تلقت عددا من دول التآمر على الشعب السوري تقارير من داخل سوريا تؤكد أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري على الارض تحقق نتائج مهمة بالنسبة للشعب السوري وقيادته، وأن هناك عمليات وصفتها هذه التقارير بـ “زحف تطهيري” تقوم به وحدات الجيش ضد المجموعات الارهابية التي تتكاثر ليس بشكل داخلي وانما عبر الامدادات القادمة لها من الخارج بتمويل من أطراف المؤامرة على سوريا، فهناك عمليات ضخ للارهابيين والسلاح الى داخل الاراضي السورية للالتحاق بالعصابات المسلحة، بعد أن تجتاز تدريبات مكثفة في معسكرات خاصة داخل قطر والسعودية والامارات وتركيا واسرائيل.
وتقول التقارير الاستخبارية الواردة من سوريا الى عواصم التآمر أن عمليات التطهير التي تقوم بها القوات السورية ألحقت خسائر فادحة في صفوف الارهابيين، ومن هنا أصبحت الأمور تتجه باتجاهات مختلفة وخطيرة حسب ما كشفت مصادر مطلعة لـ (المنــار) وهي مصادر مقربة من الجهات الداعمة للارهابيين، هذه الجهات المتآمرة ترى ضرورة ايجاد آلية دولية تعيد فرض وقف لاطلاق النار داخل سوريا قبل فوات الاوان وقبل أن يتمكن النظام من حسم الازمة بشكل ميداني والقضاء على المجموعات الارهابية، فالمناطق التي كان الارهابيون يسيطرون عليها باتت تسقط تباعا بأيدي الجيش.
وكشفت مصادر لـ (المنــار) أن دولا عربية وتحديدا قطر والسعودية وهما داعمتان للارهابيين متخوفتان من أن لا يكون هناك تحرك غربي سريع، واشارت المصادر أن القلق سيطر على اللقاء الذي جمع وزيري خارجية قطر وتركيا في باريس.
واضافت المصادر أن السعودية وتركيا وقطر تحاول اقناع الدول الغربية بضرورة ارسال قوة دولية مسلحة الى سوريا لفرض تطبيق وقف لاطلاق النار للحد من العمليات التي يقوم بها الجيش في ملاحقته للارهابيين في المدن والارياف السورية.
وتؤكد التقارير الاستخبارية المقلقة لدول التآمر على سوريا أن النظام السوري ما زال متماسكا على الرغم من محاولات التضخيم الاعلامي لفرار بعض الضباط الى تركيا ودول اخرى مجاورة.
دوائر مطلعة وصفت الازمة الحالية في سوريا بانها صراع في 3 دوائر:
ـ الدائرة الاولى: هي الدائرة الضيقة وهو صراع ومواجهة يديرها النظام مع العصابات المسلحة التي تحاول السيطرة على مناطق جغرافية داخل سوريا واعلانها مناطق حرة خالية من تأثير النظام، وفي الاسابيع الاخيرة وبالتحديد منذ تراجع عمل المراقبين في سوريا أصبحت الكفة في هذه المواجهة تميل لصالح النظام السوري.
ـ الدائرة الثانية: هي دائرة على مستوى منطقة الشرق الاوسط، وفي هذه الدائرة يدور صراع ساحته الاراضي السورية، ولكن، الاهداف والمصالح تتجاوز حدود سوريا الجغرافية، فتركيا ترى أن بقاء النظام السوري برئاسة بشار الاسد يقوي ايران ويضعف فرص تركيا بتنصيب نفسها زعيمة لمنطقة الشرق الاوسط في ظل تراجع الدور المصري على المستوى الخارجي.
ـ الدائرة الثالثة: هي دائرة تصارع بين القوى العظمى وبالتحديد بين الولايات المتحدة وروسيا التي باتت تدرك بأنها ستفقد آخر موطىء قدم لها في الشرق الاوسط.
هذا الصراع سيدفع بتلك القوى للبحث عن حلول سياسية سريعة منعا للتدهور والانزلاق نحو أماكن لا ترغب لا روسيا ولا الولايات المتحدة في الوصول اليها، وبين تلك الدوائر تلعب السعودية وقطر لعبة البقاء وهما تخشيان مرور الاعصار بهما.