تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بولياكوف، في “أوراسيا ديلي”، حول تعاون هيئة تحرير الشام مع الولايات المتحدة.
وجاء في المقال: ليلة 2-3 فبراير 2022، تمت تصفية أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود التركية، في قرية أطمة بمحافظة إدلب السورية. وإليكم أين كان المكان الذي أقام فيه “خليفة” تنظيم الدولة الإسلامية: يقع المنزل الذي كان يعيش فيه الهاشمي على بعد 200 متر فقط من المركز العسكري لهيئة تحرير الشام، و500 متر من مركز للشرطة التركية، وكيلومتر واحد عن نقطة عسكرية تركية.
قد تكون سابقة تصفية الشيشاني تأكيدا على أن هيئة تحرير الشام قررت الإفادة من التعاون الانتهازي مع الولايات المتحدة أيضا. يروج قائدها أبو محمد الجولاني نفسه لفرضية أن هيئة تحرير الشام لا تشكل تهديدا للولايات المتحدة أو الدول الأجنبية، وأن هدف الجماعة هو محاربة الرئيس بشار الأسد. وفق هذا المنطق، قد يكون نقل المعلومات من هيئة تحرير الشام إلى الولايات المتحدة حول مكان “خليفة” داعش خطوة أخرى نحو إضفاء الشرعية على هذا التنظيم.
تمثل العملية عنصرا واحدا فقط في منظومة الأحداث السياسية الداخلية في إدلب. فعند تحليل الوضع داخل إدلب، يمكن ملاحظة بعض النواقل. فأولا، هناك توجه نحو ترسيخ احتكار هيئة تحرير الشام لاستخدام العنف المسلح في المحافظة، ما يعني تفكيك الجماعات غير المطيعة والقضاء عليها، فضلاً عن العناصر المتطرفة من القاعدة وداعش؛ الاتجاه الثاني هو تخليص هيئة تحرير الشام من سبغة القاعدة وإضفاء الشرعية التدريجية عليها. إن الخطوة الأساسية في هذا الاتجاه بالتحديد هي التعاون في المجال الأمني، والذي قد يكون راجعاً إلى مساعدة هيئة تحرير الشام في قضاء واشنطن على كل من الهاشمي والبغدادي، فضلاً عن اعتقال الجبوري. ولو رفضت هذا التعاون، لكان الجولاني نفسه منذ زمن بعيد لقي مصير المذكورين.
سيريان تلغراف