تشير دراسة إسبانية إلى أن 2 إلى 5 بالمئة من الأطفال في إسبانيا يشخص لديهم اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، وتسعى الأبحاث إلى إيجاد مكونات، قد تكون قادرة على توفير علاج للمرضى.
وقام فريق من الخبراء في جامعة أوبيرتا دي كاتالونيا بالتنسيق مع دييغو ريدولار، عضو في كلية علم النفس والعلوم التربوية بجامعة أوكلاهوما والمتخصص في علم الأعصاب والأبحاث مع مجموعة Cognitive NeuroLab التابعة لكلية العلوم الصحية UOC، بدراسة إمكانية تضمين مادة الكافيين في القائمة العلاجية المستخدمة للتخفيف من بعض أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، نظرًا للجدل الدائر حول استخدام بعض الأدوية المشتقة من الميثيلفينيديت.
وخلصت الدراسة، وهي مراجعة منهجية للدراسات التي أجريت على الحيوانات ونشرت في مجلة Nutrients العلمية، إلى أن الاستهلاك الموصوف للكافيين يمكن أن يزيد من الانتباه والقدرة على الحفظ لدى المراهقين والبالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب النفسي.
وأوضح أحد المؤلفين الرئيسيين للبحث خافيير فاسكيز أن القائمة العلاجية للتخفيف من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه محدودة، وهناك درجة معينة من الجدل حول استخدام بعض أنواع الأدوية والمنشطات، خاصة أثناء الطفولة والمراهقة. ولهذا من المفيد دراسة فعالية مواد أخرى مثل الكافيين.
وفقا للمؤلفين، هذه هي المراجعة المنهجية الأولى التي تم إجراؤها، بما في ذلك على المستوى الخلوي، مع نتائج تربط بين استهلاك الكافيين في نماذج حيوانية مختلفة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع زيادة مدى الانتباه، وتحسين التركيز، وفوائد التعلم، والتحسينات في الذاكرة.
وأكد فاسكيز أن “هذه المادة تحسن هذه الأنواع من الإجراءات المعرفية، وتزيد من السعة والمرونة في كل من الانتباه المكاني والاهتمام الانتقائي، وكذلك في الذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى”، مضيفا أن العلاج الخاضع للسيطرة بهذه المادة “لا” يغير ضغط الدم ولا يؤدي إلى زيادة أو نقصان في وزن الجسم”.
ويشير الباحثون إلى أن الكافيين يمكن أن يكون أداة علاجية لهذا النوع من الأعراض، لكن نتائج الأعراض المميزة الأخرى لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل فرط النشاط والاندفاع ليست واضحة.
وقال الباحثون “نتائجنا تعزز الفرضية القائلة بأن التأثيرات المعرفية للكافيين الموجودة في النماذج الحيوانية يمكن ترجمتها وتطبيقها في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأشخاص، خاصة في الأعمار الصغيرة مثل المراهقة”.
ويعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، اضطراب عقلي تم تشخيصه بشكل كبير خلال الـ 25 عاما الماضية خاصة بين الأطفال، ونادرا ما ينتشر في مرحلة البلوغ.
وأكد الخبراء أن العلاجات المتعلقة بهذا الاضطراب تتطلب مستوى مكثفا من الأدوية للتخفيف من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولأن هذه الحالة تصيب الأطفال فهي تخضع لجدل واسع، بين العديد من العائلات وفي المجال الطبي.
سيريان تلغراف