يبدو أن رياح الإنتخابات الرئاسية الأميركية تجري بعكس ما تشتهيه سفن المجموعات المعارضة المسلحة في سورية، حيث أن حليفهم الأمريكي ليس باستطاعته أن يقدم لهم ما يطلبون، هذا اذا كان يريد فعلا ان يقدم لهم دعما عسكريا ولوجستيا فإنه لن يتحقق قبل الخريف المقبل أي بعد اجراء الانتخابات الرئاسية بحسب ما ذكرت صحيفة “دايلي تليغراف” البريطانية بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حذرت حلفاءها الغربيين وجماعات المعارضة السورية من أنه ليس بإمكانها القيام بشيء للتدخل في أزمة سورية قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية في شهر تشرين الثاني القادم.
وذكرت الصحيفة “أنه برغم الغضب المتزايد من قبل الثوار السوريين الساعين للحصول على مساعدات من أجل جهودهم للإطاحة بالنظام السوري، رفض البيت الأبيض كل المطالب من أجل الحصول على أسلحة ثقيلة ودعم استخباراتي”.
وقالت الصحيفة إنه وفقا لجماعات الضغط السورية فى واشنطن، التي كانت تعرب منذ أسابيع قليلة فقط عن أملها بأن الإدارة الأميركية قد تمنح الضوء الأخضر لإمداد الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، فقد أجبرتها الإدارة الأميركية على العودة إلى الواقعية.
وبحسب الصحيفة، فإن مجموعة الدعم السورية، وهي الجناح السياسي للجيش السوري الحر، تقدمت مؤخرا للمسؤولين الأميركيين بوثيقة تطلب ألف صاروخ مضاد للدبابات من طراز “آر بى جي-29” و500 صاروخ “سام-7” و750 رشاش 23 ملم وكذلك واقيات رصاص وتأمين الهواتف التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، لكن كل طلباتها قوبلت بالرفض.
وأشارت الصحيفة إلى “أن إدارة أوباما أوضحت أيضا لحلفائها أنها لن تتدخل وهي رسالة حملها توم دونيلون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إلى لندن الأسبوع الماضي حيث قام بتوقف لم يكن بارزا في الطريق لإسرائيل”.
وأوضحت الصحيفة أن المصادر المطلعة على الأمر في واشنطن، قالت “إن دونيلون أوضح بشكل كبير أنه لا توجد مساحة لمزيد من التدخل الأميركي فى سوريا، مضيفة أن المخاوف من تسلل القاعدة إلى جماعات الثوار المختلفة قللت أيضا الرغبة في الولايات المتحدة من أجل تسليح أفضل للثوار سواء بشكل مباشر أو بمساعدة بلاد تكون فريقا ثالثا مثل ليبيا وقطر والسعودية”.
ورأت الصحيفة أن الموقف الأميركي يعنى أن هناك أملا ضئيلا في أي حل سريع للأزمة السورية مع تهيئة الساحة بدلا من ذلك لحرب أهلية مطولة، فهل يستطيع مسلحو المعارضة السورية من الصمود ريثما يصلهم الدعم الأميركي المزعوم خصوصا في ظل اشتداد وطأة المواجهات مع الجيش السوري الذي اتخذ قرار الحسم العسكري.