بعد أن شغلت لندن العالم بالمشاريع التي تدفقت عليها داخل وحول حديقتها الأولمبية، هاهي اليوم تحتفي بتصميم مميز بتوقيع شركة SOM المعمارية العالمية، والتي كشفت مؤخراً عن ناطحة سحاب بارتفاع 135 متراً، مليئةً بالشقق السكنية المطلة على الحديقة الأولمبية.
فعلى مقربةٍ من محطة ستراتفورد الشهيرة للقطارات، سيتربع البرج حاملاً اسم “حدائق منهاتن لوفت”، ومخبئاً في جنباته 42 طابقاً، فيها من الشقق السكنية ما يكفي لسلب الألباب، إلى جانب فندقٍ ومطاعم عدة ومركز صحي، ليكون من المأمول أن يتحول إلى أعلى مبنى في المنطقة.
أما عن التسمية فمردّها لشركة منهاتن لوفت التي تم تنفيذ المشروع لصالحها وطبعاً للحدائق السقفية الثلاثة الكبيرة التي تخترق جسد البرج، تاركةً الطوابق العلوية تحت رحمة الظفر الذي يدعمها، بينما تنشغل المصدات الشمسية المصنوعة من التراكوتا في تظليل الواجهة الزجاجية الملمعة.
وفي التفاصيل ذكرت شركة منهاتن لوفت أن هذا البرج المميز يتضمن ردهة دخول ثلاثية الارتفاع، بالإضافة لاحتضانه لفندقٍ يمتد على سبعة طوابق ومركزٍ صحي ومطعمين وثلاثة حدائق سماوية، وطبعاً لا يمكن أن ننسى الـ 248 وحدة سكنية، والتي تتراوح بين شقق خاصة وشقق سقفية وأخرى مؤلفة من طابقين.
فعبر الجزء السكني من البرج “تتشابك” الشقق مزدوجة الارتفاع مع تلك مفردة الارتفاع، ليقدم التصميم المتشابك بهذه الطريقة أظفاراً مبهرة تضمن دخول الضوء الطبيعي بشكلٍ مضاعف وتسمح بالحصول على مساحات فسيحة في مختلف أرجاء البرج.
كما يساهم ذلك في تقديم نطاقٍ واسعٍ من الخيارات بين 13 نوعٍ من أنواع المساكن، جميعها في مبنى واحدَ!
وبارتفاع 135 متراً، وهو نفس ارتفاع عين لندن، سيكون هذا المبنى أعلى مبنىً سكني في المنطقة، كما سيقدم بكل تأكيد إطلالات استثنائية على الحديقة الأولمبية والمساحات الخضراء والممرات المائية المميزة في ستراتفورد.
التصميم المعماري :
يقوم أصل رؤيةSOM على ثلاثة مساحات مبهجة مفتوحةٍ على الهواء الطلق تم نحتها في جسد المبنى. وهذا ما تم التوصل إليه عبر استخدام هيكلٍ فولاذيٍ تمت هندسته خصيصاً كي يدعم الظفرين المميزين، ما يقدم في النهاية لمسةً حديثةً على الحدائق السماوية اللندنية التقليدية.
أما عن الواجهة فتحافظ على ازدواجية الألواح الشفافة والألواح الصلبة ضمن تركيبٍ مسننٍ من الزجاج والتراكوتا. حيث تم وضع الألواح بطريقةٍ متجاورة باستخدام هندسةٍ مثلثية في الخطة تبدو في أوضح حالاتها لدى النظر إلى المبنى من الزاوية.
والملفت للانتباه هنا هو إمكانية رؤية نوعٍ واحدٍ فقط من الألواح في كل واجهة على حدة، وهذا ما يعني أنه وبمجرد التحرك حول الجسد الخارجي للبرج سيظهر التلاعب المستمر والمتواصل بين الصلابة والشفافية، هذا عدا عن دور التناوب بين نوعي الألواح في التخفيف من كمية الضوء الطبيعي المباشر الداخل للمبنى عبر الواجهات.
وطبعاً ليست مثل هذه البراعة المعمارية غريبة على مصممي برج دبي، ولكن من الواضح أنها استراتيجيةٌ تصرّ شركة SOM على الاستمرار بها وتطويرها يوماً بعد يوم.