أسبوعية “أرغومنتي نيديلي” تناولت يوم 11 آب الوضع الميداني في سورية لافتة إلى أن الجيش السوري يخوض معركة حاسمة في حلب التي احتشد فيها ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل من المرتزقة. وقبل حلب شهدت العاصمة دمشق مواجهات ضارية. وكان لدى المعارضة آنذاك حساباتها الخاصة التي تتمثل في القضاء على رأس النظام بعد أن تمكنت من تفجير مبنى الأمن القومي، وقتلت عددا من المسؤولين الأمنيين السوريين الشهر الماضي. لكن القيادة السياسية والعسكرية بقيت متماسكة.
ليس هذا فحسب بل إن مقتل القادة الأمنيين جاء بنتيجة عكسية، لأنه أوجد مبررات كافية للجيش النظامي لملاحقة الجيش الحر دون الالتفات إلى متطلبات خطة السلام المعطلة أصلا.
وبعد الإخفاق في دمشق حشد الجيش الحر قواه في حلب التي أرادوا لها أن تكون بنغازي سورية عبر إعلانها عاصمة للثورة تمهيدا لطلب المساعدة من الدول الأجنبية التي تساندهم خاصة وأن المدينة مليئة بالمقاتلين الأجانب، ومن هؤلاء ضباط تابعون لجيوش أجنبية يخدمون في صفوف المتمردين.
لكن الجيش السوري كان متيقظا حيث أرسل وحداته إلى حلب بالتزامن مع قيامه بعملية تطهير أحياء دمشق. وفي المعارك التي دارت في حلب تخلى المتمردون عن مواقعهم، وتحصنوا في مواقع في عمق المدينة. وفي محاولة منهم للنجاة بأرواحهم استخدموا المدنيين كدروع بشرية بشكل قسري وقتلوا من لم ينصَع لأوامرهم.
إن وجود المدنيين والدروع البشرية هو ما يعرقل استخدام الجيش للمدفعية الثقيلة والطيران. حيث انحصر استخدامهما على المناطق الخالية من المدنيين. وعلى الرغم من ذلك سقط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين. لهذا تعالت الأصوات في وسائل الإعلام العالمية مطالبة بضرورة مراعاة الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب.
وخلال المواجهات التي جرت في الأيام الماضية تمكن الجيش النظامي السوري من استعادة النقاط الحدودية التي استولى عليها المتمردون على الحدود مع تركيا. وتمكن من القضاء على بقايا الجماعات الإرهابية ومحاصرة المقاتلين الذين تحصنوا بداخلها. وعندما يتمكن الجيش من القضاء على القوى الأساسية للجيش الحر في حلب سوف تدخل الحرب مرحلة جديدة.
وتدل التصريحات التي تطلقها قيادات الجيش الحر على أنهم سيتجنبون في المرحلة القادمة الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش النظامي ويزيدون من اعتمادهم على أسلوب حرب الاستنزاف. وهذه التصريحات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن هزيمة الجيش الحر باتت وشيكة.