أكد السيد الرئيس بشار الأسد في الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة جمهورييت التركية أن حكومة رجب طيب أردوغان تجاوزت العلاقة الأخوية مع سورية إلى علاقة تدخل مباشر لتتورط لاحقا في الأحداث الدموية من خلال تأمين الدعم اللوجستي للارهابيين واتخاذ سياسات خطرة على الشعبين التركي والسوري الأمر الذي ترفضه سورية كدولة مستقلة تحترم نفسها وسيادتها وترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية.
وفيما يلي نص الجزء الثاني من المقابلة..
سؤال ..
سيادة الرئيس كانت العلاقات السورية-التركية مميزة في السنوات الأخيرة على المستوى السياسي وكذلك على المستوى الشخصي والعائلي بينك وبين رئيس الوزراء أردوغان نريد أن تضعنا سيادتك بصورة ما جرى لهذه العلاقات حتى وصلت الامور إلى ماوصلت إليه.
السيد الرئيس ..
علينا أولا أن نحدد من الذي تغير.. انظر الى العلاقة السورية مع باقي الدول فالعلاقة بيننا وبين العراق وإيران والأردن وغيرها من الدول لم تتغير ومازالت العلاقات السورية نفسها بالمقابل لاحظ تغير العلاقة التركية مع معظم هذه الدول في المنطقة ليس فقط مع سورية طبعا الذي تغير بالنسبة لنا من الجانب التركي هو أن الموضوع في المرحلة الأولى تجاوز العلاقة الأخوية إلى علاقة تدخل مباشر في الشؤون السورية وهذا الشيء مرفوض تماما في سورية نحن دولة مستقلة تحترم نفسها وسيادتها..
هذا إذا في المرحلة الاولى ..لاحقا بدأت الحكومة التركية تتورط في الأحداث الدموية في سورية من خلال تأمين الدعم اللوجستي للإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء ومن خلال اتخاذ هذه الحكومة سياسات خطرة على الشعب التركي وعلى الشعب السوري.. هذا من الناحية السياسية فقط وأنا لن اتحدث هنا عن الجوانب والمواصفات الشخصية لهذا الرجل الذي خرج في تصريحاته عن كل الاداب والأخلاق التي يمكن أن يتحلى بها أي سياسي في العالم أو أي إنسان.
سؤال..
سيادة الرئيس قلتم إنكم لا تسمحون بالتدخل الخارجي بالشؤون الداخلية لسورية لكن اردوغان كان في كل خطاب له تقريبا يقول بانه قد قال لكم وطلب منكم وأوصاكم وإنكم وعدتموه وبأنكم ستفعلون كذا وكذا ماذا قال لكم وماذا وعدتموه.
السيد الرئيس ..
أولا إن ماتذكره أنت حول هذه التصريحات هو الدليل على ماقلته أنا بانه كان يتدخل في الشؤون الداخلية وانطلاقا من انه لا علاقة له بالشؤون الداخلية السورية فكيف أقدم له وعدا أليس في هذا دليل على الكذب هو يسألني ويقدم نصائح وأنا لدي تصور وأعلنته في خطاباتي كان ينصح بالإصلاح أحيانا وكنا نحن أعلنا عن حزمة الإصلاحات بعد ستة أيام من بدء الأحداث في سورية في آذار 2011 وهاقد نفذنا كل ماوعدنا به حتى تغير الدستور بشكل كامل وإذا سألته الآن ربما يتحدث لك عن الإصلاح ولكن أنا أطرح السؤال الآن لو كان صادقا في دعوته للاصلاح لماذا لم يكن يتحدث فيه منذ سنوات.. منذ بداية العلاقات معه عام2004.. هل شعر بالود والمحبة والحرص فجأة تجاه الشعب السوري.. هل من المنطقي أن يكون حريصا على الشعب السوري اكثر مني مثلا.. ماذا تقول عني لو قلت لك الآن بانني أكثر حرصا على الشعب التركي منك أنت كمواطن تركي.. لاشك بانك ستقول بان هذا نفاق فليهتم أردوغان بشؤونه الداخلية وليس بشؤون غيره لكي يبقى ماتبقى من سياسة تصفير المشاكل قابلة للتطبيق.
سؤال ..
باختصار سيادة الرئيس ماذا كان يريد أردوغان.
السيد الرئيس ..
بالمختصر كان لديه أجندة أكبر من موضوع سورية تتعلق ربما بموقعه الشخصي وموقع فريقه.. كان يريد أن يكون الإرهابيون أحرارا في عملهم في سورية.. الا يسجنوا والا يلقى القبض عليهم.. والا ندافع عن أنفسنا .. عندها بالنسبة له تكون الامور جيدة.
سؤال..
ماذا تقصد بالإرهابيين .. هل تقصد بهم الإخوان المسلمين.
السيد الرئيس ..
قبل الأزمة بسنوات كان أردوغان حريصا دائما على الاخوان المسلمين السوريين.. كان يهتم بهم اكثر مما يهتم بالعلاقة السورية التركية.. وبلا شك بالنسبة له الآن هم هاجس أساسي في الأحداث في سورية أي الدفاع عنهم ومساعدتهم.. طبعا نحن لا نسمح بهذا الشيء لا من أجل أردوغان ولا من أجل أي أحد في العالم.
سؤال ..
يبدو أن الجسور نسفت بينكم وبين أردوغان.
السيد الرئيس..
أعتقد ذلك لأنه فقد مصداقيته.. وإعادة بناء هذه الجسور يعتمد على إمكانيته باستعادة المصداقية على الساحة العربية بشكل عام وليس عندي فقط فالقضية ليست شخصية وعندما يكون لديه الشجاعة بأن يقف ويعترف بأخطائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى في هذه المرحلة فلا أعتقد بأنه سيكون هناك مشكلة للشعب في منطقتنا الشعب العربي والسوري تحديدا أن يغفر له وأعتقد أن الشعب التركي سيغفر له ايضا.
سؤال ..
سيادة الرئيس فيما يتعلق بالعلاقة السورية /التركية وقعت عدة أحداث سقطت الطائرة.. هددكم رئيس الوزراء أردوغان وحشد قوات عديدة على الحدود وأثار الضجة التي تعرفونها.. ماهو المخرج للأزمة السورية التركية برأيكم.
السيد الرئيس..
المخرج هو في أن تعود الحكومة التركية عن اخطائها في التعامل مع الوضع السوري وفي عدم استغلالها لأي حدث من أجل خلق مشاكل كبيرة وفي وضع مصالح الشعبين السوري والتركي قبل المصالح الشخصية الضيقة لمسؤوليها.. فإذا المخرج موجود أمامنا والعملية بسيطة.. ليست صعبة على الإطلاق وأنا متأكد بأن الشعب التركي نفسه سيكون كما الشعب السوري داعما لهذا الشيء وفي مقدمتهم أهالي الطيارين.. ويكفي لأردوغان أن يستمع إلى تصريح والد الطيار لكي يجد المخرج.
سؤال ..
قلتم سيادة الرئيس عن أردوغان إنه تغير.. لماذا تغير برأيكم .. وماذا تغير به.
السيد الرئيس..
تغيرت الظروف وهذه الظروف أظهرت حقيقة أردوغان وأنا سأعطيك بعض الأدلة.. مثلا سمعنا الكثير من الصراخ دفاعا عن الفلسطينيين في عام 2008 عندما هاجمت إسرائيل غزة ولكن قبلها بسنتين ونصف لم نسمع هذا الصراخ عندما هاجمت إسرائيل لبنان..
هنا مقاومة وهنا مقاومة.. هنا إسرائيل تقتل وهنا تقتل.. وفي كلا البلدين اقترب عدد الشهداء من ال 1500 .
سؤال ..
..لماذا برأيكم…
السيد الرئيس ..
لأنه أظهر خلفيته الطائفية لأن الفرق بينهما هو فقط الناحية الطائفية.. أردوغان اليوم يبكي من أجل الشعب السوري بكاء المنافقين لماذا لم يبك من أجل من يقتلون في بعض دول الخليج وهم أبرياء وسلميون لايحملون السلاح.. لماذا لايتحدث عن الديمقراطية في بعض بلدان الدول الخليجية.
سؤال..
مثل من ….
السيد الرئيس ..
قطر كمثال … لماذا لم يفعل شيئا بعد سفينة مرمرة سوى الصراخ .. لماذا يتحدى اسرائيل وفجأة يوافق على وضع الدرع الصاروخي في تركيا.. هل وضعها لحماية تركيا من هجوم من بلد معاد .. هل وضعت اميركا هذه القواعد لكي تحمي اميركا من هذه المنطقة … من هو البلد الذي يستطيع أن يهدد أميركا من منطقتنا..لا أحد.. فإذا الجواب هو انه وضعها لحماية إسرائيل.. هذه الظروف كشفت حقيقة أردوغان لاأكثر ولا أقل لم يتغير أردوغان بل تغيرت نظرة الناس لأردوغان في المنطقة.. سقط على الساحة العربية لم يعد موجودا لا هو ولا مصداقيته.
يشار إلى أن مجموعة من وسائل الإعلام التركية وهي صحيفة جمهورييت التي يمثلها جاكير اوزار وقناتا دي وسي ان ان تورك وصحيفة بوستا ويمثلهم محمد علي بيراند وصحيفة حرييت ويمثلها ارتوغرول اوزكوك و صحيفة راديكال ويمثلها فهيم تاش تاكين وصحيفة خبر ترك وتمثلها عنبرين زمان طلبت إجراء مقابلة مع الرئيس الأسد وانطلاقا من تعامل سورية بانفتاح مع وسائل الإعلام تمت الموافقة على منح اللقاء للوسائل الاعلامية المذكورة إلا ان أربعة من ممثلي هذه الوسائل لم يتمكنوا من الحضور إلى سورية لإجراء المقابلة بعد أن اتصل بهم مدير مكتب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وطالبهم بعدم إجراء اللقاء.
سيريان تلغراف | سانا