عندما كشفت دبي عن إنجازها لأعلى برجٍ في العالم، برج خليفة المعروف باسم برج دبي، شغل الحدث أذهان وعقول الناس واحتل مكانةً كبيرةً في معظم إن لم يكن في كافة وسائل الإعلام والأوساط المعمارية، ولكن اليوم يبدو أن دور القارة الإفريقية قد جاء.
حيث كشف استديو @126 المعماري ومقره جوهانسبرغ، عن تصاميم لأعلى مبنىً في إفريقيا جمعاء؛ هو عبارة عن بنيةً ضخمة تتألف من 110 طوابق مشكّلةً جزءاً من مشروعٍ تطويريٍّ ثلاثي الأبراج، من المأمول أن يحتل موقعه في مدينة تشواني في جنوب إفريقيا في عام 2018.
وطبعاً أثار المشروع جلبةً كبيرة، فبين مشجع ومناهض ومؤيدٍ ومعارض، تضاربت ردود أفعال السكان المحليين.
يتضمن المشروع مختلط الاستخدام وحداتٍ سكنية ومساحاتٍ مكتبية إلى جانب مرافق للبيع بالتجزئة وفندقاً ومساحاتٍ مخصصة للمؤتمرات والاجتماعات.
لكن وعلى الرغم من فخامة العرض، أشارت إحدى الصحف المحلية إلى أن الموقع الذي من المفترض أن يحتله المشروع يعاني من أزمةٍ اقتصادية، وهذا ما قد يمنعه من التعامل مع الدفق الذي سيجلبه مثل هذا المشروع إلى المنطقة.
أما عن الرسومات التي كشف عنها استديو التصميم، فتتضمن برجاً شاهقاً بارتفاع 447 متراً، حُشر في بنيته عمودٌ من توربينات الهواء. ويكمّل هذه البنية برجان أصغر حجماً (336 متراً و210 متراً) تعكس شكل المبنى المركزي متعدد الطبقات.
وطبعاً في حال إتمام المشروع، سيفوق المبنى الرئيس فيه ارتفاع أعلى برجٍ في إفريقيا حالياً، وهو مركز كارلتن في جوهانسبرغ البالغ ارتفاعه 224 متراً، وهذا ما يبدو النقطة الأهم في الحدث كله.
إلا أن مقترح @126 لا يتضمن تجمعاً لثلاثة أبراج وحسب؛ وإنما يهدف لتعزيز وتقوية المنطقة المحيطة ببحيرة سنتريون بمجموعةً من البحيرات وسلسلةٍ من أبراج المشاة. فبوقوعه على البحيرة وحولها، سيمتد المشروع التطويري على مساحة عشرة هكتارات من الأراضي، تم اقتراح نظام خط أحادي جديد فيها، لربط القاطنين ومستخدمي مشروع سنتريون سمبيو سيتي التطويري بمحطة غوترين للقطار السريع.
حول هذا كان لعمدة رماكغوبا، التعليق التالي “إن هذا المشروع التطويري هو انعكاس لنطاقٍ من الفرص الاقتصادية والتجارب الثقافية وهو عبارة عن بيئة جودة تقدمها مدينة تشواني. وتوافر تنوعٍ من الخدمات العامة الفعالة والكفوءة إلى جانب خيارات التنقل والمرافق الخضراء هي جميعها عوامل هامة في خلق تجربة معيشة عالية النوعية. كما سيساعد إنشاء هذا المشروع التطويري في خلق فرص عمل عن طريق توليد ما يزيد عن عشرة آلاف فرصة عمل جديدة خلال فترة الإنشاء وما يزيد عن أربعة آلاف فرصة عمل مستدامة في مرحلة ما بعد انتهاء الأعمال الإنشائية.”
في النهاية، بين رأي العمدة ورؤية بعض الصحف المحلية، يبدو أن المشروع قد بدأ ومنذ الآن بلفت الأنظار، وهذا ما يراه البعض مؤشراً إيجابياً على أية حال!ً