سورية دوله الارادة السياسية المستقلة الارادة بفضل استقلالها الاقتصادي واعتمادها على ذاتها , غير مديونة لصندوق النقد والبنك الدوليين , لم توقع اتفاقية سلام ” استسلام ” مع العدو الصهيوني , ككامب ديفيد , واوسلو ووادي عربه , ذات نسيج اجتماعي موحد غير طائفي تتعايش فيها كل مكونات الشعب في خالة فريدة من السلم الاهلي ,تملك جيشا قوي و موحد مصطف ضد العدو الصهيوني . وهي الداعم الاكبر للمقاومة اللبنانية ” حزب الله ” , باعتراف قائده , والذي بات يهدد الكيان الصهيوني بوجوده في قلب لمعادلة الصراع العربي معه للمرة الاولى في تاريخ هذا الصراع بفضل الدعم السوري ,كما انها داعمة للمقاومة العراقية و الفلسطينية وحاضنة لقياداتها وفصائلها .
يؤخذ عليها انها لم تطلق طلقة على الجولان , ونذكر ان العديد من الدول العربية ذات اراض محتله لكنها وقعت اتفاقيات استسلام مع العدو . الامر الذي لم تفعله سورية ,ونذكر ايضا” بمحيطها الاقليمي المعادي والمؤامرة الحالية خير دليل فكيف تخوض معركة ضد العدو وهي تجابه خطر الجوار المتحالفين معه , ونذكر ايضا” ما فعله السادات في حرب ال73 حين سمح لثغرة شارون بالتمدد والاتساع ومكن العدو من ان يوجه كل ثقله العسكري باتجاه الجبهة السورية بسبب توقفه عن القتال , ثم ان في العلم العسكري ما يفيد بان سقوط الهدف الاستراتيجي سيطيح بالأهداف التكتيكية تلقائيا” ودعم المقاومة اللبنانية الذي يهدد الكيان الصهيوني خير دليل فسقوط الكيان الصهيوني الوشيك سيحرر الجولان بدون شك .
يطل موقعها الجغرافي على حوض المتوسط الغني بحقول الغاز الممتدة من اللاذقية لغزه والاردن التي تملك حب تقديرات الخبراء 250 مليار متر مكعب من الغاز, والحوض ساحة النفوذ المقبلة للمد الاقتصادي والسياسي الصيني والروسي لشمال وجنوب الحوض _ اوروبا و افريقيا والوطن العربي , كما انها ممر عبره لغاز ونفط كازخستان ودول الخليج عبر افغانستان التي ستصبح خالية من القوات الاميركية والاوروبية بنهاية عام 2014 الى ايران, والعراق , ثم سورية.
هي حليف لإيران عدو الامبريالية والصهيونية الهام والخطر, وهي حليف للصين وروسيا ودول البا , و البريكس القوة الصاعدة التي تنتج ما يزيد عن 37 % من الانتاج العالمي ويبلغ تعداد سكانها ما يزيد عن نصف سكان العالم .
وهو البلد الوحيد الذي استعصى على مخططات التجزئة والتفتيت وحل قواته المسلحة تمهيدا لتدميره وتدمير المقاومة اللبنانية “حزب الله ” والفلسطينية واستباحته كالعراق وليبيا والسودان وهو البلد العربي الوحيد الذي يقدم العلاج والتعليم مجانا لكل من يقطنه ولا حاجة لتأشيرة دخول اليه لكل ابناء الوطن العربي .
اسوة بكل بلدان الوطن العربي تحتاج سورية للإصلاحات وقد اعدت دستورا جديدا واجرت انتخابات نيابيه واشركت المعارضة الوطنية في الحياة السياسية وتبدي استعدادها لتشكيل حكومة اجماع ووحدة وطنيه و للحوار بدون شروط هذا موقف رسمي معلن وجهه على حيدر وقدري جميل لهيثم مناع نظرا لتحول موقفه الايجابي المعارض للتدخل الاجنبي لكن الغرب يحول دون الحوار كلما لاحت الفرصة ويسعى لمزيد من الدم ولدمار سورية في استراتيجية صريحة للمؤامرة .
لقد انحازت سورية للشرائح صاحبة المصلحة حاملة المشروع القومي من العمال و الفقراء والفلاحين ولا بد من تعميق هذا التوجه وتجذيره . وقد اتجهت بخيار استراتيجي للشرق “كمفهوم سياسي ” حسب تصريح السيد قدري جميل في نهاية زيارته النوعية والتاريخية لروسيا والشرق ” كمفهوم ” هو روسيا والصين والهند وفنزويلا لتطوير علاقات تجارية واقتصاديه في سابقة وفي منعطف تاريخي نوعي وفعل ارادة سياسية ثابتة وراسخة تذكر بخطوة ناصر بصفقة السلاح التشيكية التي كسرت احتكار تسليح الجيش المصري الغربي والتي تثير ذعر الامبريالية الاميركية والاوروبية التي احتكرت هذا النشاط وتسعى للاحتفاظ بالعالم ساحة لها .
المعارضة الخارجية ” مجلس استانبول ” بلا وزن ولا حيثية, ومن يشن الهجمات في الداخل مسلحون ممولون بالمال العربي ومسلحون بأسلحة اميركية وفرنسية وبريطانية وتركية ويتدربون في تركيا ومن الجلي انهم تلقوا تدريب لم يكن ممكنا بدونه استيعاب عقيدة هذه الأسلحة وكيفية استخدامها , تديرهم غرف عمليات في قبرص وتركيا وشمال لبنان , وقد استثمرت اموال عربية طائلة في مناطق معينة من سورية لتهيئة بيئة حاضنة لهم لكن افقهم مسدود ومعركتهم الخاسرة اوشكت على النهاية باعترافهم هم , وهم مشروع ظلامي داهم يتهدد دول المنطقة والعالم بعد نهاية المعركة حيث سيهيمون بالأرض كما حصل في افغانستان .
اللاجئون السوريين للأردن والدول الاخرى هم اما فئة مغرر بها او مدفوعة بالمال احيانا” او هاربة من اجواء المعركة احيانا او مضللة وعددهم يبلغ في حده الاقصى حسب الاحصائيات الاردنية الرسمية 10 الاف لاجئ وهو رقم متواضع نسبة لعدد سكان سورية الذي يبلغ اكثر من 24 مليون نسمه ومن الاجدر بهم ان يعوا انهم سيواجهون الذل والتهميش والمتاجرة بقضيتهم خارج وطنهم الذي احتضنهم ووفر لهم سبل الحياة الكريمة.
اما عن المنشقون فهم نفايات واورام خبيثة كانت تسكن تحت الجسد السوري النقي ومن حسن الطالع ان حسم الموقف امرهم وتطهرت سورية منهم , وكمثال فرئيس الوزراء المنشق يملك شركات واموال محجور عليها في بنوك الغرب وعد بالإفراج عنها وتلقى اموالا طائله نظير انشقاقه ولم يدلي باي تصريح برغم مضي عدد من الايام بعد انشقاقه الا بعد ان اودعت الاموال في حسابه حسب التسريبات ,واستقراراه في قطر لا يحتاج لتفسير , سيواجه المنشقون ما يوجهه الخونة والعملاء وبالطبع سيكون مقرهم مستودع نفايات الخونة المعهود قطر .
اطراف المؤامرة على سورية تقودها الامبريالية الاميركية عدو الشعب العربي وشعوب العالم رقم 1 وهي من يمول الكيان الصهيوني بالمال والسلاح الذي يسدد الى صدور الشعب الفلسطيني والعربي , كما تنخرط الدول الاوروبية و تركيا والسعودية وقطر وقوى 14 آذار في لبنان والعصابات السلفية والجهادية والقاعدة .
تعاني اميركا التي تحاول التشبث بمكانتها كقطب العالم الاوحد والذي انتهى الى غير رجعه من ازمة اقتصادية عميقة وتورط عسكري في العراق وافغانستان فاقم الازمه وزاد من حدتها , واقتراب انسحابها من افغانستان بعد انسحابها من العراق يزيد من هلعها بسبب قرب تركها لساحة آسيا الوسطى بساحة نفوذ لدول المنطقة لذا فقد ابتدأت بإشعال فتيل الفتنه المذهبية باللعب بورقة بلوشستان لتأجيج الصراع بين باكستان وافغانستان ودول الجوار .
كما ان اوروبا المتورطة في العدوان بتسليح العصابات المسلحة بأسلحة واجهزة اتصال متطورة بريطانية وفرنسية وسويسرية وتركية وسفن تجسس المانية قرب السواحل السورية, تعاني من ازمة اقتصادية عميقة حاده وهذه الازمات سبب لتشبث هذه الاطراف بسقوط سورية التي تحول دون تمرير مشاريعها وعدو الكيان الصهيوني الاول لتواصل نهب شعبنا العربي والهيمنة على ثرواته لتضخ الاموال في اقتصادها المحتضر وتمكن الكيان الصهيوني من التمدد السرطاني اقتصاديا وجغرافيا” .
اما تركيا فقد اطلقت عش الدبابير على حكومتها المتورطة في مستنقع المؤامرة على سورية فحزب العمال الكردي بقيادة الثائر التاريخي عبدالله اوجلان يشكل تهديدا” نوعيا” وفي حال تزويده بالأسلحة وصواريخ سام سيشكل خطرا” داهما كان الاجدر بحكومة حزب العدالة والتنمية التركي تفاديه . بالإضافة لعشرين مليون علوي متحفزين للعب دورا” ما لن يكون في صالح اردوغان باي حال ,كما تسبب موقفها واغلاق حدودها مع سورية بخسارتها لعشرين مليار دولار حجم التجارة السنوي مع الوطن العربي وفجر معارضة وازمات داخلية ستعجل بنهاية حكومة اردوغان , اضافة للتحذير الايراني الحازم لها في حال التدخل العسكري , وحدودها القريبة من ارمينيا والصين وروسيا حليفتا سورية تشكل رادعا” دون اقدامها على اية حماقه.
تملك ايران الحليف القوي لسورية ورقة مضيق هرمز وكلنا يتذكر كيف تمكن زورق متواضع من قتل 17 بحار اميركي و اعطاب المدمرة كول التي كانت تتزود بالوقود من اليمن في عام 2000 فالزوارق الإيرانية قادرة على تعطيل الاساطيل المعادية في الخليج العربي , كما انها قوة عسكرية هائلة معادية للصهيونية داعمة للمقاومة الفلسطينية, وحزب الله , وسورية .
اما عن الانظمة العربية الداعمة وعن المسلحين الذين يموتون مجانا” فهم كمن يغمض عينيه ويصم آذانه لا يرى الحقائق او لا يريد ان يرى فتلك الانظمة التي تنهب اموال شعبنا العربي وتعمل على تمويل الارهابيين خدمة للإمبريالية والصهيونية لتدمير سورية واخراجها من معادلة الصراع معهما , ولبنان الذي صمد امام العدوان بعام 2006 بفضل الدعم السوري واجتاز ازماته بفعل التلاحم مع سورية ودعم قواتها المسلحة منقسم الى قوى تصطف الى جانب اميركا كقوى 14 آذار _ امين الجميل جعجع , وليد جنبلاط _ وتساهم في تمويل المسلحين وتأجيج الوضع الداخلي وتقويض السلم اللبناني الاهلي , اما العراق فبرغم جراحه ووضعه الداخلي وتقسيمه فعلياً لكانتونات الا انه مصطف الى جانب سورية بشكل حازم وواضح وصريح وقد نشر جيشه على الحدود السورية للحيلولة دون تسلل المسلحين , كما ان مصر المنحازة للكيان الصهيوني بعهد مبارك لم تعد تؤدي نفس الدور ولم تعد مصر السابقة برغم بطئ التحولات في وجهتها السياسية .
المعركة بالنسبة لأطراف المؤامرة معركة حياة او موت فنصر سورية بداية لنهاية الرأسمالية الأمريكية وبالطبع لكل من يدور بفلكها من الانظمة العربية لن تجدي مليارات شعبنا العربي المنهوبة من قبل انظمته والمهدورة في صيانة العروش المتداعية فسبعة عشر شهرا من المؤامرة واصطفاف قوى الشر ومليار دولار حجم الخسارة الشهرية للعدوان والدم السوري النبيل الذي يسيل على ارضها لم ينل من صمود سورية ولن يفعل وعلى كل اطراف المؤامرة تحسس رؤوسهم كما عليهم تذكر ان السحر سنقلب على الساحر فالأصوليون والسلفيون سلاح ذو حدين وفي حال انتصرت سورية ولا شك في ذلك سيتدفق الاف من السلفيين والاصوليين لدول المنطقة والله وحده يعلم الى اي مدي سيذهبون .
ما فعلته المؤامرة هو ازالة المناطق الرمادية من الوعي فإما الاصطفاف مع سورية او ضدها , وكل من يصطف ضدها هو بالضرورة مصطف بخندق العدو الصهيوني اداة الامبريالية ,كما ان المؤامرة صرفت الانظار عن العدو الصهيوني الذي يستبيح الدم والارض الفلسطينية ويوغل في الاستيطان وتهويد الارض , وتصريح اوباما الاخير افصح عن واقع الحال في آخر تصريح له بان اي نشاط سوري يتعلق بالأسلحة الكيماوية هو تهديد لحلفائنا في المنطقة وفي مقدمتهم اسرائيل لن نسمح به وسنتدخل عسكريا”. هل يوجد ما هو اكثر وضوحا” من ذلك .
كان النظام السوري يملك ان يدخل جنة الامبريالية ويصبح محظيتها الاولى ويحظى رموزه بجوائز نوبل وبوليتزر واضواء الليبرالية والقها لو رضخ فقط لواحد من شروطها : كالتخلي عن المقاومة , او ايران مثلا” , لكنه اختار الانحياز لسورية وشعبها , وسورية هي عنوان الصراع وهي العنصر الحاسم فبمعادلة الصمود والتلاحم الشعب والجيش وبتعميق استهداف الشرائح المهمشة والفقيرة بالإنجازات والاصلاحات والتعبئة والتسليح للجان الشعبية رديف الجيش تتمكن من الوقوف بوجه المؤامرة . وبمقدار قوة سورية وصمودها يزداد اصرار الحلفاء الذين ادركوا ان العالم تغير وان عليهم التقاط الفرصة ودفع عجلة التغيير التي يعجل صمود سورية بها للأمام , وتزداد ومواقفهم صلابة مستمدة من قوة وتماسك سورية فلا احد يقف الى جانب كيان متداع ضعيف .
ناجي الزعبي | الاردن
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)