في مدينةٍ فرنسيةٍ جنوبيةٍ ساحلية وبتوقيع شركة Colboc Franzen & Associés المعمارية تم ابتكار هذا المشروع السكني الفريد. حيث غطى المصممون ثلاثة أبراجٍ سكنيةٍ مزودةٍ بشرفات بشبكاتٍ مقوّسةٍ من الفولاذ المكلفن، وذلك بعد أن تم ربطها مع بعضها البعض بمنصةٍ من شأنها أن تخفي مرآب السيارات الكبير وراء صفٍ من المتاجر.
تم ملء البرجين ثمانيي الطوابق بعددٍ من الشقق الخاصة، بينما تم تخصيص المبنى سداسي الطوابق للمساكن الاجتماعية.
ومايلي من المعلومات هو بعض ما ورد عن لسان الشركة المصممة:
تقع أرض المشروع على شريطٍ رفيعٍ مطلٍّ على البحر المتوسط في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وعلى مقربةٍ من ميناءٍ تجاريٍّ وعددٍ من المرافق الصناعية الضخمة.
كيف لنا أن نحيي ماضي الموقع وأن نزوّر في الوقت ذاته، وعن طريق العمارة، هويةً حديثةً لنقطة الدخول هذه إلى البلدة وإلى أحيائها الصاعدة؟
كيف لنا أن نستجيب لحجم الميناء الهائل مع البحر عند الأفق، ومع المحافظة على طريقة العيش الخاصة بالمدينة القديمة؟
يقوم تصميم المشروع على ثلاثة مبانٍ شققية تقع على قاعدةٍ أرضية. ويتضمن المشروع التطويري أربعة أجزاء واضحة: ست عشر شقةٍ بتشكيلات متنوعة؛ 55 شقة ثنائية وثلاثية الغرف؛ وأخيراً متاجر ومساحة لركن للسيارات لخدمة كل ما يعلوها.
تحتضن القاعدة المتاجر ومساحات ركن السيارات، بينما تتضمن الأبراج المنازل والشقق. ويقدم المبنى سداسي الطوابق الانتقال اللازم من المباني الموجودة أصلاً في الموقع، ممثلاً بذلك مركز المشروع.
أما عن البرجين الآخرين ثمانيي الطوابق، فلهما حرية التعبير عن استقلاليتهما. فبالنسبة للمبنى المطل على زاوية الشارع، فيشير هذا إلى المدخل للمدينة القديمة، ويطل في الوقت ذاته على مرافق الميناء التجاري والتطويرات الأبعد عند الأرصفة البحرية الفارغة.
بينما يقع البرج الخلفي فوق مساحات ركن السيارات والحدائق، ويبرز كعنصرٍ نحتيٍّ وسط “الجزيرة”.
يمكننا القول أن هذه الأبنية تجسّد مبدأ “العمارة المتوسطية”، التي تسمح لأسلوب الحياة بالتكيّف مع المناخ المحلي: حيث العيش الخارجي يكون محمياً من الحرارة القوية.
يوجد شرفات على طول الواجهة، تسمح للقاطنين بالتجوال حول الجسد الخارجي لشققهم. هنا تأتي الشبكة الفولاذية المكلفنة لتحمي الواجهة خلال أيام الطقس الحار، ولتقدّم قدراً مناسباً من الخصوصية.
إذ نراها تتبع الانحناء الذي ينتج عن تفاوت عروض الشرفات. وهي بذلك تقدم انسجاماً للأبنية الثلاثة، مسهّلةً عملية فهمها.
فهكذا تصبح هذه الأبنية أشبه بشرانق فولاذية ضخمة، تذكّرنا موادها بالعالم البحري، بينما يذكّرنا شكلها بالسفن، ويذكّرنا صوت الرياح المتسللة بين ألواحها بصوت الرياح المداعبة للسواري.
علاوةً على ذلك، تسمح هذه الشبكة لكافة القاطنين بالاستفادة من شرفاتهم دون إزعاج جيرانهم على الإطلاق، كما تساعد على خلق إحساسٍ “منزلي” يجتمع بالاستمتاع بالمناظر والحياة في مركز المدينة.
لقد خلقت الاستفادة المثالية من الانحدارات المختلفة وأماكن ركن السيارات تضريساً اصطناعياً في مركز المبنى، كما ساعدت على خلق حدائق ومساحات مميزة لركن السيارات.
أما بالنسبة للأرض فقد تمت حمايتها بطبقةٍ من الشجيرات والأشجار الصغيرة، التي ساهمت في تقديم التظليل المناسب وأسست لمسافةٍ ملائمة بين الشقق ومستخدمي مرآب السيارات.
ختاماً نشير إلى أن كلفة المشروع قد قُدّرت بـ 4,171,000 يورو لصالح شركة Pragma.
سيريان تلغراف