجسيد الصحابة بوضوح.
ومن صحيح القول أن عمر أعلن عن دخول العرب عضراً جديداً في إنتاج الأعمال الفنية بأسلوب متطور نصاً وتصويراً وتمثيلاً وإخراجاً، بالإضافة إلى المؤثرات البصرية التي ساهمت بإكمال الفكرة وتقريبها من الواقع.

المخرج حاتم علي في لقائه مع mbc قال: “وضعنا في اختبار، نتج عنه توافق على استخدام ممثلين جدد وأخرين كبار ليكونوا رافعة لأدوار صغيرة”.
وعن تجسيد الصحابة قال: “لسنوات طويلة كان يتم انتاج مسلسلات تاريخية تتناول نفس الفكرة، لكنها كانت تناقش الموضوع بطريقة مواربة، بمعنى أنها لا تذهب مباشرة إلى جوهر الموضوع، للابتعاد عن التجسيد، وأعتقد أن تهميش الشخصيات الرئيسية من ناحية درامية، يعني تهميشها من الناحية التاريخية”، وبرأيه فإن بعض الكتاب كانوا يحاولون القفز فوق هذه النقطة بإظهار أحدهم يقول “بأمر الخليفة أو قال رسول الله” وكأن هذه الشخصيات العظيمة كانت تحت الخيام أو في بيوتها معتزلة الفعل نفسه، وهذا غير صحيح، وأضاف: “لا يجوز علينا نحن العرب أن نبقى مستهلكين للدراما التلفزيونية والسينمائية، وأن ننتظر غيرنا ليكتب تاريخنا بأقلامهم وبحسب أجنداتهم”.

وعن إسقاط العمل على واقعنا أكد المخرج حاتم علي أن أي عمل تاريخي لا مشروعية له إلا من خلال الأسئلة المعاصرة التي يطرحها، بمعنى أن العمل التاريخي لا يأخذ دور أساتذة الجامعات لرواية القصص التاريخية، بل له أهدافا مختلفة ومعاصرة”.


وتابع: “لا أعتقد أن أداء الأستاذ غسان مسعود لشخصية أبي بكر، أي تأثير على شخصية عمر، وهذا لم يؤد إلى إضعافها، فكل الأعمال الفنية فيها ممثلين من أجيال مختلفة، كل يشكل رافعة لدوره وللعمل، وقد كان هنالك توافق على أن يكون الممثل بدون تاريخ فني، وهذه مغامرة كبيرة طبعا، وهذه التجربة خضتها مع تيم حسن في دور الملك فاروق، لكن هذا أدى إلى أن صدق الناس الممثل الذي رأوه، كونه بلا خلفية بالنسبة لهم، وهو ما حصل في عمر، كما أن سامر أبدع وما قدمه انجاز كبير كونه يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، ليؤدي شخصية بهذا العمق، تمر بمراحل زمنية مختلفة”.

وأشار علي إلى أن الجدل الذي دار على المسلسل لم يكن غائباً عن البال، وكان من المؤكد أنه سيثير الكثير من الإشكالات، كون العمل خطوة غير مسبوقة، تجاه منطقة كانت محرمة على صناع الدراما، وقال: “أعتقد أنه في ثقافتنا العربية لدينا مشكلات تجاه الصورة نفسها، فالكثير من الكتب مثلا قد يوجد فيها أخطاء قد لا تواجه اعتراضا، لكن وفي اللحظة التي يتم فيها تحويل هذه الكتب إلى صورة ارتفعت الأصوات للاعتراض” وأرجع حاتم علي هذا إلى الخوف من الدراما والفن نفسه، كون ثقافتنا العربية لا تحتفي بالجسد ولا بالصورة، وشدد على أننا في عصر الإعلام وعلينا لا نكون خارج الإطار.

ونفى حاتم علي أن يكون قد اشترط على الفنان سامر إسماعيل أن لا يظهر في أي عمل قادم خلال خمس سنوات، مؤكداً أنه وبسبب تذرع البعض بأن مشكلة التجسيد تنطلق من شخصية الممثل نفسه، فإننا ارتأينا أن يكون بدون خلفية أو ماض فني، وقال: “برأيي أن السؤال الذي كان يجب أن يطرح بدلا من هو الذي يمكن أن يطاول بقامته قامة الشخصية المجسدة، وطبع لا يوجد، كان يجب أن يطرح سؤالا آخرا، وهو هل يملك هذا الشخص القدرات التقنية على أداء هذه الشخصية” وأضاف:”سامر حر في اختيار أعماله القادمة في إطار احترام هذه الشخصية”.

وألمح حاتم علي إلى أن أحد أهم فضائل هذه الأعمال العربية، أنها تؤدي إلى اكتشاف مواهب جديدة والتعرف على نجوم عرب من مختلف الدول.
وعن تركيب صوت بدلاً من صوت الممثل الأصلي قال: “صوت سامر جهوري، ولم يكن صوته السبب في هذه الخطوة، فالهدف كان إعطاء لمسة أكبر من عمر سامر، فلم يكن من الممكن الابقاء على صوت سامر في الحلقات الخمسة عشر الأولى من المسلسل، وتغييره في النصف الثاني من الحلقات، والحق يقال فصوت سامر جهوري ومناسب جداً، لكن فيه حيوية الشباب، وكان هدفنا أن نزيد من ثقل الشخصية، وحماية سامر في المستقبل لتمثيله شخصيات مختلفة.

وليد سيف:
بدوره وليد سيف كاتب العمل قال: “العمل يتناول سيرة عمر عبر سيرة الإسلام نفسه، وعمر الفاروق مهما في تاريخنا وله شخصية مهيبة في ذاكرتنا ووعينا ووجداننا”. وأضاف: “الكاتب في الأعمال التاريخية يواجه تحديا لكي يصل إلى سوية سليمة ومتوازنة بين المقتضيات الدرامية من جهة والأمانة التاريخية من جهة أخرى، وهذا مطلب ليس سهل على الإطلاق”.

سامر اسماعيل:
أما الفنان سامر إسماعيل قال: “لم يكن هنالك تردد في قبولي للدور، بمقدار ما كان هنالك مسؤولية كبيرة بالتعامل معه، وتعاون المخرج حاتم علي، والأستاذ غسان مسعود معي كان إيجابي ودفعني لقتديم المزيد لخدمة إظهار الشخصية على أفضل صورة.
وأضاف: “وقوفي أمام أساتذة كبار كحاتم علي وغسان مسعودي ومنى واصف ومحمد حسن الجندي أشعرني وكأنني أتعلم كل يوم درس جديد، كنت سأحتاج لى خبرة كبيرة ومشوار طويل لأصل إلى هذه النقطة”.

وألمح إلى أن تجسيد الصحابة في العمل كما قال سامر لم تؤثر على العمل سلبا، كونها خطوة جديدة لتجاوز خط أحمر، لكنها أثارت جدلا وطرحت تساؤلات كان يجب أن تجد إجابات في عالمنا العربي، على حد تعبيره.
وأوضح سامر إلى أن الفكرة التي تتردد عن استغلال حاتم علي له غير صحيحة، مشيرا إلى أنه منحه فرصة يحلم بها حتى نجوم كبار في عالم التلفزيون.

Exit mobile version