تطرقت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية الى مشكلة سياسية دينية قد تشعل نزاعا اضافيا في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في القدس. والأمر يكمن في احتمال انهيار حائط من الاسمنت المسلح على حديقة يقول المسيحيون البروتستانت ان السيد المسيح دفن فيها ، وذلك من جراء توسيع المقبرة الاسلامية الواقعة فوق هذا الموقع المقدس.
ويعتبر البروتستانت “حديقة القبر” شرقي القدس مكان دفن السيد المسيح. وسبق أن افترض وجود قبر المسيح في هذا الموقع الباحث البريطاني تشارلز غوردون الذي اكتشف الموقع في ثمانينات القرن الماضي. ويميل البروتستانت لصحة هذه الفرضية، خلافا لباقي الطوائف المسيحية التي تعتقد ان السيد المسيح دفن في المكان الذي توجد فيه كنيسة القيامة في البلدة القديمة من القدس.
ووفقا لمسؤولين “اسرائيليين” ، يزور “حديقة القبر” نحو ربع مليون زائر سنويا.
وتدق ادارة حديقة القبر ناقوس الخطر ، وتدعي بأن المسلمين يدفنون موتاهم دون اذن تماما في المقبرة التي تقع على امتار قليلة فوق حديقة القبر. واشارت الصحيفة الى أن رجال الاوقاف المسلمين بدأوا في ايار عام 2010 أعمال توسيع للمقبرة الاسلامية. وبعد نصب جدار من الاسمنت المسلح فوق حديقة القبر، بدأت اجزاء من الاسمنت تنهار من الجدار باتجاه الموقع المقدس، الامر الذي يعرض سلامة الزوار للخطر.
وفي نيسان الماضي استأنف رجال الاوقاف أعمال الدفن في المقبرة ونصبوا قبورا جديدة فوق حديقة قبر المسيح. ويرى مدراء حديقة القبر أن هذه الاشغال يمكن أن تؤدي الى انهيار الجدار باتجاه الموقع، مما سيثير فضيحة دينية.
وذكرت الصحيفة أن عريضة قدمت الاسبوع الماضي الى محكمة الصلح في القدس لاصدار امر لرجال الاوقاف وبلدية القدس بوقف اجراءات الدفن في المقبرة الاسلامية هذه . كما يطالب مدراء الحديقة بتعيين خبير حيادي يفحص المكان ويحدد مدى خطورة أعمال الاوقاف الاسلامية.
من جانبهم قال مسؤولو الأوقاف ان “المقبرة الاسلامية موجودة منذ أكثر من 100 سنة” وانهم حصلوا على رخصة من بلدية القدس لبناء الجدار.
بدورها أعلنت بلدية القدس ان المقبرة الاسلامية تعمل حسب القانون وأن رخصة نصب القبور صدرت قبل اجراء فحص مشترك من قبل مهندس المدينة وممثلي حديقة القبر والاوقاف.
سيريان تلغراف