المرحلة الراهنة عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تعتبر فترة حساسة بالنسبة للادارة الامريكية التي تحاول المراوغة والعمل بحذر والتحرك بذكاء في ساحات الصراع، سواء في الشرق الاوسط أو أي منطقة في العالم. في هذه المرحلة وحتى ظهور نتائج الانتخابات الامريكية، تمنح واشنطن اداوتها في مناطق الصراع هامشا من الحركة يرسم بشكل مسبق.
والسؤال هو ما هي انعكاسات هذه المرحلة على الازمات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط؟مصدر دبلوماسي عربي قال لـ (المنـــار) مستندا الى دوائر دبلوماسية وبحثية ان المنطقة ستشهد تصاعدا في تصريحات وأدوار الادوات الامريكية، وبشكل خاص فيما يتعلق بالازمة السورية، حيث ستحاول تلك الادوات وعلى رأسها تركيا، السعودية وقطر رفع مستوى العنف في المدن السورية والقيام بعمليات اغتيال وتخريب بهدف ارباك النظام السوري الذي يثبت مدى تماسكه من خلال سرعة خروجه من الازمات، والمصائد التي حاولت تلك الادوات قلب المشهد السياسي والميداني من خلالها. تلك الدوائر وصفت هذه المرحلة الزمنية الراهنة بـ “ربع الساعة الاخيرة” قبل الانتقال الى تفضيل مطلق للحلول السياسية للازمة السورية، وهذا التحول سنشهده خلال الاشهر القليلة القادمة، وسيكون النظام في دمشق الرابح الاكبر في المعادلة التي سيتم صياغتها في حال واصل نجاحه في الحفاظ على تماسكه.ونقل الدبلوماسي العربي لـ (المنـــار) عن الدوائر نفسها أنها تتوقع انشغال الادوات الامريكية في المنطقة ـ التي شاركت بقوة في محاولات واشنطن وبعض العواصم الغربية الاخرى مساعيها لاسقاط الدولة السورية ـ في معالجة أوضاعها الداخلية. وتضيف الدوائر بأن السعودية ستشتعل وستتصاعد فيها أعمال الاحتجاج السلمي في المنطقة الشرقية، كما ستطفو على السطح صراعات بين العائلة الحاكمة بعضها سيكون صراعات دموية، في اطار التنافس على المناصب في ظل الغياب المتتالي والمتسارع للحرس القديم. والصورة في قطر ليست مختلفة فولي العهد تميم بن حمد الذي يتم تأهيله لاستلام مكان والده في امارة البلاد، في ظل الوضع الصحي الصعب لامير المشيخة، يخشى من مناورة التفافية يقوم بها رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم تسقط هذه الاحلام ليتكرر سيناريو الانقلاب العائلي الذي كان قد قام به الامير الحالي على والده الامير السابق..
وحسب الدوائر فان مرحلة رسم الحلول السياسية القابلة للتطبيق المتوازن في الساحة السورية لانهاء العنف والتصعيد العسكري، لن تشارك فيها ادوات واشنطن في المنطقة بل ستكون بين الدول الكبرى وبالتحديد بين روسيا والولايات المتحدة.
سيريان تلغراف | المنار المقدسية