وحدة ” فاريتاس ” الإنشقاق عن النظام السوري أو القتل معنويا ومن ثم جسديا
في خبر سابق روى لنا مصدر روسي مقرب من المخابرات الخارجية كيف أسست المخابرات الأميركية ومخابرات بعض الدول الحليفة لها مثل اسرائيل وبريطانية وحدة مشتركة تمارس الحرب النفسية والدعائية على المسؤولين والشعب والجيش في سورية ، ولكنها في الوقت عينه تغتال معنويا أو جسديا من ترى أن إغتياله يخدم أهدافها لدفع كبار المسؤولين السوريين والمقربين من الرئيس الى الانقلاب عليه .
تلك الوحدة التي أسماها مؤسسوها veritas ، يبدو بأنها تلعب دور العقل المفكر والمدير التنفيذ والمخطط الإخباري لكل ما ينشر حول سورية وعنها في الاعلامين العربي والغربي .
المصدر ذكر بعض النماذج عن فعاليات هذه الوحدة وهنا يكشف عن تفاصيل بعض العمليات التي نفذتها هذه الوحدة :
البريد الألكتروني المسرب
إكتشفت الجهات الغربية المعادية للرئيس السوري خلال الاشهر الستة الأولى للحراك الشعبي في سورية بأن التظاهرات لم تؤثر على وضعية النظام الممسكة بزمام الأمور خاصة لأن المناصرين للرئيس بشار الأسد نزلوا إلى الشوارع بأعداد لم يكن ممكن إنكارها .
تقوى النظام السوري بالدعم الشعبي الممنوح له كرمز للإستقرار والاستقلال ، فظهرت حينها الحاجة عند الأميركيين لدفع الجماهير السورية بعيدا عن الرئيس الأسد ، إن لم يكن ممكنا قلبها لتصبح معادية له . وقد هدفت وحدة ” فاريتاس ” إلى تحقيق أمرين من خلال عمليات تسريب ونشر ما قال الاعلام أنه ” بريد رئاسي سوري “.
الأمر الأول :
هو إبعاد الموالين من افراد الشعب عن مناصرة الرئيس إنطلاقا من النجاح في نشر ما يسيء لصورته كرجل إصلاح وكرجل ينظر إليه السوريون (الموالون له) بصفته مخلصا لبلدهم من المؤامرة الخارجية التي تشن عليه بأدوات داخلية .
” فاريتاس” من خلال صحف غربية ذات مصداقية مثل الغارديان تبنت ما ورد فيما قيل أنه رسائل منسوبة إلي الرئيس والمحيطين به ، وضمّنت فاريتاس تلك الرسائل ما يضرّ بصورة الرئيس الأسد على أمل أن يصدق أنصاره أنه يقضي وقته في ممارسة اللهو على الهواتف الذكية وفي مغازلة النساء الجميلات وفي شراء البرامج والمقتنيات عبر الأنترنت .
وحين وجدت وحدة فاريتاس أن التأثير النفسي لهذه العملية لم يكن على المستوى المطلوب بين مناصري الأسد الذين فهموا اللعبة ولم يصدقوا ما ورد فيها ، لجأت الوحدة المخابراتية إلى موقع ويكيلكيس الذي سقط بحسب المصدر في فخ التعاون مع الاستخبارات الأميركية مقابل وعود بمساعدة ناشره على الخروج من مأزق السجن الملاحق بقضبانه بتهمة جنائية. فعمد الموقع إلى تبني الدعاية المخابراتية الأميركية لاسباغ مصداقية يسارية على ما نشرته فاريتاس في الغارديان وفي صحف أخرى.
الأمر الثاني الذي أرادت فاريتاس تحقيقه من خلال نشر ما قالت انه بريد الرئيس :
تحطيم نقطة قوة دعائية تعمل في صالح الرئيس وهي زوجته التي قدمت للعالم صورة ناعمة للنظام من خلال نشاطاتها المعلنة وإستقبالاتها العلنية لأهالي ضحايا الأحداث ومن خلال قاعدة بيانات لا تساند الصورة الشيطانية التي ارادت الولايات المتحدة إلصاقها بالرئيس السوري في الاعلام الدولي . هكذا عملت فاريتاس على شيطنة الرئيس في عيون أنصاره وفي الوقت عينه سعت إلى شيطنة زوجته في عيون الرأي العام الغربي .
عمليات نوعية من ” فاريتاس” ضد حزب الله والحرس الثوري الايراني وضد العميد ماهر الأسد وضد نائب الرئيس السوري .
بهدف إيقاع الشقاق بين الشعب السوري وبين حزب الله اللبناني زعمت الدعاية الأميركية ومن ثم زعمت الدعاية التي شنتها وحدة فاريتاس بأن مقاتلين من حزب الله ومن الحرس الثوري الايراني يشاركون في قمع المتظاهرين . ظهرت هذه الدعاية منذ التظاهرة الأولى في درعا ، وفي الواقع يقول المصدر الروسي أن هذه الكذبة لا يمكن تصديقها لولا السعار الطائفي المنتشر في العالم العربي بسبب الحرب الأهلية في العراق بين السنة والشيعة (2004 – 2009) لأنه فعليا لا يحتاج النظام السوري إلى مقاتلي حزب الله فلديه ما يفيض عن حاجته من أدوات قمع المخربين ومن جنود موالين له يمكنهم التكفل بقمع أي حراك تخريبي مدني أو مسلح كما ظهر مؤخرا .
و كذا الحديث عن مشاركة الحرس الثوري الايراني ولكن فاريتاس وما سبقها من عقول مارست الحرب النفسية وجدت في بث كراهية حزب الله في نفوس السوريين أمرا حسنا لأنه يحقق مصلحة للأميركيين وللإسرائيليين . لذا ركزت وحدة فاريتاس كثيرا على هذا الموضوع حتى أصبح لازمة يكررها كل متحدث باسم المعارضين السوريين . ويذكر المصدر بالعمليات الاعلامية الاسرائيلية التي حرضت الغربيين على العرب عبر الصاق كل عما شائن بالعرب ومنها ما قيل اثناء الثورة الرومانية عن وجود مقاتلين عرب يقاتلون في صفوف جيش تشاوشيسكو وهو الامر الذي أدى إلى حالة من التعاطف الروماني الشديد مع إسرائيل نكاية بالعرب مع العلم ان عربيا واحدا لم يقاتل مع نظام تشاوشيسكو ولكن الدعاية الاسرائيلية استغلت الصراع هناك في مرحلة سقوط الأنظمة الشيوعية لتروج لنفسها عبر القول للرومانيين انهم واسرائيل يواجهون مرتزقة وعدو واحد هم العرب . ما يقال عن حزب الله في سورية هو اسلوب اسرائيلي (يقول المصدر).
عمليات نفسية أخرى شنها الأميركيون وحلفائهم ضد من يعتبرهم الغرب ” أركان النظام السوري” وعلى رأسهم العميد ماهر الأسد حيث سعى الاعلام الغربي والعربي إلى تعميم دعاية مدروسة تشير إلى تحمّل شقيق الرئيس مسؤولية عمليات القمع التي طالت المتظاهرين والمدن الثائرة وخاصة في درعا وفي حمص ، وقد ركز الاعلام على هكذا إتهام ليس لتبرأة الرئيس السوري من مسؤولية القمع بل للإيحاء بأن الرئيس فاقد للسيطرة على الأمور في الدولة وأن الآمر الناهي هو شقيقه . وطبعا آمل الأميركيون وحلفائهم من هذه الدعاية أن تصل الأمور بين المناصرين للنظام إلى تلقف الرواية فيبدأون بالهتاف لماهر الأسد ولا يهتفون للرئيس ، حيث سيصبح الشعب السوري في جزئه الموالي في هذه الحالة محبطا من الرئيس ومواليا لشقيقه ، ما يفترض الغربيون بأنه وضع سيوصل إلى أن ينتقم الرئيس بسببه من أخيه .
هل يذكر بعضكم ما قيل بأنه تظاهرات موالية خرجت في اللاذقية لتهتف للعميد ماهر الأسد وتطالب بتسليمه السلطة لأنه “بطاش” والرئيس ديبلوماسي ؟
لم تجري مثل هذه التظاهرات ولم يحصل مثل ذاك الهتاف في الواقع وإنما هي الدعاية الأميركية التي روجت عبر الشائعات ما يفيد مصلحتها التي تتحقق بالشقاق بين أي ركن من أركان النظام .
نماذج من الحرب التي تشنها فاريتاس على الإقتصاديين السوريين
يقول المصدر الروسي أن كثيرا من رجال الاعمال السوريين الكبار هربوا وهرّبوا اموالهم من سورية ، وآخرون أوقفوا إستثماراتهم ليس لأنهم قليلو وفاء لوطنهم بل لأن أعمالهم في الخليج وفي أوروبا وفي أميركا اضحت وسيلة ابتزاز مارستها عليهم وحدة فاريتاس وضباطها وخبرائها .
ويؤكد الخبير الروسي بأن أصدقاء له في سورية نقلوا اليه معلومات موثقة عن إتصال ضباط يعملون بصفة ديبلوماسية في سفارات غربية وعربية برجال اعمال سوريين عارضين عليهم ترك أعمالهم في سورية وسحب أموالهم من البنوك وإلا تعرضوا لعقوبات اميركية ودولية وعربية .
وبيّن المصدر بأن كثيرون من الأثرياء السوريين صمدوا في وجه التهديدات لذا تعرض بعضهم لحريق دمر مصنعه وآخرون سُرقت أملاكهم ودمرت معارض السيارات التي يملكونها ( ربما يقصد احراق معارض شركة ملوك ) وبعضهم تعرض لمحاولات إغتيال وبعضهم قُتل .
ولفت المصدر الروسي الخبير في شؤون الاستخبارات إلى ما يحصل للإقتصادي السوري رامي مخلوف الذي تمثل الدعاية الموجهة ضده بتخطيط من وحدة فاريتاس قمة الاحترافية المخابراتية . فهم يرسلون له ( بحسب معلومات المصدر الروسي ) رسالة إغراء تتضمن حماية أميركية وعربية خليجية له ولعائلته ولكل من يمت بصلة له ، كما أرسلوا يقدمون له الوعود بدور سياسي واقتصادي مستقبلي كبير شرط أن ينقلب على الرئيس الأسد ، ولما لم يفعل ولم يقبل التجاوب ولم يتأثر بتهديدات نقلت إليه عن لسان الأميركيين عبر وسطاء عرب ( على درجة عالية من الأهمية في تراتبية الحكم في دولة خليجية ) بدأوا في نشر حملات متواصلة ضده ثم بين كل فترة وأخرى يتصل به وسيط جديد لتقديم عرض أكثر سخاء يتضمن تخليصه من العقوبات وفتح افاق العمل والبزنس أمامه برعاية من دول عربية كبرى .
ثم حين رفض مجددا بدأوا في محاولات نفسية وإعلامية لخلق صورة معينة له في أذهان السوريين والأهم هم يحاولون جاهدين لترويج أخبار يعتقد الأميركي بأنها قد تخلق شكوكا في نفس القيادة السورية حول النوايا الفعلية لمخلوف .
ويعتقد المصدر الروسي بأن التركيز على مخلوف هو عمل ذكي لأن التصويب على رجل أعمال أسهل بكثير من التصويب على عميد في الحرس الجمهوري له صورة بطل حربي ، وبالتالي يحتاج الأميركيون إلى تفتيت كل نقطة قوة يملكها النظام عسكريا وأمنيا وإقتصاديا ، وما دام رامي مخلوف من العاملين إقتصاديا في داخل سورية فهو يساهم حكما على قدر إمكانياته المالية في صمود النظام وفي صمود الموالين للنظام من جماهير الشعب السوري .
ويقول المصدر الروسي : في سورية أكثر من ثلاثمئة شخصية تملك ثروات تفوق المليار دولار فهل سمعتم بأحد منهم ؟ وهل هاجم الاعلام الغربي والعربي فراس طلاس مثلا مع أنه سبق كل رجال الاعمال في ممارسة ما يمكن إعتباره إستغلالا لنفوذ ابيه في وزارة الدفاع .
هل تشكل الأدوات والمنافذ الاعلامية التي تهاجم الشخصيات السورية وتروج المزاعم عنهم جهات عميلة للأميركيين ولوحدة فاريتاس ؟
يقول المصدر الروسي : بالتأكيد ، هنا من يعمل للأميركي علنا مثل الاعلامين القطري والسعودي ، ولكن من يخفون ولائهم للأميركيين من وسائل الاعلام يشكلون خطرا أكبر على عقول السوريين ، لأن بعض الأساليب المخابراتية في الحرب النفسية تتقصد إبقاء وسائل إعلامية في موقع محايد أو مؤيد حتى يكون لإستخدامها من قبل وحدة فاريتاس تأثير على عقول ونفسية السوريين .
فضلا راجع المستندات المرفقة :
مستند رقم 1
شعار فاريتاس – وحدة الحرب النفسية في الولايات المتحدة الأميركية للشرق الأوسط
مستند رقم 2
نموذج عن الدعاية – الحرب النفسية التي تبثها وسائل إعلام عميلة أو متعاونة مع وحدة فاريتاس (الأميركية الإسرائيلية البريطانية) ، يتضمن المستندر صورة عن خبر فبركته وحدة “فاريتاس” حول مزاعم تهريب ملياري دولار من سورية إلى دبي لكن المحاولة فشلت فجرى تهريب المبلغ الضخم إلى طهران !!
العاقل يتسائل : هل تهريب مليارين إلى دبي ممكن في ظل العقوبات العربية على رامي مخلوف ؟ وهل يملك الرجل مليارين نقدا ؟ وإن كان يملكها فهل تهريبها يجري بهذه الطريقة السخيفة ؟ خبر يستخف بذكاء السوريين فطهران حليف النظام السوري وإذا اراد مخلوف تهريب أموال بهذا الحجم بعيدا عن النظام فهل سيرسلها إلى عدو لبلاده وله شخصيا في دبي الذي يشارك حاكمها في حصار سورية ثم يرسلها ثانيا إلى طهران حيث للنظام السوري يد طولى ؟
نموذج رقم 3
خبر يقول الخبير الروسي أنه أيضا من صناعة وحدة ” فاريتاس” صحيفة الاخبار تتابع شن حملة اشاعات ضد الرئيس السوري وضد ر امي مخلوف بزعم الحصول على وثائق من ويكليكس وتنسى الصحيفة الممولة جزئيا من قطر بأن أحد مالكيها مثل رامي مخلوف يملك شركة أتصالات وهو نجيب ميقاتي ، فلماذا تعمد ويكليكس والاخبار إلى نشر مراسلات عملية لما قالت انه بريد شركات رامي مخلوف ولا ينشرون البريد الخاص بنجيب ميقاتي ؟ ولماذا التركيز على رامي مخلوف ولا تأتي الصحيفة اللبنانية مثلا على ذكر سرقات فراس طلاس السابق بعقود على رامي مخلوف في العمل التجاري ؟
لماذا نجيب قديس يا صحيفة الأخبار بنظركم وهو مثلما هو مشهور رجل أعمال بنى ثروته على ظهر العلاقة الوثيقة مع النفوذ السياسي للنظام السوري في لبنان وفي سورية ؟
مستند رقم 4
خبر من صناعة وفبركة وحدة ” فاريتاس” : رامي مخلوف في لندن للقاء وسيط مع مستشار نتنياهو بحسب صحيفة السياسة الكويتية الموالية لإسرائيل ! لو كان مخلوف يريد التواصل مع وسيط ينقل رسالة من نتنياهو فهل كان أحمد الجارالله المدافع بشراسة عن إسرائيل نشر الخبر ؟ علما بأن مخلوف ممنوع من السفر إلى اوروبا واميركا بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية عليه فكيف وصل إلى لندن ؟
بعض مستندات تظهر الجسم التنظيمي والقواعد النظرية للحرب النفسية التي تمارسها المخابرات الأميركية وقوى عسكرية أميركية .
سيريان تلغراف | عربي برس