الديمقراطية وتعني حرفيا سلطة الشعب , نظام سياسي السلطة فيه للشعب . وللديمقراطية دائما” طابع طبقي , وهي ليست سوى الشكل السياسي لدكتاتورية الطبقات المسيطرة .
تمثل الديمقراطية في المجتمع الرأسمالي شكلا للسيطرة الطبقية للبرجوازية , حيث تعلن فيه مساواة المواطنين امام القانون , وضمان حقوق الفرد والحريات الديمقراطية , حرية الكلام والصحافة والاجتماعات وغيرها , لكن هذه الحريات ذات طابع محدود اذ لا يمكن ان توجد مساواة واقعية بين , المستغلين والمستغلين بين الرأسماليين والعمال ان جهاز الدولة في الديمقراطية البرجوازية يحمي مصالح المالكين الذين يستخدمون الاف الحيل لإبعاد الشغيلة عن المساهمة في الحكم , وعرقلة وصول ممثليها الى الجهاز التمثيلي الاعلى في الدولة البرجوازية وهو البرلمان .
ان تحقيق الديمقراطية البرجوازية رغم طابعها المحدود كان ذا اهمية تقدمية ذلك انها قضت على تبعية الاقنان وساعدت على تطور القوى المنتجة. وبتطور الرأسمالية تخلت البرجوازية عن المكتسبات الديمقراطية للثورة البرجوازية بعد ان ترسخت في السلطة وتحولت الى قوة تعيق التقدم المضطرد للمجتمع .
وفي عصر الامبريالية جرى في البناء الفوقي للمجتمع الرأسمالي تحول من الديمقراطية نحو الرجعية السياسية . فقد بدأت البرجوازية هجومها على الحقوق الديمقراطية للشغيلة . غير ان سياسة الامبريالية هذه واجهت صدا من جانب البرولتاريا في البلدان الرأسمالية بقيادة الاحزاب الشيوعية والعمالية .
ان النضال من اجل الديمقراطية مدرسة تشحذ وعي البرولتاريا وتعزز تراص صفوفها , وتزيد من نضجها السياسي .
ان الطبقة العاملة لا يمكنها انجاز الانقلاب الاقتصادي والاستيلاء على سلطة الدولة ما لم تثقف بالنضال من اجل الديمقراطية .
وفي الظروف المعاصرة , ونتيجة للتغيرات الجذرية التي حدثت لصالح الاشتراكية, نشأت امكانية في العديد من البلدان الرأسمالية لان تراس الطبقة العاملة الجماهير الكادحة من الفلاحين وتكسب اكثرية في البرلمان وتحوله من جهاز للديمقراطية البرجوازية الى اداه لإرادة الشعب الحقيقة .
ان الطراز الجديد الارقى من الديمقراطية هو الديمقراطية البلروليتارية الاشتراكية . وتشكل ديكتاتورية البروليتاريا , الجوهر السياسي الاساسي لفترة الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية , وهي في جوهرها سلطة الشعب .
ان الطبقة العاملة وحزبها بقيادتها للدولة والمجتمع , تجذب جميع الشغيلة الى ادارة شؤون الدولة وتخلق الظروف لتطوير نشاط الجماهير الاقتصادي والسياسي لصالح بناء الاشتراكية .
ان الجماهير الشعبية الواسعة تساهم مساهمة مباشرة في تصريف شئون الحكم عن طريق نظام اجهزة سلطه تمثيليه فعاله . ان جهاز الدولة الاشتراكية يبنى على اساس مبدأ المركزية الديمقراطية , وتخضع اجهزة السلطة التنفيذية للأجهزة المنتخبة , وتضمن رقابة الجماهير على نشاط الجهاز الحكومي عن طريق انتخاب القضاة الشعبيين والمحلفين ومحاسبتهم من قبل الناخبين .
وتعلم الماركسية اللينينة بان كل امة ستبدع عند انجازها الانقلاب الاشتراكي , هذا الشكل او ذاك من الديمقراطية البرولتاريه , وهذا النوع او ذاك من ديكتاتورية البروليتاريا . وفي بلدان الديمقراطية الشعبية تحققت الديمقراطية البروليتارية في شكل الديمقراطية الشعبية .
ناجي الزعبي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)