إستبعد أحد الخبراء الأمنيين السابقين في سورية أن تؤدي عملية التفجير التي حصلت اليوم في مكتب الأمن القومي السوري إلى تطورات دراماتيكية تؤدي إلى إنهيار النظام أو إلى تعطيل الخطط الأمنية القائمة على مواجهة حرب عصابات تخريبية تشنها خلايا كانت نائمة في العاصمة ، وهي الخلايا التي صحت مؤخرا مع دخول الالاف من النازحين الى دمشق يرافقهم مسلحون إستغلوا رحمة النظام وتعامله بطريقة أم الصبي مع الأوضاع .
واضاف المصدر: كيف يمكن لاسشهاد القادة أن يغير المعادلات العسكرية في بلد يخوض جيشه وقواه الأمنية وشعبه حربا ؟ من الطبيعي أن يُقتل القادة في الحروب ومن الطبيعي ان نعين غيرهم في وقت قصير لأن في القيادات العسكرية السورية آلافاً من القادة الخبراء والجاهزين لتولي المسؤوليات ، ثم أطمئن المناصرين والأصدقاء بأن معركة القوى الدولية مع سورية لا يخوضها الرئيس الأسد أو الجيش أو القوى الأمنية بل يخوضها شعب لو تركنا له فرصة مواجهة المخربين على الأرض لسحقهم ولرأيتم العجب ، وأصر على أن الجيش والقوى الأمنية يعانون احيانا في ضبط الشعب السوري منعا لفئات منه عن الأنتقام من الارهابيين .
هذه حرب عالمية تشنها علينا الولايات المتحدة الاميركية و معها ثمانون دولة أخرى بكل قواها المخابراتية والتسلحية والتكنولوجية والمخابراتية والمالية ، يعاونها في ذلك كبار مشايخ الوهابية وإرث الارهاب الاخواني ، والطرفين جندوا فئات شعبية متأثرة بالتحريض الطائفي المتراكم في المنطقة منذ غزو العراق إلى اليوم .
وحول التأثير المباشر للحدث على مخططات موضوعة لمواجهة الأوضاع الامنية قال المصدر :
لا شك بأن للعماد راجحة وللعماد آصف شوكت أدوار كبيرة كانا يقومان بها في قيادة العمليات العسكرية والامنية خلال الأزمة الحالية ولكن ها هو الرئيس الأسد يعين وزيرا جديدا للدفاع وأي موقع قيادي يمكن ملؤه فورا .
سورية دولة وليس قبيلة إن قتل شيخها إنتهت ، وحتى في بلاد القبائل في اليمن حين وقع التفجير الذي أصيب خلاله الرئيس اليمني السابق لم تسقط الدولة هناك ولم ينهار الجيش اليمني ولم تنتهي الأزمة إلا بالحل السياسي الذي لم يتأثر بذاك الاغتيال بل بالموازين الدولية وبتخلي قبيلة حاشد عن علي عبد الله صالح .
العسكري السابق الذي شغل مناصب رفيعة في زمن حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد وخاض تحت قيادته معارك ضد الاخوان المسلمين في الثمانينات قال أيضا :
حتى الآن يتعامل الرئيس بشار الأسد والقادة الأمنيون العاملون بأمرته مع الأوضاع باقصى درجات الصبر وبالحرص على عدم الرد على الدول التي تدعم الارهابيين السوريين ، لسورية مخالب خارجية لم تستخدمها ولم تحاول نقل المعركة إلى أرض غيرها ، وفي الوقت عينه حرصت القيادة الأمنية والعسكرية السورية على عدم ايقاع خسائر بشرية كبيرة بالمسلحين السوريين لأن المطلوب إستيعابهم وإستسلامهم وليس قتلهم بحسب قرار كبير متخذ على إعتبار أنهم مضللون ويمكن رد من لم تتلوث أيديه بالدماء لكن هذا الأمر سيتغير من الآن وصاعدا .
الجواب السوري على استنكار الكثيرين في القيادة للتعامل الرحيم مع المسلحين هو قول أب يخاف على ولده الخاطيء وفيه إذا قتلنا عشرة الاف مسلح فيعني أننا أدخلنا المصيبة إلى حياة عشرة الاف عائلة سورية واستسلامهم أفضل من قتلهم ، هذا مع المسلحين الداخليين ولكن لا رحمة مع الارهابيين القادمين من الخارج وكل التعامل السابق سيتغير ..
كيف ؟
يجيب المسؤول السوري الأمني السابق: الرد لن يكون بحسب ما أتوقع على المنفذين وعلى من ساعدوهم فقط وبالتأكيد هذا إختراق أمني كبير ومتوقع في ظل حرب طاحنة أمنية تخاض ضد سورية من أطراف دولية وعربية كبيرة ، لكن الرد السوري سيكون بالمستوى نفسه وبشكل أكبر بكثير .
المصدر رفض شرح توقعاته ولكنه قال : أعرف ما الذي اقوله وأعرف إمكانيات الأجهزة السورية وحلفائها في العالم وأقول للدول وللأجهزة المخابراتية التي تقف خلف هذه العملية المخابراتية التي تنتمي إلى فئة العمليات طويلة الأمد (يعني محضر لها لسنوات خلت) و التي ظنت بأن سورية مربكة أمنيا أن أنتظروا قليلا لتعرفوا حجم الخطأ الذي وقعتم فيه .
سيريان تلغراف