جاء في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الاربعاء، ان دعم الغرب وأنظمة الخليج الفارسي للمعارضة لا يجلب الحرية للسوريين، بل يدفع نحو الصراع الطائفي والحرب، وإذا ما تم تقسيم سوريا، فإن كامل نظام دول الشرق الأوسط والحدود في المنطقة سيلج عالم المجهول.
وأضاف الكاتب الصحفي سيماس ميلن في مقاله المطول المنشور على صفحات الرأي والتحليل في صحيفة الغارديان تحت عنوان “التدخل الخارجي يقود إلى السقوط السوري إلى الظلام” ، ان دمار سوريا قد بلغ الآن أشده، ومايحدث اليوم هو حرب أهلية شاملة تغذي أوارها القوى الإقليمية والعالمية، وهي تنذر بالتوسع وبالامتداد لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها.
ويشير الكاتب الى أنه اضافة الى الاضطرابات القائمة في مدينة حلب الآن وتشجيع القوى الإقليمية والدولية على الانشقاقات في صفوف العسكريين والمدنيين في النظام السوري، ثمة تطورات أخرى جديدة تنذر بتفاقم حدة الصراع واحتمال توسعه وانتقاله إلى خارج حدود سوريا، وفي أكثر من اتجاه.
ويوضح ميلن التطورات الخطيرة التي قد تسهم في نقل الصراع إلى خارج الحدود السورية، وأولها اختطاف المعارضة السورية قبل أيام لـ 48 زائرا إيرانيا، وثانيها تهديد الجيش التركي مؤخرا بالتوغل في عمق الأراضي السورية لمنع ما تدعي أنقرة انه انتشار لعناصر حزب العمال الكردستاني، وأخطر تلك التطورات تدفق المقاتلين الجهاديين الإسلاميين إلى داخل الأراضي السورية وانضمامهم إلى المجموعات المسلحة السورية.
ويقول ميلن: لقد باتت الآن كل الفرص متاحة لاحتمال انتقال الصراع إلى خارج سوريا، فلنأخذ تركيا مثلا، ففي تلك البلاد أقلية علوية كبيرة وأقلية كردية أيضا كبيرة وتعرضت للاضطهاد لزمن طويل، وتركيا هددت بممارسة ما أسمته حقها في التدخل لملاحقة المتمردين الأكراد داخل سوريا، اما في الجارة الصغيرة لبنان، هنالك نار قد اندلعت بالفعل في شمال البلاد بعد أن كانت شرارتها الأولى قد انتقلت من الشقيقة الكبرى سوريا، وهي تنذر بالامتداد لتشمل كامل الأراضي اللبنانية.
ويشدد الكاتب على ان التدخل الخارجي في سوريا في الواقع يطيل من عمر الأزمة في هذا البلد، بدل أن يؤدي إلى إيجاد حل لها.
ويؤكد ميلن بأن السبيل الوحيد الذي يتيح للسوريين الفرصة لتقرير مصيرهم ورسم مستقبلهم بأنفسهم ومنع سقوط البلاد في بحر ومتاهات الظلام هو الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية سلمية عبر التفاوض والحوار، وهذا الشيء بالذات هو ما يعرقله الغرب وأصدقاؤه وبشدة.
سيريان تلغراف