في بداية القرن الواحد والعشرين حصد برج بتروناس بارتفاع 452 متراً لقب “أعلى برج في العالم”، ولكن مع انتهاء عقدٍ من الأعوام استطاع برج خليفة انتزاع هذا اللقب بارتفاعٍ يفوق النصف ميل (828 متراً).
أما الآن فتباشر أعمال إنشاء برج المملكة في جدة، والذي سيصل لارتفاعٍ يفوق الألف متر، وهذا ما يضاعف ارتفاع “أعلى برج في العالم” قبل عقدين من الزمن فقط؛ إذ يبدو أن 600 متراً في أيامنا هذه تعادل 300 متراً في تلك الأيام؛ ففي نهاية 2011 لم يكن هناك سوى 61 مبنى يفوق ارتفاع الثلاثمئة متراً.
أما عن “أعلى المباني في 2020” فهي موزعة على 15 بلداً، والصين طبعاً في المقدمة، تليها كوريا وبعدها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تحتضن آسيا 70% من هذه المباني (بأربعة عشر مبنى)، بينما يضم الشرق الأوسط 25% منها (أي خمسة مباني).
فعلى سبيل المثال من المفترض الانتهاء من مركز بينغ آن المالي في تشنشن في الصين مع حلول عام 2015، وحينها سيصبح المبنى بارتفاع 660 متراً الأعلى في البلاد، بمساحةٍ مكتبية تزيد عن 300 ألف متراً مربعاً.
أما برج شنغهاي مختلط الاستخدام بارتفاعه البالغ 632 متراً، فسينضم لقائمة أعلى الأبراج في منطقة بودونغ، بعد أن بدأت أعماله الإنشائية في عام 2009 ومن المفترض أن تنتهي عام 2014.
بالنسبة لكوريا فستحظى بدورها بثلاثة أبنية ضخمة جميعها في سيؤول، حيث يبلغ ارتفاع أعلاها حوالي 640 متراً، وهو برج سيؤول لايت دي إم سي المطل على نهر هان.
كما يتم حالياً إنشاء برج لوت ورلد بارتفاعٍ يبلغ 555 متراً، والذي من المفترض الانتهاء منه في عام 2015، هذا عدا عن برج تريبل ون بارتفاع 620 متراً ومركز هيونداي غلوبال للأعمال بارتفاع 540 متراً، اللذين ما يزالان بانتظار نيل إذن التخطيط، الأمر الذي يعيق إدراجهما على قائمة أعلى الأبراج، وهذا ما يثبت أيضاً أن هذه القائمة في تطور وتغيّر مستمرين.
وطبعاً الآن يأتي دور سيغنتشر جاكرتا، الذي سيرتفع بمقدار 638 متراً في سماء إندونيسيا، قبل أن نحلق لقارة أخرى، وتحديداً لنيويورك ومركز التجارة العالمي الجديد، الذي من المأمول له أن يتحول إلى أعلى برج في نصف الكرة الأرضية الغربي، وذلك بارتفاع 541 متراً.
وهكذا يبدو في النهاية أن سؤال الإنسانية لم يعد “ما هو الارتفاع الذي بإمكاننا الوصول إليه؟” وإنما “ما هو الارتفاع الذي يجب أن نصل إليه؟”، ولكن هنا علينا أن نحتسب فوائد مثل هذا الأمر وعواقبه في الوقت نفسه، خاصةً مع قيود استهلاك الطاقة التي باتت تشكك بمثل هذا النوع من الأبنية.