تماماً عكس كل المشاريع التي نصادفها؛ ففي الوقت الذي يحار فيه المعماريون والمصممون للمحافظة على البيئة وعدم المساس بها وتصميم كتلٍ تنغمس وتتماهى وتندمج و…. مع البيئة والطبيعة، يأتي مشروع اليوم ليهرب في الاتجاه المعاكس.
ففي موقعٍ تنمو فيه النباتات بمعدلٍ سريعٍ للغاية، لابد أن تكون العمارة دفاعية، لتحقق الانتصار على الانتشار الهائل للغابة.
إليكم التفاصيل:
تبرز تلة مانتابو فوق مدينة كايين، وتشكّل خلفيةً رائعةً لمشروعٍ معماريٍّ يخاطب قوى الطبيعة المذهلة.
حيث فاز مقترح شركة KILO Architectures في المسابقة المطروحة لتصميم مشروعٍ مختلط الاستخدام فيه فندق وسكن ومنتجع وكازينو في غينيا الفرنسية.
فلصالح CCIG وبمساحةٍ تقدّر بـ 26 ألف مترٍ مربع، استمد المصممون مشروعهم من الاستراتيجية المزدوجة في حماية البيئة الطبيعية وحماية المبنى من التجاوز غير المرغوب به للغابة.
إذ يحافظ المشروع قدر الإمكان على التلة الطبيعية، ولكنه يحوّلها إلى مساحةٍ عامة عن طريق خلق منتزهٍ يقع تماماً على قمة التلة.
وهكذا يحوّل المنتزه أعلى نقطة في المدينة إلى جزءٍ من الممتلكات العامة، أما عن المبنى فيتحول إلى ما يشبه الكلّاب، الذي يعلّق نفسه على جوانب التلة، محافظاً على أقل أثرٍ ممكن ومحلقاً فوق المشهد الطبيعي.
وبما أن الموقع يتميز بنموٍ متسارع وكثيفٍ للنباتات، توجب على العمارة هنا أن تكون دفاعية، لتحقق الانتصار على الانتشار الهائل للغابة.
لذلك ارتأى المصممون رفع المباني فوق خط الوادي الطبيعي، حيث تعوم وتطفو هذه الكتل المعلقة فوق بساطٍ من النباتاتٍ الكثيفة.
وهكذا تؤمن هذه الكتل تجربةً فريدةً من نوعها للقاطنين… تجربة العيش بين رؤوس الأشجار والسماء.
وللإنصاف في الحكم، لم يعمد المصممون هنا للهرب تماماً من الطبيعة، بل أرادوا أن يبقوا على تماسٍ معها، ولكن من مسافة محددة.