يبدو أن موضة دفن المرافق قد باتت رائجةً في هذه الأيام؛ فبعد استاد العين في الإمارات العربية المتحدة والمركز الثقافي والترفيهي في مدينة تيرول الإسبانية، ها هو فريق TEN Arquitectos المعماري يكشف النقاب عن تصميمه لمقهى وغرفة ألعاب وصالة عرض جميعها مدفونة أسفل تضريس اصطناعي في ساحة عامةٍ متموجة الأرضية في المكسيك.
إذ وتحديداً في مدينة بيوبيلا، تم إنشاء هذه الساحة تخليداً للذكرى الـ 150 لمعركة بيوبيلا التي انتصر فيها المكسيكيون على الجيش الفرنسي الغازي الذي فاقهم آنذاك عتاداً وعدداً.
حيث هنا ترقّط أعمدة الإنارة الساحة مشيرةً لعدد الكتائب التي شارك في المعركة، كما غُرس في المكان مئة وخمسين شجرة للإشارة إلى كل عامٍ من الأعوام التي مرّت على هذه الذكرى. ولتوفير أماكن للجلوس، تنبثق المقاعد الخشبية المميزة من التلال ذات الأرضيات الخشبية، التي تنحدر بدورها عند الحواف خالقةً نقاط مراقبة تطل على مركز المدينة.
ويُذكر هنا أن هذا التصميم قد جاء تحت عنوان “نصبٌ تذكاري رمزي يحتفي بالذكرى الـ 150 لمعركة بيوبيلا”، حيث وكما جاء على لسان المصممين؛ تم اقتراح المشروع بهدف إعادة تفسير المفهوم التقليدي للنُصب التذكارية، وتحويلها إلى مساحةٍ عامة يمكن للمدينة وقاطنيها استخدامها.
بمعنى آخر، يهدف التصميم لخلق حوارٍ بين المدينة وسكّانها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعلى الرغم من أن المسابقة التي تقدّم إليها المشروع لم تذكر برنامجاً محدداً، تمكّن فريق التصميم من تقديم ثلاثة أماكن يمكنها إعادة إحياء استخدام المساحات العامة في المنطقة، بالإضافة إلى الاستفادة من التضاريس الأصلية للموقع والإطلالات الخلابة؛ حيث تنفتح الساحة على المدينة مرتفعةً من مستوى الأرض الأساسي ومقدمةً مساحات مفتوحة ومناطق تلفها النسائم العليلة.
تخلق المناطق المغطاة بالتضاريس الاصطناعية مع الساحة البرنامج المقترَح، والذي تمت ترجمته بمساحات تشجع على اللقاء والتجمع. فعلى سبيل المثال هناك صالة العرض متعددة الاستخدامات، تخلق قمتها مسرحاً مفتوحاً على الهواء الطلق مخصصاً للأحداث والفعاليات المختلفة.
كما يوجد أيضاً غرفة لعب تم تصميمها خصيصاً للأطفال والبالغين على حدٍّ سواء؛ إذ تسمح لهم بالاستمتاع بالمساحة الداخلية والخارجية.
أما عن التجويف الثالث في هذه الساحة الخشبية المتموجة فهو عبارة عن مقهى، يبلغ أعلى نقطة في المكان، ويحظى هناك بشرفةٍ مميزة يمكن مشاهدة أجمل مناظر المدينة عبرها.
ويبدو في النهاية أن هذا النصب التذكاري لم يقف عند كونه مجرد تحفة فنية جامدة، بل تحوّل إلى مساحةٍ عامة غير متوقعة وإلى نقطة مراقبة تطل على أجمل أجزاء المدينة، والأهم من هذا كله، قد تحوّل إلى بقعة للتجمع واللقاء تشجع على التبادل الثقافي والتفاعل الاجتماعي بين القاطنين.
سيريان تلغراف