ما ترونه أعزائي القراء هو نتاج عمل مقاولٍ عام شاب مسلّح بإيمان قوي بشركات البناء المستدامة؛ حيث وضع هذا نصب عينيه بناء مساحةٍ مكتبيةٍ جديدة من شأنها أن تنال على شهادة LEED البيئية وأن تُظهر في الوقت ذاته قدراتٍ ومهاراتٍ إنشائية عالية .
وهكذا بالتعاون مع فريق Jones | Haydu المعماري وعلى مساحة 1200 قدم مربع في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، تحوّل الحلم إلى حقيقة وتحوّلت الأمنيات إلى مساحةٍ ملموسةٍ على أرض الواقع.
يتمتع المكان بارتفاع سقفٍ عالٍ نسبياً وميزانين وواجهةٍ زجاجيةٍ كبيرة على الشارع. وداخل هذا المكان تتوزع محطات عملٍ عديدة تفصل بينها قواطع داخلية من شأنها أن تؤمن مكتباً خاصاً ومنطقة مؤتمرات إلى جانب مطبخٍ صغير، جميعها تحظى بإنارةٍ طبيعيةٍ ووظيفةٍ مضاعفة، وتقدّم في نفس الوقت اهتماماً فراغياً وانسيابيةً كبيرة تشجع على التواصل.
بالنسبة لمواد البناء فقد تمت المحافظة عليها بالحد الأدنى نظراً لمساحة المكان وحجم البرنامج المطلوب. والملفت للنظر طبعاً هو الاهتمام الخاص الذي تم إيلاؤه للخضرة والمواد المعاد تكرارها.
فعلى سبيل المثال، تم استخدام خشب التنوب المستعاد في إنشاء القواطع الداخلية وجدار الدخول والدرج المعلّق؛ أما طاولات محطات العمل، فقد تمت استعادتها من الحجر الورقي. بينما تم استخدام البلاطات الفلينية في منطقة المؤتمرات والحمام والمطبخ الصغير.
الجدير بالذكر هنا أن فريق العمل لم يختر أي نوعٍ من الدهانات ذات الانبعاثات السامة للجدران والأسقف. وفي نفس السياق البيئي، تم استخدام تجهيزات موفرة للطاقة عوضاً عن أنظمة التكييف والتبريد والتدفئة التقليدية. فهنا تحظى كل محطة عمل بمشعٍ يتم التحكم به بشكلٍ منفصل.
أما عن نقطة الجذب الكبرى في المكان، فهي ذاك الجدار الحي المركب من مجموعةٍ من النباتات التي تساهم في ترشيح الهواء بشكلٍ أكبر.
وإن تساءلتم عن طريقة البناء؛ فنطلعكم هنا أنه قد تم تثبيت النباتات على حاجزٍ مثقّبٍ من الستينليس ستيل الموصول بمروحة من شأنها سحب الهواء وتمريره عبر النباتات، وبالتالي توفير ترشيح طبيعي مباشرةً داخل المكتب ووسط المدينة… وهذا ما يبدو أنه قد شجع الحكّام على إعطاء هذه المساحة المكتبية تصنيف LEED الذهبي!
سيريان تلغراف