شككت مصادر إعلامية عربية بخفابا قرار قناة الجزيرة القطرية تمويل التحقيق حول وفاة رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات، فتساءلت المصادر: لماذا قرروا تمويل هذا التحقيق الضخم؟ وما هي أسباب ظهور سهى عرفات المفاجئ وحديثها عن سقوط الرؤساء العرب؟ وهل تسعى القناة القطرية إلى استعادة ثقة الفلسطينيين؟ أم إلى تبرئة إسرائيل؟ وكيف كانت «فتوى» الداعية القرضاوي جاهزة لتُعرض بعد التحقيق مباشرة؟
صحيفة الأخبار نقلت عن مصادر أهلية فلسطينية أن المطلوب من خلال التحقيق الذي أجرته «الجزيرة» في اغتيال الرئيس عرفات، أولاً تبرئة إسرائيل من اغتياله، وثانياً تبرئة كل من له علاقة باغتياله من قريب أو بعيد، وثالثاً تحسين صورة «الجزيرة» في فلسطين بعدما كرهها الكثيرون، مضيفاً: «وبما أن «الجزيرة» في قطر، فالفيلم إذاً من إخراج هوليوود. كذلك إن مباركة القرضاوي «حامي الحمى» لهذا التحقيق يؤكّد تلك الأهداف».
وبحسب المصادر الفلسطينية، فقد عملت قناة «الجزيرة» القطرية من خلال «فيلمها الوثائقي» على تبرئة إسرائيل من اغتيال الرئيس عرفات بالسم، وألقت الكرة في الملعب الفلسطيني في محاولة لإشعال الأراضي الفلسطينية وإيجاد بديل للقيادة الفلسطينية بمباركة أميركية.
مصادر أخرى أكدت للصحيفة، أن التحقيق «خبيث»؛ لأنه انتهى بطلب «سهى عرفات» بالموافقة على فحص رفات أبو عمار؛ «فهي لا تستطيع أن تقول «لا»؛ لأنها إن فعلت ذلك، فستكون متهمة كما هي الحال الآن مع القيادة، وإذا سهى قالت نعم والقيادة قالت لا، فستكون القيادة متهمة، وهنا ستبدأ الفتنة، وأنا أرى أن الشعب يجب أن يقول لا».
وأضافت: «مع أن معرفة أسباب وفاة الرئيس الراحل عرفات هي حق لكل فلسطيني، وهي ما طالب به مدير مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، لكن موضوع البحث في وفاة الرئيس عرفات موضوع يصلح عنوان لتظاهرة جديدة»، مضيفاً: «والحدق (الذكي) يفهم».
المصادر الأهلية أشارت إلى ان «الجزيرة» تطمح إلى أن يصبح هذا السؤال قضية رأي عام في الشارع الفلسطيني ضاغط على القيادة الفلسطينية، لأن رفض ذات السؤال وعدم تجاوب القيادة الفلسطينية معه، سيصطدم بما بنته «الجزيرة» باللاوعي للمشاهد الفلسطيني خصوصاً، والعربي عموماً، مفاده أنه قد يكون للقيادة الفلسطينية يد بمقتل عرفات!».
«الأخبار» نقلت عن المصادر إنه «بعد عشرين عاماً من اتفاقية أوسلو تقرر إسرائيل التخلّص من الرئيس عباس باغتياله سياسياً، وقد بدأ الإعداد منذ نحو سنة، وتطوعت قناة «الجزيرة» بنشر التقارير، حتى وصلنا آخرها المتمثل بالتحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي يعرف القاصي والداني أنه مات مسموماً، وظهرت طلبات الجهات المختلفة بضرورة تشريح الجثة والوقوف على حقيقة موته». ويضيف: «لم يكن إعلان زيارة موفاز إلا محاولة أخرى لإشعال الموقف، حيث إن خطتهم تتمثل بالوقوف موقف المتفرج لتقول إن الشعب الفلسطيني ثار على قياداته ولا علاقة لإسرائيل بالموضوع. إنها تحاول أن تخلق ربيعاً فلسطينياً مزيفاً ينتهي بإعلان الرئيس عباس حل السلطة، وبالتالي اتهامه عالمياً بالتملص من اتفاقية أوسلو، وهنا تبرز إسرائيل بديلها الذي استعد ووافق على حدود مؤقتة والذي لم يقبل بحكم الضفة الغربية في ظل وجود ضريح عرفات في رام الله».
وتؤكّد المصادر أنه «جرى تحريض السيدة سهى عرفات على فتح الملف، وكل همها معرفة سبب وفاة زوجها، ولا تدري أن خروج الجثمان من رام الله وفتاوى القرضاوي، ما هي الا وسيلة للتخلص حتى من عظام الرئيس الراحل تحضيراً للمرحلة القادمة