Site icon سيريان تلغراف

التقاطعات الاستراتيجية في خطابي الأسد وبوتين

ما بين خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في ساحة الامويين وخطاب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين  تقاطعات استراتيجية على خريطة السياسة الدولية.

في حين ظهر الرئيس بشار الأسد في ساحة الأمويين متحدياً زعماء الإعلام و المال الساعين لإسقاط الدولة في سورية، في أن يتحركوا قيد أنملة في بلادهم الحارّة والمستقرة دون تفريغ شوارعها من المارة وضبطها و تأمينها بجيوش الناتو الصديقة . و ما رافق هذا الظهور التحدي من تبشير بنهاية الأزمة في سورية وقرب انتصارها على أعدائها المتربصين بها.

بالمقابل خاطب بوتين رئيس الوزراء الروسي والمرشح للرئاسة أنصاره بخطاب بلهجة تتقاطع وكلام الرئيس الأسد خصوصا عندم المح الى نهاية زمن الأحادية القطبية والتفرد بالسياسات الدولية، ولعل الأهم اعلان بوتين  أن روسيا لن تبقى تنظر بحيادية إلى ما يجري في الساحة الدولية بل ستكون لاعباً أساسياً ومؤثراً فيها.

هذا الدور الروسي  بدأت اولى دلالاته عندما استخدمت موسكو وبكين الفيتو المزدوج منعا لإدانة سورية في مجلس الأمن، ووقوفهم في وجه المعسكر الغربي المسيطر بشكل شبه تام على مفاتيح اللعبة الدولية . وما تلا هذا الفيتو من تجاذبات بين الولايات المتحدة والصين وتحذير الأخيرة من العبث  بتوازنات القارة الصفراء و كل ذلك أتبعته إيران بإعلان قدرتها على إغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لأي عمل عدواني غربي، كما نجحت في مناورات “ولاية 90” البحرية بتوجيه رسالة مفادها ان طهران قادرة على إغلاق المضيق بشكل فعل نستخلص من هذه القراءة البسيطة  أن محور دمشق طهران بكين موسكو نجح في تحويل مسار التجزئة والسيطرة على “الشرق الأوسط” وما يليه من قلب الطاولة على بقية اللاعبين الغربيين.

والاهم ايضا هو  استعادة روسيا والى جانبها بكين للدور المحوري كقطبين رئيسيين في سياسة المحاور الدولية واستثمارهما للأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الغرب رغم محاولة بعض دول النفط العربي انتشالها منها بأي ثمن ضمانا لاستمرار تلك الدول التابعة للغرب.

وقد استطاعت دمشق عبر تحالفها مع موسكو وبكين من تمتين العلاقات الإستراتيجية معهما دون ان ننسى ايران وحركات المقاومة في المنطقة ما خلق سداً منيعابوحه المشروع الامراطوري الاميركي الساعي الى تفتيت وتقسيم منطقتنا المقسمة اصلاً.

Exit mobile version