على تصميم متحف الفنون المعاصرة في بيونس آيريس أن يعكس موجات التصميم المعاصر الرائجة، وأن يهتم في الوقت ذاته بالوظائف المحددة التي تقدمها عادةً متاحف الفنون فيما يخص التأثير على البيئة المحلية.
هذا ما اقترحته المسابقة التي طُرحت خصيصاً لتصميم متحف بيونس آيريس للفنون المعاصرة، والذي ربحته شركة M A 2 بإدارة المعماري مايكل أريلانيس.
يقع المتحف في منطقة بويردو ماديرو، ومن المأمول له أن يشغل قطعة أرضٍ مميزةٍ للغاية تمتد على طول ضفة نهر ريو دي لا بلاتا. وحسب وصف أريلانيس:
اعتمدت البداية في العمل على التلاعب المتبادل والتداخل ما بين الأشكال المعمارية المتنوعة والألواح التي من شأنها أن تخلق تدفقاً ديناميكياً للكتلة والأسطح والخطوط. وقد تضمن ذلك تتابع الكتل الشكلية في ترتيبٍ محدد أو ضمن مجموعةٍ متجانسة تظهر وكأنها أكثر من مجرد مجموعٍ لأجزائها.
تتعدد الطبقات في هذا المتحف ويتألف من أحجام وقطع مشرقة تتجمع وتتقارب في حزمةٍ من الأشكال المعمارية الحسية والإنشائية متعددة الإشغالات. وهكذا يكون تأثير الأشكال متعددة المولّدات المجموعة والعاملة سويةً ككلٍّ أدائي هو تأثير مجموعةٍ متنوعةٍ من العناصر الانسيابية والمتبلورة التي تم وضعها بطريقةٍ استراتيجية بهدف الوصول لبنيةٍ ديناميكية تلعب بشجاعة دوراً محدداً في التأثير البصري والاختباري للناظر.
ويضيف أريلانيس واصفاً إكساء المبنى:
تقوم الكسوة الخارجية للمبنى على مجموعةٍ من الهندسات الشكلية المنحنية والمتبلورة، أنتجت نموذجاً تنظيمياً من الأسطح ذات المسارات المنحنية والمتقاطعة. فعبر استخدام معادلات برامترية لديكور السطح الكلي والبنية، كان بالإمكان الحصول على سلسلةٍ من النماذج التي يمكن تحويلها إلى أداةٍ مؤثرة يمكن استخدامها في مختلف الألواح والبّنى الشبكية. أما عن المعادلات المثلثاتية الأفضل والأنسب للأشكال المطوية والمنحنية فهي صيغ “هيبوتروكويد”، كونها تقدم عائلةً من الانحناءات يمكن للمتحف استخدامها في مختلف أرجائه.
وبالنسبة لحديثه عن مواد البناء فقد ارتأى المعماري ما يلي:
في بحثنا عن أفضل المواد التي يمكنها أن تعرض هذه الأسطح الملساء والكسوة الخارجية، تم استخدام أحجام متنوعة من حجر الزجاج المصقول والمشحوذ، والذي تمت موازنته مع الستينليس ستيل الأسود الذي استُخدم في مناطق محددة للتأطير وإعطاء التأثير المرغوب في منطقة المدخل.
فهذا من شأنه أن يعطي المتحف بُعداً خاصاً فيما يتعلق بالوزن والأناقة والنقاء في جسدٍ خارجيٍّ متعدد الأوجه ومتعدد الأبعاد.
أما عن المساحات الداخلية فقد اختتم المعماري حديثه قائلاً:
تأتي المساحات الداخلية كامتدادٍ للجسد الخارجي المنقوش في المناطق المفتوحة وتلك ذات الارتفاع العالي. ويتضمن المتحف بمجمله خمس مستويات من المساحة؛ بالإضافة إلى ذلك تم فصل مدخل المتحف ومخرجه عبر ساحةٍ خارجية، الهدف منها خلق مساحات متدفقة توزّع الحركة نحو الأعلى وفي المحيط بهدف اختبار المتحف بأكمله.
سيريان تلغراف