ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الصادر يوم الخميس 9 أغسطس/آب أن الولايات المتحدة ودول الخليج قريبة من استكمال نشر درعها الصاروخية المشتركة الرامية الى التصدي لضربة صاروخية محتملة من قبل إيران.
وأشارت الصحيفة الى أن المنظومة الدفاعية الخليجية تختلف من حيث هيكليتها عن الدرع الصاروخية في أوروبا التي يتم بناؤها اعتمادا على خطة هندسية موحدة. وتابعت “نيويورك تايمز” أن استكمال الدرع الصاروخية الخليجية يشبه عملية تركيب فسيفساء، مشيرة في هذا الصدد الى الصفقات الكبرى لبيع أنظمة دفاع جوي، التي عقدتها واشنطن مؤخرا مع عدد من دول الخليج.
وأشارت الصحيفة الى أن البنتاغون قد أبلغ الكونغرس قبل 3 أسابيع بخططه بيع أسلحة ومعدات قتالية للكويت بقيمة 4,2 مليار دولار، بما فيها 60 صاروخا من طراز “باتريوت” من الجيل الجديد “باك-3” و20 قاذفة وأربعة رادارات ومحطات مراقبة والتدريب الضروري لاستخدامها وتشغيلها، إضافة إلى قطع غيار لها. وتابعت “نيويورك تايمز” أن الامارات اشترت خلال السنوات الأربع الماضية منظومات دفاعية بـ 12 مليار دولار. وفي ديسمبر/كانون الأول أعلن البنتاغون عن عقد جديد مع الإمارات لتزويدها بقاعدتي إطلاق صواريخ لمنظومة دفاعية “Terminal High Attitude Area Defence”، علما بان قيمة هذه المنظومة التي تحتوي على رادارات وأنظمة تحكم تبلغ نحو ملياري دولار. وتشير الوثائق المتعلقة بالعقد الى أن قيمة ترسانة الصواريخ المرافقة لهذه المنظومة تبلغ ملياري دولار آخرين. وأضافت الصحيفة أن السعودية أيضا قامت بشراء منظومة صواريخ “باتريوت”، وقد أنفقت نحو 1.7 مليار دولار على تحديثها خلال العام الماضي.
وتابعت “نيويروك تايمز”أن الولايات المتحدة نفسها تتمتع بقدرات فائقة في الخليج تساهم في تعزيز الدرع الصاروخية، ومن عناصرها السفن العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة والمزودة برادارات مطورة وصواريخ اعتراض.
وعلى الرغم من كل ذلك، أشارت الصحيفة الى أن الدرع الصاروخية الخليجية تواجه صعوبات وتحديات على الصعيدين التقني والسياسي. وأوضحت أن عملية “تركيب” المنظومة الدفاعية في الخليج من عناصر مختلفة يجعلها أضعف من الدرع الصاروخية الأوروبية التي تم تصميم هيكليتها بدقة. وتابعت الصحيفة أن إيران في الوقت نفسه تعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية.
أما المشاكل السياسية فتكمن، حسب الصحيفة، في المنافسة التاريخية بين دول الخليج، الأمر الذي جعل كل منها تسعى لتعزيز العلاقات الثنائية مع واشنطن، بدلا من المشاركة في مشاريع أمنية متعددة الأطراف.
سيريان تلغراف