قالت الوكالة الأمريكية للطيران والفضاء (ناسا) يوم 6 آب إن مسبار “كيوريوسيتي” الفضائي الأمريكي حط بسلام على سطح المريخ. وبحسب خبراء الوكالة فإن العملية نفذت بدقة فائقة. وقد أرسل المسبار صورتين لسطح كوكب المريخ إلى مختبرالدفع النفاث التابع للوكالة في مدينة باسادين بولاية كاليفورنيا. ويتم تحريك المسبار بواسطة محرك نووي، وتم تزويده بـ 10 أجهزة علمية، بما فيها جهاز نيترونات ديناميكي روسي الصنع تم تصميمه في مختبر أشعة جاما التابع لمعهد البحوث الفضائية الروسي. ويستخدم الجهاز لقياس كمية الماء تحت سطح تربة الكوكب الأحمر بدقة متر واحد وتحديد المناطق التي تحتوي على قدر أكبر من المياه على طول مسار المسبار.
وتم إطلاق المسبار إلى المريخ بواسطة صاروخ “أطلس – 5” من رأس كانافيرال بولاية فلوريدا يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتم اختيار موقع هبوط المسبار في داخل حفرة كبيرة، أو بالاحرى فوهة بركان وولتر غيل الذي سمي هكذا نسبة إلى باحث الفلك الأسترالي. ويبلغ قطرها 154 كيلومتر.
ويرى باحثو الوكالة الأمريكية للطيران والفضاء أن هناك فرصا كبيرة لاكتشاف مقدمات الحياة على شكل كائنات صغرى. ويفترض أن تظهر تلك المقدمات في صفائح المواد البركانية الرملية لدى تواصلها الطويل مع الماء.
وتعتبر بعثة “كيوريوسيتي” الفضائية من أغلى البعثات في تأريخ استكشاف الأمريكيين للمريخ، حيث تم تخصيص 2,5 مليار دولار لتصميم وإطلاق المختبر العلمي إلى الفضاء.
ويتوقع أن يستمر مسبار “كيوريوسيتي” في دراسة فوهة بركان غيل على مدى سنة مريخية واحدة تستغرق 687 يوما أرضيا.
ويبلغ طول المسبار 2,8 مترا، كما يبلغ وزنه 900 كيلوغرام. وذلك أطول بمقدار ضعف وأثقل بمقدار 5 أضعاف من أي مسبار تابع لـ “ناسا” سبق أن هبط على سطح المريخ. وتم تزويد المسبار بـ 3 أزواج للعجلات يبلغ قطر كل منها 50 سم. وبوسع المسبار أن يجتاز موانع يبلغ ارتفاعها 75 سم. كما يستطيع المسبار الإستدارة التامة لـ 360 درجة في مكانه.
وراقب خبراء “ناسا” هبوط المسبار على سطح المريخ بواسطة محطة “مارس – أوديسيه” الفضائية التي تدور حاليا حول الكوكب الأحمر. ونزل المسبار إلى المريخ مثلما ينزل عنكبوت إلى خيط.
يذكر أن المريخ يبعد عن الأرض مسافة لا تجعل إشارة لاسلكية تقطعها إلا بعد مرور 13.8 دقيقة.
سيريان تلغراف | وكالات