يبدو أنّ مشهد الطوابير، والوقوف في دور طويل، بات من المشاهد المعتادة في مدينة دمشق وريفها، فلم يعد الأمر مقتصراً على الأفران، إنما وصلت هذه الطوابير أيضاً إلى أمام محطات البنزين التي تعاني هي أيضاً من نقص في المادة. حيث أشار عدد من المواطنين إلى المعاناة التي تكبّدوها منذ حوالي أربعة أيام، لتزويد سيارتهم بهذه المادة، التي لم تكن متوافرة في عدد كبير من المحطات، سواء في دمشق أم ريفها، إلى درجة أنّ بعضهم اضطرّ إلى أن يقوم ببحث طويل لمعرفة المحطات التي لا تزال تتوافر فيها هذه المادة، في حين أشار آخرون إلى أنّ المشكلة الأكبر كانت في الأرياف أكثر منها في المدينة، فعلى سبيل المثال، محطات جرمانا كانت خاوية من هذه المادة منذ يومين.
وهنا أكّد بعضهم الآخر أنّ المحطات التي توافرت فيها مادة البنزين خلال الأيام الماضية كانت في مدينة دمشق، وأغلبها تلك المحطات التابعة للدولة، لكنّ السائق، بدوره، سيعاني عند وقوفه أمام تلك المحطات من طوابير كبيرة أمامه، إلى درجة أنّ تلك الطوابير تغلق كلّ المنافذ في منطقة المحطة، أو حتى تسبّب اختناقات مرورية بسبب تدافع السائقين لتزويد سياراتهم بهذه المادة. وعلى الرغم من أنّ الجهات المعنيّة قد أطلقت وعوداً بأن المادة متوافرة في المحطات من يوم السبت الماضي، إلا أنّ الطوابير أمام المحطات سواء في دمشق أم ريفها، لا تشير إلى أن المشكلة حلّت، خاصة أن بعض المحطات قد أشارت إلى أن الكميات التي تمّ تزويدهما بها خلال الأيام الماضية كانت قليلة جداً.
الجدير بالذكر أن مصدراً مطلعاً في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أشار، في تصريح صحفي، إلى أن مادة البنزين بدأت تتوافر في محطات دمشق، بدءاً من يوم السبت، على أن تعود المادة إلى التوافر بشكل طبيعي في الأيام القليلة القادمة. وأكد المصدر أنه لا توجد أزمة نقص في مادة البنزين بشكل عام أبداً، وكلّ ما هنالك أنّ الأحداث التي شهدتها دمشق الأسبوع الماضي، لم تسمح لسائقي الصهاريج بالوصول إلى بعض الكازيات”.
سيريان تلغراف | بلدنا